الدكتور هشام ماجد يكشف: كيف نتعامل مع الأطفال ضحايا الاغتصاب؟
مع زيادة وقائع الاعتداء الجنسي على الأطفال، يتساءل العديد من الأشخاص عن الطريقة المثلى للتعامل مع الطفل ضحية الاعتداء، حتى نعينه على تخطي الآثار النفسية التي لحقت به من جراء ما تعرض إليه.
فيما يلي من سطور، يستعرض «صحة 24» لمتابعيه، كيف يمكن تدريب الطفل وتأهيله لتجنب التعرض لمثل هذه الاعتداءات، وكيف يمكن التعامل معه حال تعرضه للتحرش أو للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، حتى يستطيع التخلص مما تركته تلك الواقعة في نفسه من آثار سلبية، ويجيب على هذه التساؤلات الدكتور هشام ماجد، الطبيب النفسي والمحاضر الدولي، ورئيس جمعية أطفال مطمئنة.
طمأنة الطفل
في البداية يقول الدكتور هشام ماجد إن أول وأهم خطوة يمكن القيام بها مع الطفل أو الطفلة التي تعرضت للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب طمأنتها، وتوصيل إحساس الأمان لها، وهي خطوة واجبة على الأب والأم والإخوة والأقارب وكل معارف الطفلة الذين علموا بالواقعة، بحيث يمكن أن نقول لها: «إنتي دلوقتي في أمان، إنتي معانا، إنتي استحالة حد يقدر يقرب منك أو يؤذيكي بأي شكل من الأشكال لأن إنتي دلوقتي في حضن بابا وماما وإخواتك»، فهذه الكلمات من شأنها أن تهدئ من روع الطفلة وأن تطمئنها، ثم بعد ذلك يجب تقبل الضحية من جانب جميع أفراد أسرتها، وعدم التعامل مع الواقعة على أنها وصمة عار ستظل تلاحقها، لأنها في النهاية لا ذنب لها في ذلك.
التحدث مع الطفل عن جزاء الجاني
ويضيف الدكتور هشام ماجد، في تصريحاته لـ«صحة 24» أن الخطوة الأهم بعد ذلك التكلم مع الطفلة التي تعرضت لـ الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب، وإخبارها بأن المعتدي نال جزاءه، موضحا: «لازم أوصل للطفل أو الطفلة إن الجاني خد جزاءه واتحبس، أو دخل دار رعاية، أو اتقبض عليه، وأصبح موجود في مكان ميقدرش يخرج منه، لأن الطفلة إذا أحست بأن الجاني اللي أذاها حر طليق ولم تصل إليه يد العدالة هيفضل معها إحساس بالخوف المستمر، إنما لما تعرف إن الجاني اللي اعتدى عليها اتمسك واتقبض عليه، تبتدي الطفلة تحس بالأمان، وخصوصا لما بوصل لها إن الجاني دا لسة هياخد جزاء أكبر بسبب الفعل اللي هو عمله».
لا تلقِ باللوم على الطفل
وأشار الدكتور هشام ماجد إلى أنه لا بد ألا نلقي باللوم أو المسؤولية على الطفلة في هذه السن، لأنها لا ذنب لها فيما حدث، منوها بأنه لا يصح ترك الطفل في الأماكن المفتوحة، وينبغي أن يكون دائما تحت نظر والديه، حتى وإن كان يلهو ويلعب مع أطفال مثله، إذ يجب التعرف على هؤلاء الأطفال وعلى أهلهم بحيث يكون الوالدان على علم بكل ما هو متاح من معلومات عن الطفل الذي يحتك به ابنهم، وألا يترك الأمر هباء.
5 خطوات عملية
وإجمالا، يؤكد الدكتور هشام ماجد أن هناك 5 خطوات عملية يجب القيام بها أثناء التعامل مع الطفل أو الطفلة التي تعرضت لاعتداء جنسي أو حادث اغتصاب، كالتالي:
- تقبل الضحية، وتوصيل إحساس الأمان لها الآن، وأنها لا يمكن أن تتعرض لأي اعتداء آخر.
- إخبار الطفلة بأن المعتدي أخذ الجزاء وتم القبض عليه وحبسه.
- مناقشة الأخطاء بين الوالدين التي أدت إلى تلك الواقعة.
- إبعاد الطفلة عن أي أماكن أو أشخاص قد تذكرها بما تعرضت إليه من اعتداء.
- في حال حدوث اضطراب شديد في نوم الطفلة أو في الشهية أو الحركة أو نوبات هلع أو خوف غير مبرر أو نوبات بكاء مستمر أو انعزالية، يتم عرض الطفلة فورا على طبيب نفسي.
نصائح لتجنيب الأطفال التعرض لـ الاغتصاب
وجّه الدكتور هشام ماجد، الطبيب النفسي والمحاضر الدولي، ورئيس جمعية أطفال مطمئنة، نصائح عدة لأولياء الأمور، حتى يمكنهم تجنيب أطفالهم التعرض لوقائع التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب، فقال إن من الواجب أن يقوم الوالدان بتعليم أبنائهم أن هناك أماكن في أجسامهم يحرم على أي شخص لمسها، كما أنها نفس الأماكن التي يحرم عليه هو لمسها عند الآخرين، حتى لا يعتدي على حريتهم بهذا الشكل.
وأضاف أنه يجب تأهيل الطفل على التعامل مع موقف الاعتداء، بحيث يكون مستعدا للتعامل مع الموقف إن حدث، ولا يكون ذلك مفاجئا، وهنا يمكن أن نقول للطفل إن عليه إذا تعرض لمثل هذه المواقف والاعتداءات أن يرفع صوته وأن يصرخ وأن يضرب المعتدي كلما استطاع ذلك، وأن يهرب، فبهذاه النصائح يكون الطفل لديه الخبرة للتعامل مع الموقف، كما ينبغي التنبيه على الأطفال بألا يستقل المصعد أو الأسانسير مع أي شخص غريب، حتى وإن كان في بيته، وأن عليه الانتظار حتى يصعد هذا الشخص، لأن المصعد أو الأسانسير من الأماكن الخطرة التي تزداد فيها فرص تعرض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسي.