الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لماذا الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب؟

الثلاثاء 03/أكتوبر/2023 - 10:30 ص
السمنة
السمنة


تعد السمنة واحدة من المشكلات العامة التي تؤثر على الكثير من الناس، والتي تعتبر سببا من أسباب الإصابة بـ أمراض القلب والأوعية الدموية.

وذكرت صحيفة ميديكال إكسبريس أن السمنة آخذة في الارتفاع، وهي عامل خطر رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان.

علاقة السمنة بأمراض القلب

وغالبا ما تشتمل السمنة على فرط شحميات الدم (تركيزات عالية من الدهون / الدهون في الدم)، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات المزمنة والإجهاد التأكسدي، مما يزيد من القابلية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) هو جسيم نانوي ينقل الكولسترول في الدم.

يعد الكوليسترول الجيد ضروريا لوظيفة الخلايا الطبيعية، ومع ذلك، يمكن أن يترسب الكوليسترول الزائد في الشرايين مما يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي يطلق على الكوليسترول الضار اسم «الكولسترول السيئ».

في دراسة جديدة، اكتشف الباحثون في كلية الطب بجامعة بوسطن تشوبانيان وأفيديسيان أنه في حالة السمنة، يصبح LDL لا يعمل بشكل طبيعي مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الكوليسترول السيئ وأمراض القلب

المؤلف المقابل شوبيني جايارامان، وهو عالم أبحاث كبير في علم الصيدلة وعلم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية: «أظهرت نتائجنا أنه في حالة السمنة، ليست كمية البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) هي التي تساهم في الإصابة بالمرض، بل نوعية البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، إذ يصبح الكوليسترول السيئ أسوأ بسبب الالتهاب المرتبط بالسمنة، ونتيجة لذلك، يتحول توصيل الكوليسترول من الطبيعي إلى غير الطبيعي، لذلك يتم الاحتفاظ بكمية أكبر من الكوليسترول في جدار الشرايين، مما يؤدي في النهاية إلى تشكيل لويحات تعيق تدفق الدم».

في الدراسة، تمت مقارنة البروتينات الدهنية في الدم من المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قبل جراحة السمنة، وبعد 6 أو 12 شهرًا مع البروتينات الدهنية من مجموعة مراقبة من الأشخاص الأصحاء الهزيلين، ثم استكشف الباحثون تفاعلات البروتين الدهني مع 3 مستقبلات خلوية أساسية لوظيفة LDL، وشمل ذلك مستقبل LDL، الذي يوجه الامتصاص الطبيعي للكوليسترول بواسطة الخلايا، واثنين من مستقبلات الكاسح، التي يمكن أن تسبب تراكم الكوليسترول الضار.

وقام العلماء بتصميم اختبار لقياس تفاعلات البروتين الدهني مع العديد من مكونات المصفوفة خارج الخلية، هذه التفاعلات يمكن أن تعزز احتباس البروتين الدهني الضار في الشرايين، مما قد يسبب تصلب الشرايين، وبالإضافة إلى ذلك، قاموا بتحليل تكوين LDL واستخدموا التحليل اللوني السائل وطرق كيميائية حيوية أخرى لاستكشاف شحنة الجسيمات النانوية وتجميعها، مما يؤثر على وظيفة LDL.

في المرضى الذين يعانون من السمنة، وجدوا أن جزيئات LDL أصبحت مختلة وظيفيا وكانت أقل كفاءة في توصيل شحنة الكولسترول إلى مستقبلات LDL، بالإضافة إلى ذلك، تميل جسيمات LDL أيضًا إما إلى توصيل الكوليسترول بشكل تفضيلي إلى المستقبلات الكاسحة أو التمسك بمصفوفة جدار الشرايين.

وقال جايارامان: «هذا السلوك الشاذ ينبع من التغيرات في التركيب الكيميائي الحيوي لـ LDL الناجم عن الالتهاب المرتبط بالسمنة، وقد ساهمت هذه التغييرات الضارة في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين يعانون من السمنة».

ووفقًا للباحثين، فخلال السنة الأولى بعد جراحة علاج البدانة، فقد المرضى الكثير من الوزن، وهدأ الالتهاب الناجم عن السمنة، وتحسنت جودة LDL تدريجيًا بعد 6 و12 شهرًا من الجراحة، ومع ذلك، فإن جودة LDL لم تصل إلى مستويات الضوابط الخالية من الدهون، وكذلك مؤشر كتلة الجسم».

وترتبط جودة LDL بشكل واضح بفقدان الوزن، فكلما كان وزن المريض أقرب إلى الطبيعي، كانت جودة LDL أفضل، مما أدى إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.