الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتورة دعاء جنينة أستاذة التغذية بجامعة الإسكندرية: السمنة مرض مزمن مثل السكري وعلاجها بهذه الطريقة فقط.. ولا يوجد شيء يعرف طبيًا بالرجيم|حوار

الخميس 28/سبتمبر/2023 - 10:30 ص
 الدكتورة دعاء جنينة
الدكتورة دعاء جنينة


دائمًا ما يبحث المريض الذي يعاني من السمنة الزائدة على أقوى علاج للسمنة، وفي هذا الإطار تقول الدكتورة دعاء جنينة، أستاذ مساعد التغذية والصحة العامة بمعهد البحوث الطبية جامعة الإسكندرية، رئيس رابطة أطباء التغذية العلاجية بالإسكندرية، إن علاج السمنة يبدأ عندما يقوم الطبيب بإجراء تقييم عام للحالة الصحية للفرد، يقيس فيها كتلة الدهون في الجسم، وكذلك نسبة المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم.

روشتة لعلاج السمنة

وحول روشتة لعلاج السمنة، حاور "صحة 24" الدكتورة دعاء جنينة، أستاذ مساعد التغذية والصحة العامة بمعهد البحوث الطبية جامعة الإسكندرية، وإليكم نص الحوار..

ما هي المشكلات الصحية  الناتجة عن السمنة؟

الحقيقة السمنة تعد مرض الأمراض، وهناك حوالي أكثر من عشرين مرضا من الأمراض المعروفة مرتبطة بحدوث السمنة، وعلى رأسها طبعًا الأمراض المزمنة مثل: داء السكري وأمراض القلب، والدهون على الكبد وتكيسات المبايض وغيرها الكثير. 

وكذلك هناك مشاكل بالوزن نفسه وتأثيره على مفاصل الجسم وأوجاع الظهر، فضلًا عن  التهابات المفاصل، وبالإضافة إلى المعاناة من مشكلات صحية خطيرة جدًا تعرف بـ انقطاع النفس أثناء النوم، فكثير من الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة للغاية لا يمكنهم النوم خلال الليل، وهذا السبب يستدعي أن نبدأ في علاج السمنة والتخلص منها بشكل فوري.

 الدكتورة دعاء جنينة

 هذا بالاضافة إلى معاناة مريض السمنة من سوء الحالة النفسية والإحساس بالانعزال؛ إذ غالبا ما يحكم الناس على الشخص من وزنه، وفي الأطفال يتم التنمر على الطفل الذي يعاني من السمنة وأحيانا يستبعده أقرانه من اللعب معهم  ويجرحونه بالكلام، ونفس الشيء بالنسبة للكبار يتم التعامل معهم وتمييزهم نتيجة هذا الوزن وهذه نظرة عامة سيئة من المجتمع وخاطئة.

السمنة مرض، ولا يمكن اتهام أحد بأنه مسئول عن وزنه الزائد واتهامه بأنة مخطئ ونقذفه بالألفاظ التي تعيبه، فالسمنة ليست وصمة عار وليست صفة نصف بها المريض فلا يصح أن نقول له أنت مريض أنت تخين، ولكن نقول له أنت شخص تعاني من زيادة الوزن أو من السمنة أو من تجمع الدهون وليس لك ذنب في هذا المرض.

ما هي أسباب الإصابة بالسمنة؟

السمنة تعد مرضا مزمنا يرجع لأسباب متعددة ومن أبرزها:

  • الهرمونات.
  • وأيضًا العوامل البيولوجية.
  • وكذلك العوامل الجينية. 

 يجب التعامل مع من يعاني من السمنة على اعتبار أنه شخص مريض ويحتاج إلى العلاج دون أن نعرضه لأي إهانة على شيء لا ذنب له فيه.

شخص يعاني من السمنة في البطن 

ما هي التغذية الإكلينيكية؟

التغذية الإكلينيكية تعني العلاجية والطبية وليس الريجيم، فلا يوجد شيء يعرف طبيًا بالرجيم ولا ورقة ممنوعات ومسموحات، ولكن هناك ما يعرف بروشتة تغذية طبية يكون النظام الغذائي الصحي المناسب لكل شخص على حدة جزءا منها، جزء من هذه الروشتة يتم وصفه من قبل أخصائي التغذية العلاجية المتمرس عقب جلوسه مع المريض وتحديد ما يحبه وما لا يحبه وحسب قدراته المادية ؛ حتى يمكنه الالتزام به كنظام حياة يمكن دون أن يتوقف عنه يعد يومين أوثلاثة أو شهرين أو ثلاثة دون أن يستمر. 

مرض السمنة من الأمراض المزمنة، فعدم التزام المريض بالنظام الغذائي المناسب له يجعله يعود للسمنة مرة أخرى، يجب أن يراعي النظام الغذائي حالة المريض الصحية العامة وهل يعاني من الحساسية تجاه نوع طعام معين، وذلك من خلال جلسة الطبيب مع المريض لمعرفة كافة التفاصيل قبل وصف النظام الغذائي له. 

وبناءً على هذه الجلسة يتوصل الطبيب إلى نوعية العلاج هل سيكون المريض بحاجة إلى التغذية عن طريق الفم أم من خلال أنبوب وريدي، وأيضا سوف يحدد نوع المكملات الغذائية، وكذلك نوع المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، فالأمر ليس متعلقا بجدول يحدد نوعية الأكل، ولكن يتعلق بكل شيء يخص الحالة.

هل يمكن علاج السمنة بالنظام الغذائي فقط من غير أدوية؟ 

 الأدوية أو جراحات السمنة من تكميم وغيرها ليست بديلًا عن اتباع نمط الحياة الصحي من الأكل وممارسة الرياضة والابتعاد عن العادات الخاطئة، فالعميلة أو الدواء قد تعالج مشكلة السمنة، ولكن لا يمكن الحفاظ على النتائج دون اتباع النظام الصحي، فالسمنة مرض مزمن في حاجة للعلاج الدائم مدى الحياة، مثل مريض السكري الذي لا يمكنه إيقاف الدواء. 

لغة العالم حاليًا تتعامل مع السمنة على أنها مرض مزمن، فالناس من سنين وسنين تقوم بعمل روشتة لعلاج السمنةل الريجيمات لم تحقق أي نتيجة؛ بسبب العوامل البيولوجية ومقاومة الجسم، فأصبحت هناك أدوية أساسية لمعالجة مشكلات السمنة والمحافظة على الوزن بعد أن يصل المريض للوزن المناسب، وذلك حسب التوصيات الحديثة لنتائج الأبحاث العلمية مع ضرورة الالتزام بالنظام الغذائي.

فلا يصح أن يأخذ أحد الدواء دون اتباع نظام غذائي، والدليل على ذلك فشل بعض العمليات أحيانًا؛ نتيجة الفهم الخاطئ للمريض، واعتبار العملية حلا سحريا للتخلص من السمنة.