الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ميكروبيوم الأمعاء.. آفاق جديدة لمتلازمة التعب المزمن وكوفيد طويل الأمد

الإثنين 23/يونيو/2025 - 01:22 م
ميكروبيوم الأمعاء
ميكروبيوم الأمعاء


تخيل أنك تعيش مع إرهاق مستمر ومُنهك لا يُخففه أي قدر من الراحة، مصحوبًا بمجموعة من الأعراض الأخرى مثل ضبابية الدماغ والألم واضطرابات النوم.

هذا هو واقع ملايين الأشخاص الذين يعانون من التهاب الدماغ والنخاع العضلي/متلازمة التعب المزمن (ME/CFS).

الآن، تخيل معاناة مماثلة بعد الإصابة بعدوى فيروسية، وهي حالة تُعرف بشكل متزايد باسم كوفيد-19 الطويل الأمد.

رغم اختلاف هاتين الحالتين المعقدتين متعددتي الأجهزة ظاهريًا، إلا أنهما تشتركان في تداخل ملحوظ في الأعراض والتشوهات البيولوجية الكامنة، مما يدفعنا إلى استكشاف مسارات مشتركة لتخفيف الأعراض المحتملة.

تقول مؤلفة المقالة، جوانا ميخالينا جوريك: "تتناول مراجعتنا الأخيرة مجالًا مثيرًا للاهتمام قد يحمل مفتاح الحل: عالم ميكروبيوم الأمعاء المعقد وتأثيره العميق على صحتنا".

متلازمة التعب المزمن

لسنوات، اتسمت متلازمة التعب المزمن بتوعك منهك بعد بذل مجهود، وضعف إدراكي، واضطراب مناعي، غالبًا ما يُسببه عدوى فيروسية.

وبالمثل، يُبلغ مرضى كوفيد-19 المزمنون عن مجموعة من الأعراض، حيث يكون التعب المُعيق والتوعك بعد بذل مجهود من السمات السائدة، مما يعكس العديد من التحديات التي يواجهها المصابون بمتلازمة التعب المزمن/متلازمة التعب المزمن.

إلى جانب هذه التجارب المشتركة، تُظهر كلتا الحالتين تشوهات بيولوجية متشابهة، تشمل اختلالات إدراكية، واختلالًا في محور الوطاء-الغدة النخامية-الكظرية (HPA)، وخللًا في مستوى السيتوكينات المناعية يتميز بزيادة في الوسطاء المؤيدين للالتهابات.

كما تُسهم الاضطرابات الأيضية، وخلل الميتوكوندريا، واختلال توازن الأكسدة والاختزال في ظهور أعراض مثل الألم والمشاكل العصبية والنفسية في كلٍّ من متلازمة التعب المزمن/متلازمة التعب المزمن وكوفيد-19.

وقالت جوريك: "لقد لاحظنا أن الالتهاب المزمن، الذي يغذيته خلل في الميتوكوندريا ، يمكن أن يؤدي إلى ضعف العضلات والتعب والألم، فضلاً عن حالات الجهاز الهضمي وزيادة الحساسية لمواد مختلفة".

وأضافت: "حددنا صلةً واضحةً تدور حول ميكروبيوم الأمعاء، يعاني مرضى متلازمة التعب المزمن/متلازمة التعب المزمن وكوفيد-19 المزمن من أعراضٍ معويةٍ متكررة، مثل الغثيان والإسهال وآلام البطن، وتشير الأبحاث الحديثة بقوة إلى دورٍ مهمٍّ لخلل التوازن في مجتمع الميكروبات المعوية في تطور هذه الحالات وشدتها".

وتابعت: "لاحظنا أن انخفاض وفرة البكتيريا المفيدة، مثل بكتيريا Faecalibacterium، وهي منتج رئيسي للزبدات، يُعتبر مؤشرًا حيويًا محتملًا لمتلازمة التعب المزمن، هذا الانخفاض في الأنواع المضادة للالتهابات، إلى جانب زيادة البكتيريا سالبة الجرام المؤيدة للالتهابات، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض مثل التعب والألم والارتباك".

وبالمثل، يُظهر مرضى كوفيد-19 لفترات طويلة تغيرات ملحوظة في تكوين الأمعاء وانخفاضًا في التنوع الميكروبي، مع انخفاض مستويات البكتيريا النافعة المرتبطة بشدة المرض واستمرار أعراضه، بما في ذلك مشاكل الجهاز التنفسي والعصبي والنفسي والتعب.

كما يُلاحظ انخفاض في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFA)، مثل بكتيريا هالي (Eubacterium hallii) وبكتيريا برازية (Faecalibacterium prausnitzii).

يبدو أن العلاقة المعقدة بين خلل التوازن البكتيري المعوي، ومحور الأمعاء والدماغ، والالتهاب المستمر تُشكّل رابطًا مشتركًا أساسيًا بين متلازمة التعب المزمن وكوفيد-19 طويل الأمد.

بناءً على هذه الرؤى، يهتم الباحثون اهتمامًا خاصًا بإمكانيات المستحضرات الميكروبية، مثل البروبيوتيك والبريبيوتيك والسينبيوتيك، كنهج علاجي جديد.

يمكن لهذه المستحضرات، بما في ذلك سلالات البروبيوتيك الحية ومنتجاتها الثانوية، أن تقدم فوائد تعديل المناعة، مما قد يُعيد صحة الأمعاء والتوازن المناعي.