الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما علاقة أدوية الحموضة وارتجاع المريء بالخرف؟

الأحد 13/أغسطس/2023 - 11:46 م
حرقة المعدة
حرقة المعدة


كثير من الناس يتناولون أدوية الحموضة وعلاج حرقة المعدة وارتجاع المريء، التي تعرف باسم مثبطات مضخة البروتون، لكن علاقة ما أثبتتها دراسة بين هذه الأدوية وبين الخرف.

ففي الوقت الذي يؤكد فيه الأطباء أن ثمة علاقة بين ادوية الحموضة وأدوية ارتجاع المريء من ناحية وبعض الأمراض من ناحية أخرى، إذ تزيد هذه الأدوية من خطر الإصابة بـ الفشل الكلوي والسكتة الدماغية والموت المبكر من أي سبب، يبدو أن الخرف قد أضيف مؤخرا إلى تلك القائمة.

أدوية الحموضة وعلاقتها بـ الخرف

دراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة Neurology، خلصت إلى أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 45 عاما فما فوق، والذين تناولوا مثبطات مضخة البروتون لأكثر من 4 سنوات لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 33% أعلى من الأشخاص الذين لم يتناولوا الأدوية مطلقا، وفق ما ذكرته شبكة CNN.

ومما هو معروف أن الخرف ليس مرضا منفردا، لكنه مصطلح مفتوح لفقدان الذاكرة والتدهور المعرفي الناجم عن تلف خلايا الدماغ.

مثبطات مضخة البروتون تعمل على تقليل حموضة المعدة عن طريق استهداف الإنزيمات الموجودة في بطانة المعدة التي تنتج هذا الحمض، وغالبًا ما تستخدم لعلاج أعراض الارتجاع الحمضي ومرض الجزر المعدي المريئي، وهو شكل خطير من ارتجاع الحمض الذي ينتقل فيه الطعام أو السائل من المعدة إلى المريء.

تتوافر مثبطات مضخة البروتون على نطاق واسع دون وصفة طبية، وغالبا ما تستخدم لعلاج حرقة المعدة، والإحساس الخفيف بالحرق الذي تحصل عليه مع ارتداد الحمض.

يقول الخبراء إن الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية من حين لآخر بعد الشواء يجب ألا يقلقوا.

ونقلت شكبة CNN عن مؤلف الدراسة، الدكتور كاماكشي لاكشمينارايان، طبيب الأعصاب في كلية الصحة العامة بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس، وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، قوله إن «هذه الدراسة لا تثبت أن عقاقير ارتجاع الحمض تسبب الخرف، إنه يظهر ارتباطا فقط، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها في مجموعات الدراسة الكبيرة الأخرى وفهم الصلة المحتملة بين استخدام مثبطات مضخة البروتون على المدى الطويل وزيادة خطر الإصابة بالخرف».

عمد لاكشمينارايان وفريقه إلى دراسة سكانية مكونة من 5712 شخصا تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاما لم يكونوا مصابين بالخرف في بداية الدراسة.

ما يقرب من 1500 مشارك، يمثلون نسبة 26%، تناولوا PPIs خلال تلك الفترة.

بعد ضبط العمر والجنس والعرق بالإضافة إلى الظروف الصحية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وجد الباحثون أنه من بين 497 شخصًا تناولوا مثبطات مضخة البروتون لمدة 4 سنوات ونصف تقريبًا، أصيب 58 منهم بالخرف، ومن بين 4222 مشاركًا لم يتناولوا الأدوية، أصيب 415 بالخرف، كما لم يجد الباحثون خطرا أكبر للأشخاص الذين تناولوا الأدوية لمدة تقل عن 4.4 سنوات.

الدراسة لديها بعض القيود، إذ سُئل المشاركون عن استخدامهم للأدوية مرة واحدة فقط في السنة خلال فترة الدراسة، لذلك، إذا توقف المشاركون عن استخدام PPI ثم أعادوا تشغيله بين عمليات تسجيل الوصول، فقد تكون التقديرات غير دقيقة.

نظر الباحثون أيضًا في الأدوية الموصوفة فقط، حيث تم استبعاد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية من الدراسة.

وحدد الباحثون نقص فيتامين ب 12 وضعف استقلاب الأميلويد كصلات محتملة بين الإفراط في استخدام مثبطات مضخة البروتون والخرف.

أظهرت بعض الدراسات أن استخدام عقاقير ارتجاع الحمض قد يترافق مع انخفاض مستويات فيتامين ب 12، ويرتبط انخفاض B12 بضعف التفكير وضعف الذاكرة، كما تقول لاكشمينارايان، التي أكدت أن فريقها لم يكن لديه مستويات بيانات B12 للمشاركين في الدراسة، لذلك لم يتمكنوا من التعليق على هذه النظرية.

أما طبيب الأعصاب، الدكتور جريجوري داي، زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، فيرى أنه قد تكون هناك صلة بين مثبطات مضخة البروتون والتأثيرات على الأميلويد في الدماغ.

وبالرغم من أنه لم يشارك في الدراسة، فإن داي قال إن مثبطات مضخة البروتون يمكن أن «تغير الإنزيمات في الدماغ» التي تتراكم بشكل واضح لبروتين في الدماغ يسمى أميلويد، وهو مكون رئيسي في مرض آلزهايمر.

وأضاف أن مثبطات مضخة البروتون قد «تقلل من مستوى المادة الكيميائية الموجودة في الجسم لقطع الأميلويد بطرق محددة»، لافتا إلى أنه «من الناحية النظرية، تزيد هذه الأدوية من مادة الأميلويد في الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض آلزهايمر، الذي يعد السبب الأول للخرف».

هل هناك بدائل لـ أدوية الحموضة وارتجاع المريء؟

بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون مثبطات مضخة البروتون لأكثر من 4 سنوات، يوصي لاكشمينارايان بالتحدث إلى الطبيب حول ما إذا كانت هناك خيارات أخرى.

وقال إن إيقاف هذه الأدوية فجأة قد يؤدي إلى أعراض أسوأ.

ولاحظ الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من ارتداد الحمض بشكل متكرر يمكن أن يصابوا بـ ارتجاع المريء، مما قد يؤدي إلى نزيف حاد في الجهاز الهضمي أو سرطان المريء.

وهناك طرق أخرى لعلاج الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة، مثل مضادات الحموضة التي لا تستلزم وصفة طبية، والتي تختلف عن مثبطات مضخة البروتون من حيث إنها تعمل على الحمض الموجود بالفعل في المعدة وتحييده، كما يقول لاكشمينارايان.

وللحصول على راحة تدوم طويلا، فإن الأدوية المضادة لـH2، والتي تسمى أيضا حاصرات H2، من بين الخيارات المثلى، ولكن يمكن أن تستغرق بضع ساعات ليظهر مفعولها.

ويمكن للتغييرات في النظام الغذائي وتجنب الوجبات المتأخرة أن تقلل من استخدام مثبطات مضخة البروتون، ويمكن أن تكون زيادة الوزن أيضا عاملا في ارتداد الحمض، لذلك يمكن أن يساعد فقدان الوزن في تقليل الأعراض أيضا.