هل مسحورة؟.. استشاري طب نفسي يحدد معايير مهمة عن الزوجة المعتدية على حماتها بالشرقية
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار جدل الجميع، لزوجة ابن تعتدي على حماتها بالضرب المبرح واستخدام الخشبة وسحلها على الدرج.
وقال والد الزوجة حمدي أحمد محمد أبو زيد، المعتدية على حماتها، إن ابنته مسحورة، موضحا أنها ضربت حماتها دون وعي أو قصد، حسب كلامه أمام جهات التحقيق.
رد الطب النفسي على مسألة السحر والمس
وقال الدكتور إبراهيم حمدي، استشاري الطب النفسي، بالرياض، إن تفسير أعراض السحر والمس والعين في الطب النفسي يعتمد على مبادئ التشخيص والعلاج العلمية، التي تستند إلى فهم الأمراض النفسية والعقلية من منظور طبي حديث.
وأضاف: «في الطب النفسي، يتم التعامل مع الأعراض التي قد يعتبرها البعض ناتجة عن السحر أو المس أو العين، من خلال تشخيصات محددة تتناول الحالات النفسية والعقلية».
وذكر أن هناك بعض النقاط الأساسية كالتالي:
القلق والاكتئاب: حيث يفسر الطب النفسي الشعور بالحزن، اليأس، القلق المفرط، أو التغيرات المزاجية كأعراض للاكتئاب أو اضطرابات القلق، وليس كنتيجة للسحر أو العين.
الهلاوس والأوهام: الأشخاص الذين يعانون من هلاوس ـأي يعانون من سماع أصوات غير موجودة أو رؤية أشياء غير مرئية للآخرين، أو يتعرضون لأوهام أي معتقدات ثابتة غير واقعية، قد يتم تشخيصهم بأمراض نفسية مثل الفصام، الذهان، والهذيان وهذه ليست اعراض السحر أو المس.
الاضطرابات النفسجسدية: الأعراض الجسدية بدون سبب عضوي واضح قد تندرج تحت الاضطرابات النفسجسدية، حيث يُعتقد أن العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في ظهور الأعراض الجسدية.
التوتر الشديد واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): التجارب الصادمة والضغوط الشديدة يمكن أن تسبب أعراضًا مثل الكوابيس، التفكير المستمر بالحدث، والقفزات النفسية، التي قد يُساء فهمها على أنها نتيجة للسحر أو المس.
الوسواس القهري: الأفكار الوسواسية المتكررة والسلوكيات القهرية يتم النظر إليها على أنها إشارات لوجود مس أو تأثير خارجي، لكن الطب النفسي يتعامل معها كجزء من اضطراب الوسواس القهري.
السحر والمس والعين
ومن المنظور العلمي، لا يتم الاعتراف بالسحر أو المس أو العين كأسباب مباشرة للاضطرابات النفسية، لكنه من الممكن الاعتراف بأن التعلق بها الشديد والخوف منها يمكن أن يكون لهما تأثيرات نفسية عميقة.
التشخيص والعلاج:
ومن حيث التشخيص والعلاج، يوضح الطبيب النفسي أنه يستخدم الأطباء النفسيون التشخيصات المعترف بها دوليًا مثل DSM-5 أو ICD-11 لتحديد الاضطرابات النفسية وعلاجها.
ومن المؤكد أن العلاج قد يشمل العلاج النفسي، العلاج بالكلام، العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج باستخدام الأدوية.
الجمع بين النهجين:
ويقول إن الكثيرون يجدون الراحة في الجمع بين العلاجات الدينية والعلمية، فعلى سبيل المثال، قد يستخدم شخص الرقية الشرعية بالتوازي مع الاستشارة النفسية والأدوية النفسيه لمواجهة حالة نفسية صعبة مهما كان اعتقاده وتفسيره لها.
كما أنه يؤكد أن بعض العلماء الشرعيين والأطباء النفسيين على أهمية الإيمان والدعاء والصبر، بجانب الاستعانة بالعلم الحديث لفهم وعلاج الأمراض النفسية، مضيفا أن هذا التكامل يُعزز من فهم أن الإنسان كائن متعدد الأبعاد، وأن الرعاية الشاملة تشمل الجسد والعقل والروح.
