فتش عن المخدرات.. الدكتور هشام ماجد يكشف دوافع ارتكاب جرائم الاغتصاب
بين الحين والآخر، تطال وقائع التحرش والاعتداء الجنسي وربما الاغتصاب، بعض الأطفال، الذين يقعون في شباك مجرمين يعيش أغلبهم عبيدا لشهواتهم، أو تحت وطأة المخدرات.
لكن الغريب في الأمر، أننا نجد في بعض الحالات جناة من الأطفال أنفسهم، لا يظن الواحد منا أنه يعي ما يفعل، فحداثة سنه تنبئك بأنه ليس هذا الذئب البشري الذي يمكن أن يتجرد من المشاعر الإنسانية، فيقدم على فعلته الشيطانية دون وازع ديني أو رادع خلقي ربما ينهاه عن إتيان مثل هذه الجرائم التي يرفضها المجتمع وتأنفها الضمائر وترفضها جميع الأديان السماوية.
وعندما يخبرك أحدهم بأن طفلا قد استدرج طفلة ليعتدي عليها، أو ليغتصبها، فليس أمامك ترك نفسك لحالة الذهول التي تتملكك للحظات، إذ يأبى عقلك أن يصدق ما تنامى إلى سمعك، وهنا تتساءل، لماذا يقدم طفل في سن صغيرة على مثل هذه الأفعال؟
لماذا يُقدم بعض الأطفال على ارتكاب جرائم الاغتصاب؟
ولتوضيح ذلك، يجيب الدكتور هشام ماجد، الطبيب النفسي والمحاضر الدولي، ورئيس جمعية أطفال مطمئنة، على كل ما يدور من تساؤلات في أذهان القراء، عبر «صحة 24».
في البداية، يقول الدكتور هشام ماجد إن هناك أسبابا عدة تدفع الشخص إلى ارتكاب جرائم التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب، حتى إنها قد تؤثر على سلوك الطفل الذي يعتاد تلك الجرائم في سن مبكرة، ومنها بعض الأفلام التجارية التي يشاهدها الطفل، فيأخذ منها معتقداته، ويستمد منها الدوافع التي تجعله أكثر ميولا لارتكاب تلك الجرائم، موضحا: «الطفل بيكتسب سلوكه من مدمن المخدرات اللي في الفيلم، والمطرب اللي بيغني في الأفراح كلمات هابطة، والعلاقات الجنسية، وشرب الخمور، وهي توليفة للأفلام التجارية اللي بتحقق ملايين الجنيهات وتدمر ملايين الأسر، الطفل متروك فريسة للأفلام دي والكلام الموجود على الإنترنت وعلى السوشيال ميديا، بيقلد بدون مرجعية وبدون أساس».
في جرائم الاغتصاب.. فتش عن المخدرات
وأضاف الدكتور هشام ماجد أنه عندما يتورط شاب أو رجل مسن عجوز في جرائم التحرش أو الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، فإن هناك أسبابا ودوافع للقيام بذلك، لكن في المقام الأول لا بد أن نفتش عن المخدرات، موضحا: «أول دوافع الجريمة عند الشباب أو عند كبار السن هي المخدرات، وخصوصا المنشطات مثل الشابو، اللي بتخلي الشاب منهم بيقعد 3 أو 4 أيام مبينامش، ومع ذلك بيكون في قمة نشاطه وحيويته، لكن دماغه تايهة، وعايش في كوكب تاني تحت تأثير المخدرات».
وأكد الدكتور هشام ماجد أن هناك جرائم بشعة يرتكبها المدمنون بدم بارد، ودون عواطف، لأن المخدرات تعمل على وقف سلسلة المشاعر عند المدمن، مضيفا: «أهم حاجة عنده السلوك الإدماني، إزاي يجيب فلوس علشان يشتري المخدرات؟ يسرق أمه، يسرق أبوه، يقتل أمه، يقتل أبوه، يسرق الناس في الشارع، يسرق عربيات، في النهاية بيتحول المدمن من طالب أو موظف محترم إلى ديلر بيجيب المخدرات علشان يتعاطاها ويوزعها».
دوافع انتقامية
وأردف الدكتور هشام ماجد، بأن هناك نوعا من المتورطين في جرائم التحرش أو الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، تكون دوافعهم انتقامية، بعد تعرضه لحادث مشابه في الماضي، وهذا الشخص يطلق عليه «عدو المجتمع» وهو شخص مضاد لتقاليد ومعايير وأخلاق المجتمع، موضحا: «عادة بيكون هذا الشخص تعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي وهو طفل، فبالتالي بيعتدي على كل الموجودين علشان اللي حصل معاه زمان، ومابيكونش عنده أي إحساس بالندم مهما كان الفعل اللي عمله، ولو رجعت الجريمة تاني هيكررها، وكل ما كسر القواعد والقوانين كل ما زادت المتعة بالنسبة له، لذلك معظم المساجين على مستوى العالم رقم 1 في الاضطرابات النفسية اللي عندهم هو اضطراب الشخصية عدو المجتمع».