السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن مصدر مضاعفات الحمل الناجمة عن الالتهابات

السبت 04/مايو/2024 - 02:00 م
مضاعفات الحمل
مضاعفات الحمل


تم إنشاء أول رؤية بانورامية لمسارات العدوى في المشيمة البشرية، والتي يمكن أن تسلط الضوء على الأهداف الدوائية المحتملة لتطوير علاجات آمنة أثناء الحمل لعدد من الأمراض.

ومن أبرز هذه الأمراض الملاريا، وداء المقوسات، والليستيريا، وجميع الأمراض التي يمكن أن تسبب مضاعفات شديدة للحمل.

وحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، استخدم باحثون من معهد ويلكوم سانجر، وجامعة كامبريدج، وجامعة دندي، والمتعاونون، نماذج جديدة من "المشيمة المصغرة" لرسم خريطة لاستجابة المشيمة للعدوى في مرحلة النمو المبكر.

يعد هذا العمل جزءًا من اتحاد أطلس الخلايا البشرية الأوسع، والذي يهدف إلى رسم خريطة لكل نوع من الخلايا في جسم الإنسان لتغيير فهمنا للصحة والمرض.

وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة Cell Systems، على المسارات المرتبطة بالملاريا وداء المقوسات وعدوى الليستريا، والتي يمكن أن تسبب جميعها مضاعفات الحمل والإجهاض، وكشفت أن الالتهاب الثانوي قد يكون سببًا لمضاعفات الحمل أثناء هذه العدوى، وكشفت أن الخلايا المناعية المشيمية من المحتمل أن تلعب دورًا دفاعيًا ضد مسببات الأمراض.

إن العمل المستقبلي الذي يركز على تحديد الأهداف الدوائية المحتملة في المسارات التي تسبب مضاعفات أثناء العدوى يمكن أن يفيد في تصميم علاجات أكثر توجيهًا لمعالجة العدوى في حالات الحمل المبكرة.

العدوى أثناء الحمل

تعد العدوى أثناء الحمل مصدر قلق صحي عالمي كبير يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

يمكن أن تسبب هذه العدوى وفاة الأمهات، والإنتان، ومضاعفات الحمل، بما في ذلك الإجهاض، وظروف نمو الجنين، وانخفاض الوزن عند الولادة، والإملاص.

الملاريا وداء المقوسات والليستيريا هي عدوى واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات الحمل، وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص في المناطق التي تكون فيها هذه العدوى أكثر شيوعًا. على سبيل المثال، في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا وأجزاء من جنوب شرق آسيا حيث يتوطن طفيل الملاريا المنجلية.

تعمل المشيمة كحاجز انتقائي أثناء الحمل، مما يسمح للعناصر الغذائية بالعبور من الأم إلى الطفل بينما تمنع مسببات الأمراض والسموم.

ومع ذلك، فإن مسببات الأمراض التي تسبب داء المقوسات والليستيريا يمكنها عبور المشيمة، ويمكن للطفيلي المسؤول عن الملاريا أن يلتصق بالخارج.

يكون الجنين ضعيفًا بشكل خاص خلال مرحلة النمو المبكرة حيث أن الاستجابة المناعية لم يتم تأسيسها بشكل كامل، مما يعني أن الجنين يعتمد بشكل كبير على حاجز المشيمة للحماية.

على الرغم من تأثير العدوى أثناء الحمل، فإن المسارات والآليات التي تستخدمها هذه العدوى لعبور المشيمة غير مفهومة جيدًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى القيود المفروضة على النماذج المختبرية المستخدمة والاختلافات بين البشر والفئران.

في أحدث دراسة أجراها معهد ويلكوم سانجر والمتعاونون معه، أنشأ الفريق نماذج مستكشفة خارج الجسم الحي، أو "مشيمة صغيرة" من عينات بشرية، مما سمح لهم برسم خريطة للاستجابة للعدوى بدقة خلية واحدة.

وحدد الباحثون نوعا من الخلايا المناعية الجنينية، المعروفة باسم خلية هوفباور، والتي تم تنشيطها في جميع أنواع العدوى الثلاثة ولكن في مسارات مختلفة. هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها أن الخلايا المناعية المشيمية تلعب دورًا دفاعيًا ضد مسببات الأمراض في نموذج للمشيمة البشرية.

