الاكتئاب والقلق.. حالات نفسية تصيب مريض الصرع
مرض الصرع ما زال غير معروف لدى العامة، وهذا في شتى المجتمعات حتى المتطورة علميًا؛ لذلك فإن نفسية مريض الصرع معرضة لنفس الأخطاء السلوكية ذات المفعول السلبي لعدم فهم الآخرين لهذا المرض ومخاوفهم المتولدة عن الأفكار المتصنعة والشائعة عن الصرع.
نفسية مريض الصرع
كذلك نوبات الصرع ونمطها المفاجئ المروع والمحرج أو حتى البسيط عديدة ومتنوعة كثيرًا ما تزيد من حدة الضرر ويكون بالتالي تأثيرها سلبي على نفسية المريض وسواء نظرنًا للمصاب من عين المجتمع أو من طرف النوبات ففي كلتا الحالتين التأثير على المصاب في دوامة مؤلمة سلبية بشكل مدمر ومما يضاعف الموقف السلبي هو رد فعل الأهل عندما يشرعون في المبالغة في تحصين المريض وعزله عن المجتمع حيث يترجم ذلك المريض أنه طرد ورفض له من الحياة الاجتماعية ومنعه من الانسجام فيها والتمتع بها كسائر الأفراد بسبب إعاقته. كل هذا يؤدي إلى الإنطواء والإنعزال، وما يترتب عليه من أعراض نفسيه كالقلق والعصبية والاكتئاب والانهيار إلى ما هو أخطر من ذلك كالانتحار.
إصابة مريض الصرع بالاكتئاب
فالاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بالصرع شائع للغاية ويمكن أن يصيب الكبار والصغار على حد سواء ويمكن أن تكون أعراضه ثابتة أو متغيرة بمرور الوقت ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأنشطة اليومية.
أما القلق يمكن أن يحدث كرد فعل للتشخيص أو من أعراض النوبات أو حتى من الآثار الجانبية لبعض الأدوية المضادة للنوبات ويظهر القلق بعد التشخيص أو بعد الإصابة بالنوبة الأولى وقد تشمل الخوف من حدوث عارض آخر كما أن الرغبة بالإنعزال عن المجتمع أو الرفض بسبب الصرع قد يؤثر على أعراض القلق.
ويعتبر التشتت الذهني والشعور بالتباطؤ العقلي وضعف الذاكرة وضعف الانتباه من أكثر المشاكل التي يمكن أن يشكو منها مريض الصرع.
وكلما كانت طموحات المريض كبيره كلما زاد اكتئابه وعنفه اللفظي وانعزاله أو خطورة سلوكياته على نفسه.
كما أن الإحساس بعدم الأمان والثقة بالنفس وانعدام اليقين والشعور بعدم الكفاءة والقلق والغضب والحيرة، كل ذلك عادة ما يصاحب الصرع وهي أحاسيس لدى كل مصاب لا يدرى المصاب متى ينكشف ضعفه وانهياره للآخرين بسبب النوبة.
في النهاية، يمكن الإشارة إلى بعض الدراسات في علم النفس أثبتت أن الأشخاص المؤمنين بالله مهما كانت حده المرض لديهم فإن ردود أفعالهم تكون أقل حدة وأكثر انسجاما مع المرض، وتقبلهم للقدر يعتبر موقفًا إيجابيًا يساعدهم على التفاعل مع الحياة وليس ضدها وهذا صحيح في كل الحالات النفسية إلا في حالة الفقدان العقلي.
