الخلايا الدهنية.. كيف يمكن أن تدعم نمو الورم؟
إن طفرات الجين الكابت للورم p53 ليس لها تأثير معزز للنمو على الخلايا السرطانية نفسها فحسب، بل تؤثر أيضًا على الخلايا الموجودة في البيئة الدقيقة للورم.
أظهرت مجموعة من العلماء أن خلايا سرطان الثدي ذات الطفرة p53 في الفئران تعيد برمجة الخلايا الدهنية، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
كيف تعزز الخلايا الدهنية نمو السرطان؟
تخلق الخلايا الدهنية التي يتم التلاعب بها بيئة دقيقة التهابية، مما يضعف الاستجابة المناعية ضد الورم وبالتالي يعزز نمو السرطان.
لا يوجد أي جين آخر يتحور بشكل متكرر في الأورام البشرية مثل الجين الخاص بكابت الورم p53.
في حوالي 30% من جميع حالات سرطان الثدي، تظهر الخلايا السرطانية طفرات أو خسائر في الجين p53.
تحد هذه الطفرات من قدرة p53 على العمل بمثابة «مكابح للسرطان» (p53) ولمنع تطور السرطان وتطوره.
تمت دراسة تأثيرات طفرات p53 في الخلايا السرطانية بشكل مكثف.
ومع ذلك، فإن الفهم بأن طفرات p53 في الخلايا السرطانية يمكن أن تؤثر أيضًا على الخلايا الموجودة في البيئة الدقيقة للورم، وبالتالي تؤدي أيضًا إلى نمو السرطان، لا يتزايد إلا ببطء.
قام فريق من الباحثين بالتحقيق في آثار طفرات p53 في خلايا سرطان الثدي على الخلايا الدهنية، المعروفة باسم الخلايا الشحمية.
مقاومة خلايا سرطان الثدي
أثناء تطور سرطان الثدي، تخضع الخلايا الشحمية، وهي أحد أنواع الخلايا الرئيسية في أنسجة الثدي، لعملية تحول.
تشير نتائج الأبحاث إلى أن هذا يزيد من عدوانية ومقاومة خلايا سرطان الثدي المحيطة للعلاج.
وقد أثبت فريق شولز وأورين هذا الأمر في الخلايا الشحمية من أنسجة ثدي الفأر: يتم تعزيز خصائص الخلايا الشحمية المعززة للسرطان عندما تحمل خلايا سرطان الثدي طفرات p53.
عالج الباحثون الخلايا الشحمية غير الناضجة باستخدام وسط زرعي نمت فيه سابقًا خلايا سرطان الثدي التي تحتوي على طفرات p53 أو لا تحتوي عليها.
أدى هذا العلاج إلى تغييرات عميقة في عملية التمثيل الغذائي والنشاط الجيني في الخلايا الشحمية وزيادة إنتاج الرسائل المؤيدة للالتهابات.
تم منع نضوج الخلايا الشحمية، في حين تم إرجاع الخلايا الدهنية الناضجة إلى مرحلة غير ناضجة.
كانت هذه التأثيرات خفيفة فقط بعد العلاج باستخدام وسائط زراعة الخلايا من خلايا سرطان الثدي ذات البروتين p53 العامل ولكنها كانت واضحة جدًا في حالة الوسط من الخلايا السرطانية ذات البروتين p53 المتحور.
بعد ذلك، نقل الباحثون خلايا سرطان الثدي ذات البروتين p53 المتحور أو الوظيفي مع الخلايا الدهنية المعالجة مسبقًا إلى الفئران وقارنوا الأورام الناتجة.
إذا تم تحور p53 في الخلايا السرطانية، فإن عدد الخلايا النخاعية المثبطة للمناعة في الورم يزداد.
وحملت الخلايا المناعية المهاجرة المزيد من PD-L1 على سطحها، والذي يعمل بمثابة كابح قوي للدفاع المناعي للأورام.
وكانت النتيجة المفاجئة بشكل خاص هي أن خلايا سرطان الثدي التي تحتوي على طفرات معينة في p53 كانت قادرة على إعادة برمجة الخلايا الدهنية السليفة المجاورة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لتكون أكثر تحفيزًا للالتهابات من خلايا سرطان الثدي التي فقدت تمامًا مثبط الورم p53.
وقال شولز، الذي قاد الدراسة مع أورين: «يبدو أن عيوب p53 في خلايا سرطان الثدي هي المحرك الرئيسي لإعادة برمجة الخلايا الدهنية المعززة للورم».
وأضاف: «تعد الخلايا الدهنية مكونًا أساسيًا في أنسجة الثدي، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير هائل على تطور الورم، وبالتالي، فإن الفهم التفصيلي للتفاعل بين الخلايا السرطانية ذات الطفرة p53 والخلايا الشحمية يمكن أن يوفر أدلة جديدة حول كيفية تطور الورم، ويمكن وقف سرطان الثدي».