سفاح الجيزة.. كيف يختار الشخص السيكوباتي ضحاياه؟
ضجة كبيرة تلك التي أحدثها مسلسل سفاح الجيزة، الذي يحاكي فيها أبطال العمل أحداثا واقعية كان بطلها قذافي فراج عبد العاطي، الذي يجسد شخصيته في المسلسل الفنان أحمد فهمي.
ففي كل مرة يمارس فيها سفاح الجيزة القتل، يكون قد اختار ضحيته بعناية، وفي سبيل قتلها تُحاك الخطط المحكمة، حتى لا يُفتَضَح أمره، وحتى لا تنكشف جرائمه.
وبينما تم تشخيص سفاح الجيزة في المسلسل من قبل الطبيب النفسي على أنه شخصية سيكوباتية من الطراز الأول، يبرز السؤال الأهم: كيف يختار الشخص السيكوباتي ضحاياه؟
كيف يختار الشخص السيكوباتي ضحاياه؟
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، إن الشخص السيكوباتي لا يكون شخصا طبيعيا مثل بقية الناس، فعلى سبيل المثال عندما يذهب إلى عمله، فإنه يجري مسحا لكل الموجودين معه في العمل، للتعرف على صاحب القرار وصاحب السلطة، ثم يقوم بالتعرف على المحيطين به من زملائه وملاحظة نقاط ضعفهم تمهيدا لاستغلالها.
وأضاف أستاذ الطب النفسي أن الشخص السيكوباتي دائما ما يبدأ في التعرف على ما يمكن الحصول عليه من الآخرين، بحيث يقوم بدراسة كل شخص على حدة، وكيف يمكن استغلاله، ثم يبدأ في التقرب من صاحب القرار والسلطة بكل الوسائل ويقوم بدراسة شخصيته، والتعرف على ما يروق لهذا الشخص، ثم بعد ذلك يبدأ في الإيقاع بين زملائه في العمل وبعضهم البعض، لأنه شخص لا يحب أن يعمل في جو مستقر أو في سلام، فهو ينتعش ويبتهج ويعيش ما دامت هناك صراعات ومشاكل وأذى، لأنه يجد نفسه في هذه الظروف، ولأن ملكاته تخرج في مثل هذه الظروف.
وفي ما يتعلق بالأمور العاطفية، قال الدكتور محمد المهديي، إن السيكوباتي يمكنه اختيار ضحاياه، من خلال البحث عن فتاة لا تحظى باهتمام، ويبدأ في إلقاء شباكه عليها، فيبدي لها حبا واهتماما ورعاية واحتواء، موضحا أن من سمات الشخصية السيكوباتية أنه في لقطات قصيرة جدا يستطيع إظهار نفسه على أنه شهم وعطوف ودافئ المشاعر.
وشدد أستاذ الطب النفسي على أن الشخص السيكوباتي يكون «ساحر» لكنه على المدى الطويل يبدأ الوجه الشرير والقاسي العنيف المستغل في الظهور، بعدما خبأه تحت غشاء من الحنية والعطاء.
ولدى سؤالع عن الاستفادة التي يحققها الشخص السيكوباتي من وراء ما يقوم به، قال الدكتور محمد المهدي إنه يُظهر للفتاة الضحية الحب، ثم بعد ذلك يبدأ في ابتزازها، من خلال الحصول على أموال منها، لدرجة أن هناك فتيات يقمن بسرقة الأموال من بيوت أهلهن من أجل الإنفاق على هذا الشخص وعلى ملذاته، حتى إن الأمر قد يصل إلى أن الفتاة تأتي له بالأموال التي يدفعها لشراء المخدرات، بعدما يوهمها بأنه سيقلع عن تعاطي المخدرات ويتزوجها.
وأكد أستاذ الطب النفسي أن الشخص السيكوباتي يستولى على وعي الفتاة تماما، وربما يتطور الأمر لأن يسلبها أغلى ما تملك قبل أن يطوي صفحتها ويتركها ويرحل.