الكورتيزون والذئبة الحمراء.. علاج أساسي لوقف نشاط المرض
إن كنت من مصابي الذئبة الحمراء، وتريد أن تعرف ما علاقة الكورتيزون والذئبة الحمراء، فهيا نتعرف معا على ذلك خلال التقرير التالي.
الكورتيزون والذئبة الحمراء
وعن الكورتيزون والذئبة الحمراء، يعد عقار الكورتيزون هو العلاج الأساسي لمرض الذئبة الحمراء، لاسيما خلال أولى مراحل الإصابة بالمرض؛ إذ يساعد في تقليل الالتهاب ويحد من نشاط الجهاز المناعي للمريض.
وعادة ما تتراوح فترة استخدام هذا الدواء ما بين عدة أسابيع أوقد شهور، وغالبًا ما تتطلب حالة مريض الذئبة لهذا العلاج لعدة سنوات، وتحدد الجرعة الأولى، وعدد مرات تناولها يوميا وفقا لشدة المرض وأعضاء الجسم المتضررة من الإصابة، فقد يحتاج بعض المرضى إلى تناول جرعات كبيرة من الكورتيزون إما عن الأقراص الفموية أو الحقن الوريدية، وخاصة عند إصابة الجهاز العصبي أو الكلى، وأيضا حالات الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا التي تنتج عن تكسير كرات الدم الحمراء بجسم المريض.
وفي العادة يشعر مريض الذئبة خلال أيام من بداء العلاج بالكورتيزون بتحسن ملحوظ في حالته الصحية، ومن ثم يقوم الطبيب المعالج بتقليل الجرعة الدوائية بشكل تدريجي، ولكن بعد تكرار إجراء التحاليل للتأكد من السيطرة على نشاط هذا المرض المناعي المزمن، وهنا يحصل لمريض على أقل جرعة علاجية فعالة تفيد في سيطرة الجسم على الذئبة الحمراء.
علاج الذئبة الحمراء نهائيًا
وعن علاج الذئبة الحمراء نهائيًا، فمن المؤسف أنه حتى الآن ليس هناك علاج يقضي على هذا المرض بشكل نهائي، ولكن يهدف أغلبية العلاجات تستهدف السيطرة على أعراض المرض ومنع التعرض لمضاعفاته المرض.
ويشار إلى أنه في أغلب الحالات، عند تشخيص مرض الذئبة الحمراء، يكون المرض قد وصل إلى أشد مراحل نشاطه، وفى وهنا يحتاج الطبيب لتناول كميات كبيرة من العقاقير للسيطرة على المرض وحماية أعضاء الجسم من التلف.
جدير بالذكر أن علاج الذئبة غالبا ما يكون ناجحًا، ويمكن السيطرة على المرض، ويتراجع نشاطه، وهنا يتم تقليل جرعات الأدوية بالتدريج، حتى يتناول المريض جرعات قليلة جدا أو قد يستغنى نهائيا عن العلاج وفقا لما يراه الطبيب المعالج للحالة.
ونظرا لأن غالبية أعراض الذئبة تنتج عن الالتهاب، فعادة ما يهدف العلاج لتخفيف هذه الالتهابات، ومن أبرز الأدوية لعلاج الذئبة الحمراء وأكثر استخدامًا ما يلي:
- العلاج من خلال مضادات الالتهاب غير الكورتيزون.
- أو استخدام الأدوية المضادة للملاريا.
- وكذلك يمكن العلاج بالكورتيزون.
- وأيضا هناك من يتبع العلاج من خلال الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
- ويفضل بعض الأطباء الاعتماد على العلاج البيولوجي.
تكلفة علاج الذئبة الحمراء
يعاني الملايين من تكلفة علاج الذئبة الحمراء، ذلك المرض اللعين الذي يهاجم الجهاز المناعي للجسم ولا يقل خطورة عن مرض السرطان الشرس، ويعيش مرضى الذئبة في مأساة مستمرة مستمرة منتظرين تدمير أحد أعضاء الجسم لتهاجمه.
فمن المعروف أن مرض الذئبة الحمراء مرض مناعي خطير يبدأ بمهاجمة جهازه المناعي، وتكوين أجسام مضادة تقوم بكسير العديد من كرات الدم البيضاء، ثم تهاجم أعضاء الجسم المختلفة، وقد يتسبب في الإصابة بالفشل الكلوى، وأيضا تليف الكبد، وأحيانًا قد يتفاقم الوضع ويتسبب في وفاة المريض عقب بعد تضرر قلبه نتيجة هذا المرض.
وقد رصد أحد البرامج التليفزيونية الشهيرة المذاع على إحدى القنوات المصرية الفضائية بعض حالات مرضى الذئبة الذين يشكون من صعوبة المرض، وتكلفة علاجه الباهظة، وكان من بينهم، حالة لشاب يدعى عصام عادل الذي يعاني من مرض الذئبة الحمراء في المفاصل والجلد، وقال: "هي معاناة محدش يقدر يتحملها وأوقات كتيرة مبقدرش أحضر المحاضرات نتيجة الشد العضلي"، مؤكدا ارتفاع أسعار العلاج، وأن العلاج على نفقة الدولة يمنح المريض مبلغ 320 جنية أو أكثر قليلًا.
وقال مريض آخر: "إن علاج الذئبة تكلفته غالية جدًا قد تصل في بعض الحالات إلى أربعين ألف جنيه، ولكن حتى العلاج الغالي قد يكون غير متوفر"، مطالبا وزارة الصحة بمحاولة توفير العلاج لهذا المرض الخطير.
وأشارت إحدى الطبيبات إلى أن نوعا واحد من الأدوية التي يتناولها مريض الذئبة الحمراء قد يصل سعر العبوة إلى 900 جنية، مشيرة إلى أن هناك علاج على نفقة الدولة ولكنة غير متوافر بكثرة.
وقالت:" يحتاج علاج مريض الذئبة الحمراء، لمبلغ ما بين 2000 ـ 3000 جنية شهريًا على الأقل وهذا الأمر قد يختلف من مريض لأخر وفقا للأدوية التي يتناولها"، مؤكدة جهود الدولة في محاولة مساعدة المرضى وتوفير العلاج قدر الإمكان، مطالبة بمحاولة تجهيز مستشفيات متخصصة لعلاج مرضى الذئبة.
جدر بالذكر أنه عالميًا قد تم تخصيص يوم 10 مايو من كل عام للتوعية بهذا المرض الشرش.