الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

في بحث جديد.. التمارين الرياضية تعزز العقل بعد ليلة من النوم السيئ

السبت 25/نوفمبر/2023 - 02:00 م
التمارين الرياضية
التمارين الرياضية


اكتشف بحث جديد كيف يؤثر النوم ومستويات الأكسجين والتمارين الرياضية على قدرتنا على أداء المهام العقلية.

يعد النوم أمرًا أساسيا للحفاظ على نمط حياة صحي، ويوصى به للبالغين ما بين 7 إلى 9 ساعات في الليلة.

ومع ذلك، تشير المراجعات الأخيرة إلى أن 40% من سكان العالم لا يحصلون على ما يكفي من النوم.

أضرار قلة النوم

تشمل عواقب الحرمان المزمن من النوم أمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة واضطرابات التنكس العصبي والاكتئاب.

على المدى القصير، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقليل الأداء المعرفي (CP)، مما يؤثر سلبًا على مدى انتباهك وحكمك وحالتك العاطفية.

تأثير الرياضة على الأداء المعرفي

وجدت دراسة أجرتها جامعة بورتسموث، أن الأداء المعرفي يتحسن خلال نوبة من التمارين المعتدلة الشدة، بغض النظر عن حالة نوم الشخص أو مستويات الأكسجين.

وقال الدكتور جو كوستيلو، من كلية الرياضة والصحة وعلوم التمارين الرياضية (SHES) بالجامعة: «نعلم من الأبحاث الحالية أن التمارين الرياضية تحسن أو تحافظ على أدائنا المعرفي، حتى عندما تنخفض مستويات الأكسجين».

وأضاف أن «النتائج تضيف بشكل كبير إلى ما نعرفه عن العلاقة بين التمارين الرياضية وهذه الضغوطات، وتساعد على تعزيز الرسالة القائلة بأن الحركة هي دواء للجسم والدماغ».

تضمنت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء والسلوك، تجربتين، ضمت كل منهما 12 مشاركًا (24 في المجموع).

بحث الأول في تأثير الحرمان الجزئي من النوم على الأداء المعرفي للشخص، بينما بحث الثاني في تأثير الحرمان التام من النوم ونقص الأكسجة.

في كلتا الحالتين، شهد جميع المشاركين تحسنًا في الأداء المعرفي بعد جولة مدتها 20 دقيقة من ركوب الدراجات.

وأضاف الدكتور كوستيلو: «لأننا كنا ننظر إلى التمارين الرياضية باعتبارها تدخلا إيجابيا، قررنا استخدام برنامج معتدل الشدة على النحو الموصى به في الأدبيات الموجودة».

وتابع: «إذا كان التمرين أطول أو أكثر صعوبة، فقد يؤدي إلى تضخيم النتائج السلبية ويصبح ضغطًا في حد ذاته».

التجربة الأولى

في التجربة الأولى، سُمح للأفراد بالنوم لمدة 5 ساعات فقط في الليلة، على مدى 3 أيام، وفي كل صباح، يتم تكليفهم بـ7 مهام لأدائها أثناء الراحة، ثم أثناء ركوب الدراجات، وطُلب منهم أيضًا تقييم نومهم ومزاجهم قبل إكمال المهام.

وأظهرت النتائج أن تأثيرات النوم الجزئي لمدة 3 ليال على الوظائف التنفيذية كانت غير متناسقة.

تقول الورقة إن تفسير ذلك قد يكون أن بعض الأشخاص أكثر مرونة في مواجهة نقص النوم الخفيف أو المعتدل.

ومع ذلك، بغض النظر عن حالة النوم، أدت التمارين متوسطة الشدة إلى تحسين الأداء في جميع المهام.

التجربة الثانية

في التجربة الثانية، قضى المشاركون ليلة كاملة دون نوم، ثم تم وضعهم في بيئة نقص الأكسجين (مستويات منخفضة من الأكسجين) في مختبرات البيئة القاسية بالجامعة.

وبالرغم من انخفاض مستويات الأكسجين، استمرت التمارين الرياضية في تحسين الأداء المعرفي.

وأوضح المؤلف الرئيسي المشارك، الدكتور توماس ويليامز من مجموعة أبحاث البيئات المتطرفة بالجامعة، سبب قرار الفريق بفحص مجموعة من الضغوطات للدراسة، فقال: «غالبا ما يتم تجربة الحرمان من النوم مع ضغوطات أخرى، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يسافرون ومن المرجح أيضًا أن يتعرض الأشخاص الذين يسافرون إلى ارتفاعات عالية إلى اضطراب في أنماط نومهم».

وأضاف: «ترتبط إحدى الفرضيات المحتملة حول سبب تحسين التمارين الرياضية للأداء المعرفي بزيادة تدفق الدم والأكسجين في المخ، ومع ذلك، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه حتى عند ممارسة التمارين في بيئة ذات مستويات منخفضة من الأكسجين، كان المشاركون لا يزالون قادرين على أداء المهام المعرفية».

تقول الورقة البحثية إن تفسيرات سبب تحسن الشلل الدماغي أثناء ممارسة التمارين الرياضية، حتى عندما يكون الشخص محرومًا من النوم ويعاني من انخفاض الأكسجين، يمكن أن تكون تغيرات في كمية الهرمونات المنظمة للدماغ، بالإضافة إلى عدد من العوامل النفسية الفسيولوجية بما في ذلك تدفق الدم إلى المخ، والإثارة والتحفيز.

وتشير الورقة البحثية إلى أن الأداء المعرفي لا يعتمد فقط على منطقة قشرة الفص الجبهي (PFC) في الدماغ، على الرغم من أنها تلعب دورًا أساسيا في أداء المهام.

وأوضح المؤلف الرئيسي المشارك خوان إجناسيو باداريوتي من قسم علم النفس بالجامعة أن «الـPFC حساس للغاية لبيئته الكيميائية العصبية وهو شديد التأثر بالإجهاد».

وقال: «إنه ينظم أفكارنا وأفعالنا وعواطفنا ويعتبر الجزء الأساسي من الدماغ المرتبط بالوظائف التنفيذية، لكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الآليات الكامنة وراء الشلل الدماغي قد لا تكون معزولة في هذه المنطقة، وبدلا من ذلك يجب أن نعتبرها نتاج سلسلة من العمليات المنسقة الموزعة على نطاق واسع عبر مناطق قشرية وتحت قشرية مختلفة».

وتوصي الورقة بمزيد من التحقيق للكشف عن الآليات العصبية الحيوية التي تقف وراء عملية الوظيفة الإدراكية.