أبرزها التغذية وانخفاض النشاط البدني.. 4 أسباب للسمنة عند الأطفال
تعتبر السمنة عند الأطفال واحدة من المشاكل الصحية الرئيسية، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023، أن ما يقرب من واحد من كل 3 أطفال في سن المدرسة الابتدائية في أوروبا يعانون من من السمنة.
ويعد هذا الرقم مرشحا للارتفاع، إذ يقدر الباحثون أنه بحلول عام 2035، سيعاني ما مجموعه 17 مليون فتى و11 مليون فتاة، تتراوح أعمارهم بين 5 و19 سنة من زيادة الوزن، وفق ما نُشر في موقع gazeta.ru.
السمنة عند الأطفال
وقالت ليوليا بورميتسكايا، أخصائية الغدد الصماء لدى الأطفال، إن السمنة مرض معقد ومتعدد العوامل، إذ إن نحو 98% من حالات السمنة ترتبط في المقام الأول بتناول السعرات الحرارية الزائدة في الطعام، وانخفاض مستويات النشاط البدني، والاستعداد الوراثي.
وأضافت أنه «في أغلب الأحيان، تبدأ هذه السمنة بعد 5 سنوات أو خلال فترة البلوغ، مصحوبة بزيادة تدريجية في الوزن على خلفية معدلات نمو جيدة أو متسارعة».
أسباب السمنة عند الأطفال
ترتبط الأسباب الأخرى للسمنة بأمراض الغدد الصماء وأورام المخ والعيوب الوراثية أو الكروموسومية، وكقاعدة عامة، هذه الأنواع من السمنة نادرة، ويمكن للطبيب فقط حسابها.
وبحسب يوليا بورميتسكايا فإن هناك العديد من الأسباب الرئيسية لـ السمنة عند الأطفال، تشمل ما يلي:
الاستعداد الوراثي
ووفقا للطبيبة، فقد تم حتى الآن تحديد أكثر من 50 جينة مرتبطة بالسمنة، ومع ذلك، وفقا للبحث العلمي الحديث، فإن مساهمة كل جين غير ذات أهمية.
وقالت بورميتسكايا: «في حالات نادرة للغاية، يمكن أن تكون السمنة ناجمة عن انهيار جين واحد (الشكل الأحادي للسمنة)؛ ويبدأ في السنة الأولى من حياة الطفل».
وتعتقد الطبيبة أن الزيادة في انتشار السمنة لدى الأطفال، وكذلك احتمال تطورها، لا تعتمد إلى حد كبير على الاستعداد الوراثي، ولكن على نمط الحياة والأنماط الغذائية.
وتضيف أخصائية الغدد الصماء، يوليا بورميتسكايا، أن تطور السمنة لدى النسل يتأثر بالنظام الغذائي للأم (زيادة استهلاك الدهون) قبل الحمل وأثناء الحمل والرضاعة، وكذلك بزيادة وزنها واكتساب الوزن خلال هذه الفترات.
وتؤكد الطبيبة أنه «علاوة على ذلك، فإن سوء التغذية والوزن الزائد للأب وقت الحمل يلعبان أيضا دورا في تطور السمنة لدى النسل».
التغذية
يؤدي عدم التوازن بين استهلاك الطاقة وإنفاقها إلى زيادة الوزن.
وقالت أخصائية الغدد الصماء لدى الأطفال إن «الإفراط في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، المشروبات السكرية (العصائر، المشروبات الغازية، الزبادي وغيرها)، ونقص البروتين في النظام الغذائي للأطفال والكبار، وتخطي وجبة الإفطار، والعشاء المتأخر، والمباعدة لفترات طويلة بين الوجبات، وتناول الوجبات السريعة، وتناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون أو شاشة الهاتف، وعدم تناول الطعام مع جميع أفراد الأسرة، كل هذا يؤدي إلى زيادة الوزن»ز
بالإضافة إلى ذلك، قالت الطبيبة إن الإفراط في تناول الطعام لدى الأطفال والمراهقين غالبًا ما يرتبط بالتوتر، وفي هذه الحالة، تحتاج إلى الاتصال بطبيب نفسي.
انخفاض النشاط البدني
وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب على جميع الأطفال والمراهقين ممارسة ما لا يقل عن 60 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة يوميا، 3 مرات على الأقل في الأسبوع من التمارين شديدة الشدة.
وقالت يوليا بورميتسكايا إن نمط الحياة المستقر لدى الأطفال يتعارض مع التطور الكامل وتكوين الجهاز العضلي، مما يؤدي إلى انخفاض في كمية كتلة العضلات أثناء زيادة الوزن وفقدان الوزن بسبب عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام، كل هذا يزيد من خطر حدوث مضاعفات السمنة.
وعلى العكس من ذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في الحفاظ على وزن الجسم وتقليله، وتحسين قيم الدم المخبرية والنوم، وتحسين الحالة المزاجية.
قلة النوم
تشير العديد من الدراسات الدولية إلى أن المدة غير الكافية والتأخر في النوم مرات عدة يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة.
وقالت يوليا بورميتسكايا إن النوم يؤثر على إفراز العديد من الهرمونات، بما في ذلك تلك التي تشارك في تنظيم الشهية، ومشاعر الجوع والشبع، والدافع لتناول الطعام، وتفضيل بعض الأطعمة.
وأوضحت بورميتسكايا أن مدة النوم القصيرة تؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وتناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر، وانخفاض مستوى النشاط البدني.