تطورات جديدة بخصوص علاج مرض كرون
![مرض كرون]( /UploadCache/libfiles/4/4/600x338o/473.jpg)
إن النظام الغذائي السائل الخاص، المعروف بالتغذية المعوية الحصرية، هو علاج أساسي لمرض كرون، حيث يتناول المرضى هذه التركيبة فقط لمدة 6 إلى 8 أسابيع، ويتجنبون الأطعمة الصلبة تمامًا.
ومع ذلك، فإن الأسباب الدقيقة وراء فائدة هذا النظام الغذائي لم تكن واضحة في السابق.
تمكن باحثون من فك شفرة الآلية وراء هذا العلاج الغذائي.
بناءً على هذه النتائج، التي نُشرت في Cell Host & Microbe، فإنهم يطلقون دراسة سريرية تجمع بين العلاج الغذائي ونقل ميكروبيوم البراز لتحسين نتائج العلاج بشكل أكبر.
الفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات والأحماض الدهنية: تحتوي تركيبة التغذية المعوية الحصرية (EEN) على جميع العناصر الغذائية الأساسية وهي فعالة للغاية في إدارة مرض كرون، وغالبًا ما تعمل على تحسين الأعراض في غضون أيام قليلة وبدون علاج طبي إضافي.
لقد تم استخدام هذا العلاج الغذائي بنجاح لعقود من الزمن، وخاصة عند الأطفال والمراهقين، لأنه لا يقلل الالتهاب فحسب، بل يدعم أيضًا نمو الأمعاء وشفائها، كما أنه فعال عند البالغين.
ومع ذلك، في حين أن هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى تحسن الحالة، إلا أن الأعراض غالبًا ما تعود في غضون عام بعد انتهاء العلاج، فكيف يمكن إطالة تأثير هذا العلاج الغذائي؟
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، طور ديرك هالر، أستاذ التغذية والمناعة في جامعة ميونيخ التقنية، وتوبياس شفيرد، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال في مستشفى الدكتور فون هاونر للأطفال، نهجًا علاجيًا جديدًا.
![](/Upload/libfiles/4/8/726.jpg)
كيف يتغير ميكروبيوم الأمعاء؟
وأظهر الباحثون كيف يتغير ميكروبيوم الأمعاء، وهو المجتمع المعقد لجميع الميكروبات الموجودة في الأمعاء، نتيجة للعلاج الغذائي ويساهم في نجاح العلاج.
ووجد الباحثون أن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة في النظام الغذائي تؤثر بشكل إيجابي على بعض بكتيريا الأمعاء، التي تتكاثر وتقلل الالتهابات.
وتكشف الدراسة المزيد، ففي نموذج معوي اصطناعي، عالج الباحثون براز المرضى بالتركيبة، وبالتالي تكييف الميكروبيوم.
وعندما تم نقل هذا الميكروبيوم المتكيف إلى الفئران، لم يتطور أي التهاب.
ومع ذلك، عندما لم يتم تكييف الميكروبيوم مسبقًا بواسطة التركيبة، أصيبت الفئران بأعراض التهابية نموذجية.
ويقوم الفريق الآن بإجراء دراسة سريرية للتحقيق فيما إذا كانت هذه الآلية تعمل أيضًا في البشر، مما يعني ما إذا كان من الممكن إنشاء ميكروبيوم أكثر صحة بعد إعادة تشغيل الميكروبيوم.
الهدف هو الحفاظ على حالة خالية من الالتهاب لأطول فترة ممكنة.
لتحقيق هذه الغاية، يستخدم الباحثون نقل ميكروبيوم البراز، والذي يشار إليه عادةً باسم زرع البراز، بعد العلاج الغذائي.
بالنسبة لنقل ميكروبيوم البراز، يتبرع الأشخاص الأصحاء الذين خضعوا لفحص مكثف بميكروبيومهم، والذي تتم معالجته في كبسولات.
يتم تصنيع كبسولات التجربة السريرية في مستشفى جامعة كولونيا بواسطة ماريا جيه جي تي فيهريشيلد، أستاذة الأمراض المعدية، والتي تشارك أيضًا في الدراسة السريرية. يتناول المرضى الكبسولات بعد العلاج الغذائي.
يقول هالر: "إن نقل الميكروبيوم البرازي يتم استخدامه بنجاح بالفعل لعلاج أمراض معوية أخرى، ونأمل الآن أن يثبت أنه نهج علاجي جديد لمرض كرون".
يقول شفيرد: "نحن نركز على ثلاثة أسئلة رئيسية في الدراسة: ما مدى أمان نقل ميكروبيوم البراز بعد العلاج الغذائي؟ هل هذا النهج ممكن؟ وهل يمكنه تثبيت هدوء المرض أو على الأقل تأخير تكرار الالتهاب؟"، مضيفا: "إذا تمكنا من إنشاء ميكروبيوم أكثر صحة في أمعاء المريض على المدى الطويل، فسنكون قد حققنا خطوة كبيرة إلى الأمام في العلاج".