الإفراط في تناول الأسماك.. دراسة تحذر من مواد سامة ومسرطنة
يقبل كثير من الناس على تناول الأسماك، لما لها من فوائد كثيرة، إذ إنها غنية بالعديد من العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
لكن وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن بأي صورة أن يفرط الإنسان في تناول الأسماك، لأن هذا قد يعرضه لبعض المشكلات الصحية، لذا فإن الأطباء وخبراء التغذية عادة ما ينصحون بتناول الأسماك بشكل معتدل حتى يمكن أن نجني فوائدها من دون أن نتعرض للأضرار.
تحذير من الإفراط في تناول الأسماك
وفي ضوء هذا، حذر خبراء من أن تناول الكثير من الأسماك قد يزيد من خطر التعرض لـ مواد كيميائية سامة إلى الأبد، وفق ما ذكره موقع روسيا اليوم، نقلا عن صحيفة ذي صن البريطانية.
وأوضح الخبراء أن هذه المواد الكيميائية، المعروفة باسم الفاعلات بالسطح الفلورية أو PFAS، ارتبطت سابقا بالسرطان وقمع جهاز المناعة، وقد وجد أنه على المستوى المنزلي يتم استخدام هذه المواد في معدات الطهي غير اللاصقة مثل القدور والمقالي.
وأكد الباحثون أن هذه المواد الكيميائية الضارة عثر عليها أيضا في الأسماك التي يتم صيدها في البحيرات والأنهار.
مخاطر عدة
وترتبط مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية أيضا بزيادة الكوليسترول ومشاكل الإنجاب والنمو وأضرار صحية أخرى.
ووجد علماء مجموعة العمل البيئية (EWG) أن الكميات المتوسطة من الفاعلات بالسطح الفلورية في أسماك المياه العذبة في الولايات المتحدة كانت أكبر 280 مرة من المواد الكيميائية التي تم اكتشافها في بعض الأسماك التي يتم صيدها وبيعها تجاريا.
وأظهرت بيانات الاختبار أن تناول وجبة واحدة من أسماك المياه العذبة، يمكن أن يؤدي إلى تعرض مماثل للفاعلات بالسطح الفلورية، مثل تناول الأسماك المشتراة من المتجر كل يوم لمدة عام.
وقال الدكتور ديفيد أندروز، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن الأشخاص الذين يستهلكون أسماك المياه العذبة، وخصوصا أولئك الذين يصطادون ويأكلون الأسماك بانتظام، معرضون لخطر مستويات مثيرة للقلق من الفاعلات بالسطح الفلورية في أجسامهم.
وكانت المواد الكيميائية إلى الأبد التي وجدت في أعلى تركيزات في أسماك المياه العذبة هي حمض بيرفلوروأوكتان السلفونيك (PFOS)، أو حمض السلفونيك، بمتوسط 3 من كل 4 من إجمالي اكتشافات الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS).
وقال سكوت فابر، النائب الأول لرئيس مجموعة العمل البيئية (EWG)، إن نتائج الاختبار هذه مبهرة، إن تناول سمكة واحدة يعادل شرب الماء الملوث بحمض بيرفلورو أوكتان السلفونيك لمدة شهر.
وقال خبراء إن استهلاك أسماك المياه العذبة الملوثة بالسلفونات المشبعة بحمض بيرفلورو أوكتان السلفونيك يمكن أن يسبب زيادات كبيرة في مستويات مصل الدم لدى الناس من المادة الكيميائية إلى الأبد، ما يؤدي إلى مخاطر صحية محتملة.
ويقول العلماء إنه حتى الاستهلاك العرضي لأسماك المياه العذبة يمكن أن يرفع مستويات حمض بيرفلورو أوكتان السلفونيك (PFOS) في الجسم.
نتائج تحليل شرائح السمك
وحلل الباحثون البيانات من أكثر من 500 عينة من شرائح السمك التي تم جمعها في الولايات المتحدة من 2013 إلى 2015.
وكان المستوى المتوسط لإجمالي للفاعلات بالسطح الفلورية في شرائح السمك 9500 نانوجرام لكل كيلوجرام، بمتوسط 11800 نانوجرام لكل كيلوجرام في منطقة البحيرات العظمى.
وقالت الدكتورة تاشا ستويبر، مؤلفة الدراسة المشاركة، إن تلوث الأسماك بالفاعلات بالسطح الفلورية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بمستويات أعلى في البحيرات العظمى والأسماك التي يتم صيدها في المناطق الحضرية.
وأضافت: لا تختفي الفاعلات بالسطح الفلورية عند رمي المنتجات أو التخلص منها.
وتابعت: يظهر بحثنا أن طرق التخلص الأكثر شيوعا قد تؤدي في النهاية إلى المزيد من التلوث البيئي.
وأكدت أن أسماك المياه العذبة مصدر مهم للبروتين لكثير من الناس، وأن تلوث الفاعلات بالسطح الفلورية يهدد أولئك الذين لا يستطيعون شراء المأكولات البحرية التجارية.
وشددت على أن تحديد مصادر التعرض للفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS) يمثل أولوية ملحة للصحة العامة.