هل هناك علاقة بين النوم غير الصحي ومرض السكري؟

أفاد فريق دولي من الباحثين بأن النوم غير الصحي بشكل مستمر، سواء كان غير كافٍ أو أكثر من اللازم، يرتبط بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

وفي حين ربطت الأبحاث السابقة فترات النوم دون المستوى الأمثل بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، فإن التقرير الحالي، المنشور في مجلة Diabetologia، وسع هذه النتائج لتشمل مجموعة كبيرة من البالغين السود والبيض ذوي الدخل المنخفض ومتوسطي العمر وكبار السن في جنوب شرق الولايات المتحدة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

قال كيلسي فول، من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت: "تساهم دراستنا بمعلومات جديدة لدعم أهمية صحة النوم في منتصف العمر، وخاصة الحفاظ على جداول نوم منتظمة مع مرور الوقت، لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الضارة".

علاقة النوم ومرض السكري

يتم تعريف مدة النوم دون المستوى الأمثل على أنها النوم أقل من 7 ساعات أو أكثر من 9 ساعات في الليلة.

وقد وجدت دراسات سابقة أن البالغين السود هم أكثر عرضة من نظرائهم البيض للتعرض لأنماط نوم غير صحية طويلة الأمد، بالإضافة إلى عبء مرتفع بشكل غير متناسب من مرض السكري.

كما أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض هم أكثر عرضة للنوم بشكل سيئ والإصابة بمرض السكري.

استندت الدراسة الحالية إلى استبيانات أكملها ما يقرب من 36000 مشارك بالغ في دراسة أترابية المجتمع الجنوبي، والتي تتابع صحة مجموعة متنوعة عرقيًا واقتصاديًا من الأشخاص في 12 ولاية جنوب شرق البلاد.

تم تجنيد معظم أعضاء الفوج من خلال مراكز الصحة المجتمعية.

على عكس الدراسات السابقة، التي أجريت على مجموعات سكانية ذات أغلبية بيضاء أو صينية حصرية مع تقييم النوم في وقت واحد، كان ما يقرب من 62٪ من المشاركين في الدراسة الحالية من السود، وتم الإبلاغ عن فترات نومهم في دراستين استقصائيتين منفصلتين أجريتا في المتوسط بفارق خمس سنوات.

وقال المؤلف الأول للدراسة تشيان شياو: "كانت إحدى نقاط القوة الرئيسية في دراستنا هي أننا ركزنا على نمط النوم طويل الأمد بدلًا من القياس لمرة واحدة".

وأضاف: "علاوة على ذلك، أجرينا الدراسة على مجموعة كبيرة من السكان ذوي الدخل المنخفض والسود، الذين لم تتم دراستهم بشكل تقليدي في البحوث الصحية، ومن خلال التركيز على أنماط النوم الطولية، أظهرنا أهمية الحفاظ على نمط نوم صحي مع مرور الوقت لصحة التمثيل الغذائي".

تم العثور على أقوى ارتباط بمرض السكري بين المشاركين الذين أبلغوا عن تغييرات أكثر تطرفًا وتقلبًا أكبر في فترات نومهم، وقد تم ربط فترات النوم شديدة التباين في دراسات أخرى بضعف السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم، وكذلك السمنة ومرض السكري.

خلص الباحثون إلى أن النتائج الحالية "تشير إلى أن مدة النوم شديدة التباين في المجموعات السكانية المحرومة قد تكون عاملًا مهمًا يسهم في التفاوتات العرقية والاجتماعية والاقتصادية في صحة القلب والتمثيل الغذائي".

في حين أن مدة النوم الطويلة بشكل غير طبيعي قد لا تسبب مرض السكري بشكل مباشر، إلا أنها قد تعكس وجود عوامل خطر أخرى لمرض السكري، بما في ذلك التعب المرتبط بالسكري.

وأضافوا على هذا النحو أن "النوم الطويل لا يزال مؤشرًا سلوكيًا مهمًا لخطر الإصابة بمرض السكري والذي يمكن استخدامه للتنبؤ بالمخاطر وفحص المرض".

أوصى المؤلفون بإجراء مزيد من التحقيقات لتحديد العوامل الاجتماعية والبيئية، مثل العيش في أحياء مرهقة ومحرومة، والتي يمكن أن تعطل النوم الطبيعي والصحي، وكيف يمكن أن يساهم اضطراب النوم في التفاوتات العرقية والاجتماعية والاقتصادية في النتائج الصحية.

وكتبوا: "هناك حاجة أيضًا إلى دراسات التدخل لتقييم ما إذا كان تحسين صحة النوم قد يقلل من الفوارق الصحية في الولايات المتحدة".