كيف يمكن أن يؤدي الالتهاب في الطفولة المبكرة إلى مرض التوحد والفصام؟
كشف بحث جديد أجراه فريق من كلية الطب بجامعة ميريلاند لأول مرة كيف يمكن أن يؤثر الالتهاب في مرحلة الطفولة المبكرة على نمو الدماغ ويساهم في خطر اضطرابات طيف التوحد والفصام.
تظهر النتائج أن الالتهاب يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جينية في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظائف الإدراكية العليا، وربما يلعب دورًا في مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية والنفسية، وفق موقع "new atlas".
الالتهاب وعلاقته بالتوحد
في دراسة هي الأولى من نوعها بقيادة سيث أمينت، من معهد علوم الجينوم بجامعة، ومارجريت مكارثي، مديرة معهد اكتشاف العلوم العصبية، أظهر الباحثون بشكل مباشر كيف يمكن أن يؤثر الالتهاب على النمو العصبي.
جمع الباحثون أنسجة المخ بعد الوفاة من 17 طفلًا متوفى حيث توفي نصف المجموعة أثناء إصابتهم بالتهاب حاد، بينما توفي النصف الآخر فجأة بسبب الحوادث. ركزت الدراسة على التغيرات اللاجينية في جزء من الدماغ يسمى المخيخ.
وكشفت النتائج وجود نوعين محددين من الخلايا العصبية المخيخية كانت حساسة بشكل خاص للالتهاب: الخلايا العصبية جولجي وبوركينجي. وعلى الرغم من أن هذين النوعين من الخلايا نادران نسبيًا، فإنهما يلعبان أدوارًا حاسمة في الإدراك والسلوك.
في الخلايا المعرضة للالتهاب، اكتشف الباحثون تغيرات لاجينية كانت متسقة مع تقليل تنظيم برامج التعبير الجيني التنموي. وبعبارة أخرى، يبدو أن الالتهاب كان يخنق النضج الخلوي في هذه المناطق الحرجة من الدماغ.
ويحذر الباحثون من أن الالتهاب من المحتمل أن يكون مجرد عامل سببي واحد من بين العديد من العوامل التي تساهم في تطور اضطرابات مثل اضطراب طيف التوحد والفصام.
ومع ذلك، فإن النتائج تقدم بعضًا من الأدلة البشرية الأولى حول كيفية مساهمة الالتهاب في خلل نمو الدماغ. وتعد الدراسة دليلًا إضافيًا على الدور الأوسع الذي يمكن أن يلعبه الالتهاب في الأمراض العصبية.