الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علاج سرطان الأمعاء.. العلاج الكيميائي أولا أم الجراحة؟

السبت 21/يناير/2023 - 03:01 م
سرطان الامعاء
سرطان الامعاء


يعد سرطان الأمعاء واحدا من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الناس، لذا تشتد الحاجة إلى إيجاد طرق مختلفة من أجل التغلب عليه وعلاجه قبل أن يتفاقم، وقبل أن تتدهو الحالة الصحية للمريض.

وفي الغالبية العظمى من الحالات المصابة بـ سرطان الأمعاء، لا تظهر أي أعراض في الحالات المبكرة من المرض، لذا فإن الأطباء ينصحون بالمداومة على إجراء الفحوصات اللازمة من جانب الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان، أو الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، من أجل الاكتشاف المبكر حال الإصابة بالمرض، ومن ثم تزداد فرص علاجه بشكل أفضل.

وبينما يقوم بعض الأطباء باستئصال الورم من خلال التدخل الجراحي ثم البدء في مراحل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، يبدو هناك رأي آخر قائم على العلاج الكيميائي أولا قبل استئصال الورم.

العلاج الكيميائي قبل الجراحة

وفي ضوء هذا، أظهرت تجربة أن مرضى سرطان الأمعاء الذين يتلقون العلاج الكيميائي قبل الجراحة، وليس بعد الجراحة، هم أقل احتمالا لـ عودة المرض، وفق ما ذكرته صحيفة ذا صن البريطانية.

وأضافت أن الحصول على العلاج قبل الخضوع لعملية استئصال الورم يقلل من خطر عودة الأورام في غضون عامين بنسبة 28%، كما أشارت إلى ذلك إحدى الدراسات، لكن المعيار الحالي هو إعطائه بعد ذلك.

وقالت الدكتورة لورا ماجيل، من جامعة برمنجهام، إن بحثها أظهر أن العلاج الكيماوي قبل الجراحة «يزيد من فرص قتل جميع الخلايا السرطانية».

ويعد سرطان الأمعاء هو ثاني أكثر أنواع السرطان فتكا في بريطانيا، إذ يتم تسجيل حوالي 42 ألفا و900 حالة سرطان أمعاء جديدة في المملكة المتحدة كل عام، لكن يمكن علاجه إذا تم اكتشافه مبكرا بما فيه الكفاية.

عودة سرطان القولون

وأضافت الدكتور لورا ماجيل: «يمكن لواحد من كل 3 مرضى بـ سرطان القولون أن يعود إليه السرطان مرة أخرى بعد الجراحة، هذا الرقم مرتفع للغاية، ونحن بحاجة إلى استراتيجيات علاجية جديدة لمنع عودة سرطان القولون».

وتشير أحدث دراسة، ممولة من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إلى أن 5000 مريض على الأقل في المملكة المتحدة كل عام يمكن أن يستفيدوا من تعديل كيفية تلقيهم العلاج الكيميائي.

شملت تجربة FOxTROT، التي قادتها جامعتا برمنجهام ولييدز، مرضى في 85 مستشفى في المملكة المتحدة والدنمارك والسويد، حيث تلقت مجموعة واحدة من المرضى 6 أسابيع من العلاج الكيميائي، تليها الجراحة، ثم 18 أسبوعا من العلاج الكيميائي، بينما حصلت المجموعة الثانية على رعاية قياسية لـ سرطان الأمعاء، المعروف أيضا باسم سرطان القولون، والتي تضمنت الجراحة تليها 24 أسبوعا من العلاج الكيميائي.

وجاءت نتائج المجموعة الأولى، لتؤكد أنهم أقل عرضة بشكل ملحوظ لعودة السرطان لديهم.

على سبيل المثال، تم تشخيص جيف هوجارد، من ليدز، مصابا بـ سرطان القولون في عام 2016، وشارك في التجربة كجزء من المجموعة الأولى، وبعد مضي 6 سنوات، لم يعد إليه السرطان، وهو يمارس حياته بشكل طبيعي.

وقالت جينيفيف إدواردز، الرئيس التنفيذي لشركة Bowel Cancer UK: «إنه لأمر رائع أن نرى مثل هذه النتائج الإيجابية من هذه التجربة القوية، والتي نتابعها باهتمام كبير».

وأضافت أنها «أخبار رائعة، لقد أصبح لدينا القدرة على إحداث فرق حقيقي في حياة الآلاف من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بـ سرطان الأمعاء في مراحله المبكرة كل عام».

توصيات البحث

ويقترح هذا البحث، الذي نُشر البحث في مجلة علم الأورام السريرية، إعطاء 6 أسابيع من العلاج الكيميائي للمرضى قبل الجراحة يمكن أن يوفر مستوى أعلى من الطمأنينة بأن السرطان لن يعود لمدة عامين على الأقل.

وأضاف الباحثون: «نتطلع إلى رؤية متابعة أطول لتجربة FOxTROT والمزيد من الأبحاث التي ستساعد في تحديد كيفية تحسين العلاج للمرضى في المستقبل».

وأكد الباحثون أن «شخصا ما يموت بسبب سرطان الأمعاء كل 30 دقيقة في المملكة المتحدة، لذا فإن الاستمرار في إيجاد طرق جديدة لعلاج المرض أمر بالغ الأهمية لإنقاذ المزيد من الأرواح».