الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: معتقداتنا حول المخدرات يمكن أن يكون لها آثار على الدماغ

السبت 06/يناير/2024 - 01:30 م
المخدرات
المخدرات


أظهر باحثون من ماونت سيناي لأول مرة أن معتقدات الشخص المتعلقة بالمخدرات يمكن أن تؤثر على نشاط دماغه واستجاباته السلوكية بطريقة مماثلة للتأثيرات المعتمدة على الجرعة في علم الصيدلة.

إن الآثار المترتبة على الدراسة، التي ركزت بشكل مباشر على المعتقدات حول النيكوتين، عميقة، وهي تتراوح بين توضيح كيف يمكن للآليات العصبية الكامنة وراء المعتقدات أن تلعب دورًا رئيسيًا في الإدمان، إلى تحسين العلاجات الدوائية وغير الدوائية من خلال الاستفادة من قوة المعتقدات البشرية.

تم نشر الدراسة اليوم في مجلة Nature Mental Health.

تأثير قوي على السلوك

وقال شياوزي جو، أستاذ مشارك في الطب النفسي وعلم الأعصاب في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي، وكبير مؤلفي الدراسة: «يمكن أن يكون للمعتقدات تأثير قوي على سلوكنا، إلا أن آثارها تعتبر غير دقيقة ونادرًا ما يتم فحصها من خلال أساليب علم الأعصاب الكمي».

وأضاف: «لقد شرعنا في التحقيق فيما إذا كانت المعتقدات البشرية يمكنها تعديل أنشطة الدماغ بطريقة تعتمد على الجرعة على غرار ما تفعله الأدوية، ووجدنا مستوى عالٍ من الدقة في كيفية تأثير المعتقدات على الدماغ البشري، وقد تكون هذه النتيجة حاسمة لتعزيز معرفتنا. حول دور المعتقدات في الإدمان بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الاضطرابات وعلاجاتها».

لاستكشاف هذه الديناميكية، قام فريق ماونت سيناي، بقيادة عوفر بيرل، زميل ما بعد الدكتوراة في مختبر الدكتور جو عند إجراء الدراسة، بإرشاد المشاركين في الدراسة المعتمدين على النيكوتين إلى الاعتقاد بأن السيجارة الإلكترونية كانوا على وشك تدخينها.

يحتوي الـvape على قوة منخفضة أو متوسطة أو عالية من النيكوتين، في حين ظل المستوى ثابتًا في الواقع.

خضع المشاركون بعد ذلك لتصوير الأعصاب الوظيفي (fMRI) أثناء أداء مهمة صنع القرار المعروفة بإشراك الدوائر العصبية التي ينشطها النيكوتين.

ووجد العلماء أن المهاد، وهو موقع ربط مهم للنيكوتين في الدماغ، أظهر استجابة تعتمد على الجرعة لمعتقدات الشخص حول قوة النيكوتين، مما يوفر أدلة دامغة لدعم العلاقة بين المعتقدات الذاتية والركائز البيولوجية في الدماغ البشري.

كان يُعتقد سابقًا أن هذا التأثير ينطبق فقط على العوامل الدوائية.

تم العثور أيضًا على تأثير مماثل يعتمد على الجرعة للمعتقدات في الاتصال الوظيفي بين المهاد وقشرة الفص الجبهي البطني، وهي منطقة في الدماغ تعتبر مهمة لاتخاذ القرار وحالات الاعتقاد.

وأشار الدكتور جو إلى أن «النتائج التي توصلنا إليها توفر تفسيرًا آليًا للاختلافات المعروفة في الاستجابات الفردية للأدوية، وتشير إلى أن المعتقدات الشخصية يمكن أن تكون هدفًا مباشرًا لعلاج اضطرابات تعاطي المخدرات، ويمكنها أيضًا تعزيز فهمنا لكيفية عمل التدخلات المعرفية، مثل العلاج النفسي، على المستوى البيولوجي العصبي بشكل عام لمجموعة واسعة من الحالات النفسية التي تتجاوز الإدمان».

تستشهد الدكتورة جو، وهي واحدة من أبرز الباحثين على مستوى العالم في مجال الطب النفسي الحسابي الناشئ، بطريقة أخرى يمكن من خلالها لأبحاث فريقها أن تفيد الرعاية السريرية.

وتوضح قائلة: «إن النتيجة التي مفادها أن المعتقدات البشرية حول الأدوية تلعب مثل هذا الدور المحوري تشير إلى أنه من المحتمل أن نتمكن من تعزيز استجابات المرضى للعلاجات الدوائية من خلال الاستفادة من هذه المعتقدات».