علاج تجريبي لمرض كرون يُظهر نتائج واعدة

طوّر باحثون علاجًا تجريبيًّا ساهم في شفاء عدد كبير من مرضى داء كرون المتوسط إلى الشديد، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد.
تشير نتائج الدراسة الدولية من المرحلة الثانية-أ إلى أن الجسم المضاد وحيد النسيلة الذي يستهدف بروتينًا يُسمى TL1A قد يُوفر خيارًا علاجيًا جديدًا لمرضى هذا المرض.

علاج توليسوكيبارت
يُطلق على العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، اسم توليسوكيبارت.
وقد أظهر العلاج التجريبي مؤخرًا نتائج واعدة في دراسة منفصلة من المرحلة الثانية لعلاج التهاب القولون التقرحي.
داء كرون والتهاب القولون التقرحي
داء كرون والتهاب القولون التقرحي مرضان التهابيان مزمنان في الأمعاء، يصيبان الجهاز الهضمي، ويصيبان حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة.
لا يوجد علاج شافٍ لهما، وتتفاوت استجابة المرضى للعلاجات الحالية.
وقال الدكتور ديرموت ماكجفرن، المؤلف الرئيسي للدراسة: "هذه النتائج، إلى جانب النتائج الإيجابية التي نُشرت مؤخرًا في مجال التهاب القولون التقرحي، تدعم بقوة هذا النهج كعلاج جديد تمامًا للأشخاص المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية".
ساعد ماكجفرن، إلى جانب زملائه في Cedars-Sinai، في تطوير عقار توليسوكبارت.
وأضاف أن "هذه الآلية تم تحديدها من خلال العمل الجيني والمناعي، وجاءت الغالبية العظمى منها من مجموعة أمراض الأمعاء الالتهابية".
في تجربة المرحلة الثانية-أ، المسماة APOLLO-CD، تلقى 55 بالغًا مصابًا بداء كرون دواء توليسوكيبارت بجرعات متفاوتة على مدى 12 أسبوعًا.
أظهرت النتائج أن ما يقرب من 50% من المرضى حققوا شفاءً سريريًا، مقارنةً بنحو 16% في الدراسات السابقة.
قد يستهدف العلاج التجريبي أيضًا التليف المعوي، وهي عملية تؤدي إلى تضييق الأمعاء وتتطلب غالبًا إجراء جراحة.
التليف المعوي
يُعد التليف المعوي مشكلة رئيسية في مرض كرون وأمراض أخرى، ولا يمكن الوقاية منه أو عكس مساره حاليًا.
وقال الدكتور ستيفان تارجان، مؤلف الدراسة، إن قدرة العلاج على استهداف التليف لها آثار واسعة النطاق.
وأضاف: "يُعدّ التليف مشكلةً رئيسيةً في العديد من الحالات الطبية المزمنة، وقد يُسبب مضاعفاتٍ خطيرة، لذا، هناك اهتمامٌ كبيرٌ بمعرفة ما إذا كان الدواء الذي طوّرناه سيُقدّم فوائد تتجاوز مرض الأمعاء الالتهابي".
وأشار ماكجفرن إلى أن البيانات المستمدة من دراسة APOLLO-CD أشارت إلى أن الاستجابة لتوليسوكوبارت كانت سريعة - حيث انخفضت العلامات الالتهابية لدى المرضى في غضون أسبوع من بدء العلاج.
وقال "إن هذه أخبار واعدة، لأنه بالإضافة إلى مساعدة المرضى على التعافي ومساعدتهم على البقاء في حالة هدوء المرض، فإننا نريد مساعدتهم على التعافي في أسرع وقت ممكن".
ومن الأمور الواعدة أيضًا: تم تطوير عقار توليسوكيبارت مع أداة تشخيصية للمساعدة في تحديد الأشخاص الأكثر احتمالاً للاستفادة من الدواء، وهو ما من شأنه أن يقدم الطب الدقيق لرعاية مرض التهاب الأمعاء.
وتجري دراسات أخرى على مجموعات أكبر من الأشخاص المصابين بمرض كرون والتهاب القولون التقرحي: وستحدد التجارب السريرية المزدوجة التعمية والخاضعة للتحكم الوهمي في المرحلة الثالثة فعالية وأمان توليسوكبارت كعلاج لإحداث والحفاظ على الهدوء لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء.