الخميس 03 يوليو 2025 الموافق 08 محرم 1447
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف يتجنب فيروس الهربس الشائع الجهاز المناعي؟

الأربعاء 02/يوليو/2025 - 03:58 م
 فيروس الهربس
فيروس الهربس


تكشف دراسة بحثية جديدة عن فرصة لتطوير علاج ضد الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، وهو السبب المعدي الرئيسي للعيوب الخلقية في الولايات المتحدة.

نُشرت الدراسة في مجلة Nature Microbiology.

فيروس CMV

اكتشف الباحثون آليةً لم تُكتشف من قبل، يستخدمها فيروس CMV، وهو فيروس هربس يصيب غالبية سكان العالم البالغين، لاختراق الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، مما يُسهم في أمراض الأوعية الدموية.

بالإضافة إلى استخدام آلية جزيئية مشتركة بين جميع فيروسات الهربس، يستخدم فيروس CMV "مفتاحًا" جزيئيًا آخر يُمكّنه من التسلل عبر منفذ جانبي والتهرب من دفاعات الجسم المناعية الطبيعية.

قد تفسر هذه النتيجة فشل الجهود المبذولة لتطوير علاجات وقائية ضد الفيروس المضخم للخلايا حتى الآن. كما تُبرز هذه الدراسة آفاقًا جديدة لتطوير أدوية مضادة للفيروسات مستقبلًا ، وتشير إلى أن فيروسات أخرى من عائلة الهربس، مثل فيروس إبشتاين بار وجدري الماء، قد تستخدم هياكل جزيئية مماثلة للانتشار من خلية مصابة إلى أخرى دون اكتشافها من قِبل جهاز المناعة.

قال الباحث الرئيسي جيريمي كاميل: "إذا لم نعرف الأسلحة التي يستخدمها العدو، فسيكون من الصعب الحماية منه".

وأضاف: "لقد وجدنا حلاً لغزًا مفقودًا يمثل أحد الأسباب المحتملة لفشل جهود التحصين ضد الفيروس المضخم للخلايا".

في الولايات المتحدة، يولد طفل واحد تقريبًا من كل 200 طفل مصابًا بعدوى الفيروس المضخم للخلايا الخلقية.

ومن بين الأطفال المصابين، يُصاب واحد من كل خمسة بعيوب خلقية، مثل فقدان السمع، أو يُعاني من مشاكل صحية طويلة الأمد.

بالنسبة لمعظم البالغين، لا تظهر أعراض عدوى الفيروس المضخم للخلايا.

إلا أن الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا أثناء الحمل تُشكل مخاطر صحية جسيمة على الجنين، وقد تكون قاتلة للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، بمن فيهم متلقي زراعة الأعضاء.

نظرًا لحجم جينومه الكبير وتركيبه الجزيئي المعقد ، تجنب الفيروس المضخم للخلايا (CMV) محاولات تطوير علاجات وقائية لفترة طويلة. ومثل فيروسات الهربس الأخرى، يعتمد الفيروس المضخم للخلايا على بروتين يُسمى gH لدخول خلايا بطانة الأوعية الدموية، لكن على عكس فيروسات الهربس الأخرى، التي تستخدم بروتينًا شريكًا يُسمى gL لتسهيل العدوى، وجدت الدراسة الجديدة أن الفيروس المضخم للخلايا يستبدل gL ببروتين شريك آخر يُسمى UL116، ويجند بروتينًا يُسمى UL141.

ويصبح المركب الناتج من gH-UL116-UL141، والذي أطلق عليه المؤلفون اسم GATE، أداة بديلة لاختراق الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية والتسبب في أضرار داخلية بينما يمنع في الوقت نفسه جهاز المناعة في الجسم من التعرف على علامات العدوى.

يمكن أن يصبح GATE المكتشف حديثًا هدفًا محتملاً للقاح ضد فيروس تضخم الخلايا وفيروسات الهربس الأخرى.

باءت المحاولات السابقة لإنتاج لقاح ضد الفيروس المضخم للخلايا بالفشل، ولكن ذلك كان قبل تحديد مُركّب GATE.

يأمل الباحثون أن تُحسّن الاستراتيجيات الجديدة التي تستهدف مُركّب GATE فرصنا في مكافحة عدوى الفيروس المضخم للخلايا، وربما تُطهّر أجسامنا من هذه العدوى التي تُلازمنا مدى الحياة.

وقال الباحثون: "إذا تمكنا من تطوير أدوية مضادة للفيروسات أو لقاحات تمنع دخول الفيروس المضخم للخلايا، فسوف يسمح لنا هذا بمكافحة العديد من الأمراض التي يسببها هذا الفيروس في الأطفال الرضّع والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة".