بخلاف التوقعات.. كيف يمكن للسهر طوال الليل أن يُشعر الإنسان بالسعادة؟
بخلاف ما هو متوقع، كشفت دراسة أن السهر طوال الليل يمكن أن يجعل الإنسان يشعر بالسعادة لأيام عدة، مما يطرح تساؤلا: كيف نشعر بالسعادة بالرغم من قلة النوم؟
الدوبامين كلمة السر
في التفاصيل، ذكرت صحيفة ذي صن البريطانية أن باحثين أمريكيين وجدوا أن الحرمان من النوم لليلة واحدة يعيد توصيل الدماغ ليجعل الإنسان يشعر بالدوار، وفي حين أنه يزيد من شعور الأشخاص المثيرين جنسيا أو العدوانيين لبضع ساعات، فقد لوحظ تأثير مضاد للاكتئاب لأيام عدة.
وقال الباحثون إن ذلك كان بسبب زيادة هرمون الدوبامين الذي يشعرك بالسعادة.
وقالت البروفيسورة يفجينيا كوزوروفيتسكي، من جامعة نورث وسترن: «لقد وجدنا أن قلة النوم تؤدي إلى تأثير قوي مضاد للاكتئاب وتعيد توصيل الدماغ، هذا تذكير مهم بأن أنشطتنا غير الرسمية، مثل قضاء ليلة بلا نوم، يمكن أن تغير الدماغ بشكل جذري في أقل من بضع ساعات».
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) البالغين بالحصول على ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم في كل ليلة.
ويمكن أن يؤدي فقدان هذه الكمية بانتظام إلى زيادة خطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والخرف.
وقالت كوزوروفيتسكي: «لقد تمت دراسة فقدان النوم المزمن جيدا وتم توثيق آثاره الضارة بشكل موحد على نطاق واسع، لكن فقدان النوم لفترة وجيزة، مثل ما يعادل قيام الطالب بالسهر طوال الليل قبل الامتحان، أمر أقل فهمًا».
ونظرت الدراسة، التي نشرت في مجلة نيورون، في تأثير الحرمان من النوم ليلا على الفئران.
وخلال الدراسة، حُرم الفئران من النوم، ثم قام الباحثون بتتبع سلوكهم ونظروا إلى أدمغتهم لمعرفة مدى تأثير ذلك عليهم، فوجدوا أن الفئران كانت أكثر نشاطا وأظهرت المزيد من السلوكيات الجنسية بعد الحرمان من النوم.
وأظهرت أدمغة الفئران زيادة في هرمون الدوبامين، المسؤول عن مشاعر المتعة والرضا والتحفيز.
كما غير الهرمون أجزاء من الدماغ مما جعل الشعور بالسعادة يستمر لأيام عدة.
وقالوا إن التأثير ربما تطور للمساعدة في محاربة الحيوانات المفترسة في الطبيعة.
تحذير مهم
وبالرغم من تلك النتائج، إلا أن الباحثين حذروا من السهر بانتظام طوال الليل كوسيلة لتعزيز المزاج.
وقالت البروفيسور كوزوروفيتسكي: «إن التأثير المضاد للاكتئاب عابر، ونحن نعلم أهمية النوم الجيد أثناء الليل».
وأضافت: «أود أن أقول إن من الأفضل أن يذهب الإنسان إلى صالة الألعاب الرياضية لممارسة الرياضة، أو يذهب في نزهة لطيفة».
واستكمل: «هذه المعرفة الجديدة أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بمطابقة الشخص مع مضاد الاكتئاب المناسب».