ووجد الفريق أن مسببات الأمراض يمكنها التسلل إلى هذه الخلايا المناعية. على سبيل المثال، من المرجح أن يستخدم الطفيلي المقوسة الغوندية، وهو الطفيلي المسبب لداء المقوسات، هذه الخلايا المناعية للتهرب من الاستجابة المناعية المستمرة والسفر حول الجسم.

واكتشفوا أيضًا أن الإصابات الثلاثة تسببت في استجابة التهابية عامة في المشيمة، مما أدى إلى خلل في وظائف المشيمة. وهذا يشير إلى أن الالتهاب الثانوي قد يكون سببًا لبعض مضاعفات الحمل.

يمكن أن يؤدي استهداف مسارات الالتهاب هذه إلى علاج خاص بالحمل للعدوى، وهو أمر غير ممكن حاليًا.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام نماذج "المشيمة المصغرة" التي طورها هذا الفريق في الأبحاث المستقبلية لاكتساب المزيد من الأفكار حول استجابة المشيمة للعدوى بالإضافة إلى تغييرات المشيمة الأوسع أثناء النمو.

وقالت الدكتورة ريجينا هو، المؤلفة الأولى المشاركة من معهد ويلكوم سانجر: "بينما من المعروف أن العدوى أثناء الحمل تسبب مضاعفات، بما في ذلك الإجهاض والإملاص، فإنه لا يُعرف سوى القليل جدًا عن الآليات الأساسية.

وأضافت: "يظهر بحثنا أنه حتى مع مسببات الأمراض التي لا تستطيع عبور المشيمة، فإن الالتهاب الثانوي الناتج عن الجهاز المناعي قد يكون مسؤولًا عن تعطيل نمو الجنين. إن تحديد العمليات الرئيسية المرتبطة بمسار الالتهاب يمكن أن يساعدنا في تطوير علاجات خاصة بالحمل تقلل من ذلك في مستقبل".

وقال إلياس رويز موراليس، المؤلف الأول المشارك من معهد ويلكوم سانجر: "لقد اكتشفنا أن الخلايا المناعية المشيمية التي تسمى الخلايا البلعمية يمكنها حماية المشيمة من العدوى. وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها أن الخلايا المناعية المشيمية تلعب دورًا دفاعيًا". في مرحلة مبكرة من الحمل لدى البشر، وأن هذه الخلايا المناعية يمكن أن يتم اختطافها بواسطة التوكسوبلازما أثناء العدوى، فإن فهم المزيد حول كيفية عمل الجهاز المناعي المشيمي يمكن أن يساعد في تقديم رؤى جديدة حول مضاعفات الحمل".

وقال الدكتور ماركوس لي، المؤلف الرئيسي المشارك من معهد ويلكوم سانجر، الموجود الآن في جامعة دندي: "من المحتمل أن تتعرض ملايين حالات الحمل كل عام للملاريا، وفهم كيفية تكيف الطفيلي أثناء العدوى وكيفية استجابة الجسم سيفيدنا". تكون مهمة في تحسين النتائج، ومع ذلك، فإن دراسة التفاعلات بين مسببات الأمراض والمشيمة البشرية أمر صعب للغاية بشكل مفهوم، وبالتالي فإن تطوير نماذج جديدة، مثل نظام أنسجة المشيمة الذي استخدمناه في هذا البحث، يعد خطوة مطلوبة بشدة إلى الأمام".

وقال الدكتور روزر فينتو تورمو، المؤلف الرئيسي المشارك من معهد ويلكوم سانجر: "يمكن أن يكون للعدوى أثناء الحمل آثار مدمرة، وهناك خيارات علاجية محدودة خاصة بالحمل يمكن أن تساعد".

وأضاف: "من خلال رسم خريطة للمسارات المرتبطة بالعدوى خلال مرحلة مبكرة من الحمل في تحليل الخلية الواحدة، وتطوير نماذج مشيمية جديدة لدراسة ذلك، نأمل أن يتم استخدام أبحاثنا من قبل مجتمع البحث في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تطوير طرق جديدة لفهم وعلاج مضاعفات الحمل التي تؤثر على حياة الملايين كل عام".