اختبار الدم لقياس مستويات البروتين.. هل يمكّننا من تقييم الحالة العامة للمريض؟
قد تكون مستويات البروتين المنتشرة بمثابة علامة حيوية للياقة القلب والجهاز التنفسي، وهو عنصر مهم ولكن كان من الصعب قياسه في السابق للصحة العامة، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Nature Medicine.
لمحة سريعة عن الصحة العامة
على الرغم من أن وظيفة القلب والجهاز التنفسي يمكن أن توفر لمحة سريعة عن الصحة الشاملة، إلا أنه لا توجد طريقة موحدة حاليًا لقياس اللياقة القلبية التنفسية، كما قال رافي كالهان، أستاذ الطب في قسم الرئة والرعاية الحرجة، وهو مؤلف مشارك للدراسة.
وأضاف قال كالهان: "كطبيب يرى المرضى، لا أستطيع قياس مدى لياقة المريض الذي يجلس أمامي".
وأضاف: "يمكننا إجراء العديد من الاختبارات الرائعة، لكن هذا مهمة كبيرة، ولا يستطيع كل مريض المشي على جهاز المشي، مثل كبار السن أو الذين يعانون من مرض رئوي مزمن".
وقال كالهان إن اللياقة القلبية التنفسية تؤثر على كل نظام في الجسم تقريبًا، بدءًا من عملية التمثيل الغذائي وحتى الدماغ، لذا فإن تطوير طريقة لقياسها سيسمح للأطباء بتقييم الصحة العامة بدقة.
وأكد كالهان: "هذا تأكيد عالمي أكثر بكثير كنا نطمح إلى قياسه من خلال المؤشرات الحيوية، بدلا من المؤشرات الحيوية المفردة التي تعكس نظام الأعضاء، مثل الكولسترول الضار".
في الدراسة، استخدم كالهان ومعاونوه نماذج إحصائية لتحديد البروتينات المنتشرة التي كان لها التأثير الأكبر على الصحة العامة لدى أكثر من 14000 مشارك في الدراسة، ثم أنشأ الباحثون درجة اللياقة القلبية التنفسية التي أخذت في الاعتبار مستويات الفرد من البروتينات الرئيسية المنتشرة، بما في ذلك البروتينات المتورطة في الالتهاب، وبقاء الخلايا العصبية ونموها، والإجهاد التأكسدي، من بين أمور أخرى.
ثم تحقق الباحثون من صحة نظام التسجيل الخاص بهم باستخدام بيانات من 20 ألف فرد في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، ووجدوا أن النتيجة الإيجابية ارتبطت بانخفاض خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، وفقًا للدراسة.
ولمزيد من اختبار نظام التسجيل، حلل الباحثون البروتينات المنتشرة لأكثر من 600 شخص قبل وبعد برنامج تمرين مدته 20 أسبوعًا، ووجد أن درجة اللياقة القلبية التنفسية للمشاركين في الدراسة ترتبط بالآثار الإيجابية للتمرين على نظامهم القلبي التنفسي، وفقًا للنتائج.
وقال كالهان إن النتائج تضع الأساس لنظام تسجيل يمكنه تقييم الصحة الشاملة بدقة من خلال اختبار دم بسيط، وقد يساعد العلماء على فهم العلاقة بين اللياقة البدنية والصحة بشكل أفضل.
وقال كالهان: "لا نعرف تماما لماذا يؤدي تحسين اللياقة البدنية إلى تحسين الصحة، وعلى المدى الطويل، يمكن أن يساعدنا هذا على فهم بيولوجيا ما يحدث عندما يقوم شخص ما بتحسين لياقته البدنية، ومن ثم يمكننا فهم الآلية واستهداف مسارات بيولوجية محددة لتحسين الصحة".
وبناءً على هذا التطور، سيحاول كالهان وزملاؤه تطبيق منهجية تسجيل البروتين على مجالات أخرى من الصحة العامة.
وقال كالهان: "نحن نعرف الكثير عن مسارات الصحة، قد يكون شخص ما في مسار متدهور، ولكن عندما نرى المرضى في وقت ما، يكون من الصعب علينا حقًا استقراء مسار صحة شخص ما".
وأضاف: "إذا تمكنا من تطبيق هذه القياسات في نقطة زمنية واحدة باستخدام اختبار الدم الذي يعكس عاملًا صحيًا أكبر وأكثر صعوبة في التحقق منه، فسيكون ذلك مثيرًا للاهتمام حقًا".