الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تضعف المناعة والأمعاء والدماغ.. مخاطر الأنظمة الغذائية عالية الدهون

الإثنين 05/فبراير/2024 - 05:12 م
 الأنظمة الغذائية
الأنظمة الغذائية عالية الدهون


كشفت دراسة أن الأنظمة الغذائية عالية الدهون لا تؤثر فقط على الجينات المرتبطة بالسمنة وسرطان القولون والأمعاء المتهيجة، ولكن أيضًا بالجهاز المناعي، ووظيفة الدماغ، وربما خطر الإصابة بـ فيروس كورونا.

الدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد.

في حين أن دراسات أخرى بحثت آثار اتباع نظام غذائي عالي الدهون، إلا أن هذه الدراسة غير عادية في نطاقها، وفق ما ام نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

قام باحثو جامعة كاليفورنيا بتغذية الفئران بـ3 أنظمة غذائية مختلفة على مدار 24 أسبوعًا، حيث جاء ما لا يقل عن 40% من السعرات الحرارية من الدهون.

بعد ذلك، لم ينظروا فقط إلى الميكروبيوم، ولكن أيضًا إلى التغيرات الجينية في جميع الأجزاء الأربعة من الأمعاء.

تناولت مجموعة من الفئران نظامًا غذائيًا يعتمد على الدهون المشبعة من زيت جوز الهند، وحصلت مجموعة أخرى على زيت فول الصويا المعدل الأحادي غير المشبع، وحصلت المجموعة الثالثة على زيت فول الصويا غير المعدل الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المتعددة غير المشبعة.

بالمقارنة مع نظام غذائي قليل الدهون، شهدت المجموعات الثلاث تغيرات في التعبير الجيني، وهي العملية التي تحول المعلومات الوراثية إلى منتج وظيفي، مثل البروتين.

وقالت فرانسيس سلاديك، أستاذ بيولوجيا الخلية UCR، وكبير مؤلفي الدراسة الجديدة: «هناك شائعات في الشارع مفادها أن الأنظمة الغذائية النباتية أفضل بالنسبة لك، وهذا صحيح في كثير من الحالات، ومع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي غني بالدهون، حتى من النباتات، هو أحد الحالات التي يكون فيها هذا الأمر غير صحيح».

توثق ورقة علمية جديدة حول الدراسة التأثيرات العديدة للأنظمة الغذائية عالية الدهون.

ولم تكن بعض التغيرات المعوية مفاجأة للباحثين، مثل التغيرات الكبيرة في الجينات المرتبطة باستقلاب الدهون وتكوين بكتيريا الأمعاء.

على سبيل المثال، لاحظوا زيادة في مسببات الأمراض الإشريكية القولونية وقمع البكتيريا، مما يساعد على حماية الجسم من مسببات الأمراض.

وكانت الملاحظات الأخرى أكثر إثارة للدهشة، مثل التغيرات في الجينات التي تنظم القابلية للإصابة بالأمراض المعدية.

وقال سلاديك: «لقد رأينا جينات التعرف على الأنماط، تلك التي تتعرف على البكتيريا المعدية، تتلقى ضربة، لقد رأينا جينات إشارة السيتوكين تتلقى ضربة، مما يساعد الجسم على السيطرة على الالتهاب، لذا، فهي ضربة مزدوجة. فهذه الأنظمة الغذائية تضعف جينات الجهاز المناعي لدى المضيف، كما أنها تخلق بيئة يمكن أن تزدهر فيها بكتيريا الأمعاء الضارة».

ويوثق العمل السابق للفريق مع زيت فول الصويا ارتباطه بالسمنة والسكري، وكلاهما من عوامل الخطر الرئيسية لفيروس كورونا.

تظهر هذه الورقة الآن أن الأنظمة الغذائية الثلاثة عالية الدهون تزيد من تعبير ACE2 والبروتينات المضيفة الأخرى التي تستخدمها بروتينات كوفيد سبايك لدخول الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الفريق أن الأطعمة الغنية بالدهون تزيد من علامات الخلايا الجذعية في القولون.

وقال سلاديك: «قد تعتقد أن هذا أمر جيد، لكنها في الواقع يمكن أن تكون مقدمة للسرطان».

تأثير الزيوت

ومن حيث التأثيرات على التعبير الجيني، أظهر زيت جوز الهند أكبر عدد من التغييرات، يليه زيت فول الصويا غير المعدل. تشير الاختلافات بين زيتي فول الصويا إلى أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة الموجودة في زيت فول الصويا غير المعدل، وخاصة حمض اللينوليك، تلعب دورًا في تغيير التعبير الجيني.

وكانت التغيرات السلبية في الميكروبيوم في هذه الدراسة أكثر وضوحا في الفئران التي تغذت على نظام غذائي زيت فول الصويا.

لم يكن هذا مفاجئًا، حيث قام نفس فريق البحث سابقًا بتوثيق الآثار الصحية السلبية الأخرى الناجمة عن ارتفاع استهلاك زيت فول الصويا.

وفي عام 2015، وجد الفريق أن زيت فول الصويا يسبب السمنة والسكري ومقاومة الأنسولين والكبد الدهني لدى الفئران. وفي عام 2020، أثبت فريق الباحثين أن الزيت يمكن أن يؤثر أيضًا على الجينات الموجودة في الدماغ المرتبطة بحالات مثل التوحد ومرض آلزهايمر والقلق والاكتئاب.

ومن المثير للاهتمام، أنهم وجدوا في عملهم الحالي أيضًا أن التعبير عن العديد من جينات الناقلات العصبية قد تغير بسبب الأنظمة الغذائية عالية الدهون، مما يعزز فكرة وجود محور الأمعاء والدماغ الذي يمكن أن يتأثر بالنظام الغذائي.

وقد لاحظ الباحثون أن هذه النتائج تنطبق فقط على زيت فول الصويا، وليس على منتجات الصويا الأخرى أو التوفو أو فول الصويا نفسه.

وقال عالم الأحياء الدقيقة في جامعة كاليفورنيا بونامجوت ديول، الذي كان المؤلف الأول المشارك للدراسة الحالية مع باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، خوسيه مارتينيز لوميلي: «هناك بعض الأشياء الجيدة حقًا في فول الصويا. ولكن الكثير من هذا الزيت ليس جيدًا بالنسبة لك».

كما تم إجراء الدراسات باستخدام الفئران، ولا تترجم دراسات الفئران دائمًا إلى نفس النتائج عند البشر.

ومع ذلك، يتشارك البشر والفئران في 97.5% من الحمض النووي العامل.

لذلك، فإن النتائج مثيرة للقلق، لأن زيت فول الصويا هو الزيت الأكثر استهلاكًا في الولايات المتحدة، ويستخدم بشكل متزايد في بلدان أخرى، بما في ذلك البرازيل والصين والهند.

وبحسب بعض التقديرات، يميل الأمريكيون إلى الحصول على ما يقرب من 40% من سعراتهم الحرارية من الدهون، وهو ما يعكس ما تم إطعامه للفئران في هذه الدراسة.

وقال ديول: «بعض الدهون ضرورية في النظام الغذائي، ربما بنسبة 10% إلى 15%، ومع ذلك، فإن معظم الناس، على الأقل في هذا البلد، يحصلون على 3 أضعاف الكمية التي يحتاجون إليها على الأقل».