هل زيادة التهوية فعالة في الحد من انتشار فيروس الإنفلوانزا؟
قد لا تكون زيادة التهوية في أماكن رعاية الأطفال فعالة دائما في منع انتشار فيروس الإنفلوانزا، وفق دراسة نشرها فريق من الباحثين في جامعة إيموري، وكلية الطب بجامعة بيتسبرج، وجامعة فرجينيا للتكنولوجيا.
تتم دراسة انتشار فيروسات الإنفلوانزا عادة في النماذج الحيوانية التي لا تحاكي سيناريوهات الحياة الحقيقية للتجربة البشرية، مما يجعل من الصعب تقييم الاستراتيجيات التي ستكون فعالة في الأماكن الشائعة التي ينتشر فيها المرض بسرعة، مثل أماكن رعاية الأطفال، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
تفاصيل الدراسة
كما ورد في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)، أنشأ الفريق نموذجًا قائمًا على اللعب باستخدام القوارض لدراسة انتشار الإنفلوانزا في بيئة تحاكي بشكل وثيق مكان رعاية الأطفال من أجل المساعدة في معالجة هذه المشكلة.
في السيناريو الخاص بهم، تفاعل أحد النمس المصاب مع أربعة حيوانات أخرى غير مصابة لبضع ساعات داخل منطقة روضة الأطفال التي تضمنت أيضًا العديد من الألعاب والأسطح.
وقالت سيما س. لاكداوالا، أستاذ في كلية الطب بجامعة إيموري: "تعتبر حيوانات ابن مقرض نماذج رائعة للأطفال لأنها حيوانات مرحة وتظهر العديد من السلوكيات التي تظهر مع الأطفال في الحياة الواقعية، مثل تفاعلات الاتصال الوثيق واللعب بالألعاب".
وأضافت: "فإنهم يظهرون أيضًا الأعراض الرئيسية للإنفلونزا التي تظهر لدى البشر المصابين".
ومن خلال اختبار ظروف التهوية العالية والمنخفضة، قام الباحثون بفحص عدد القوارض التي مرضت ومستويات الفيروس في الهواء وعلى الأسطح، ووجدوا أن نفس العدد تقريبًا من الحيوانات أصيب بالمرض في كلتا ظروف التهوية، على الرغم من أن الفريق لاحظ وجود فيروسات أقل قليلًا في الهواء مع تهوية أعلى، إلا أنهم قاموا بقياس كميات مماثلة من الفيروس على الأشياء الموجودة داخل روضة الأطفال.
قام الباحثون أيضًا بتتبع سلوكيات القوارض في روضة الأطفال، ووجدوا أن التفاعلات الأطول بين القوارض والنمس لم تحدد أي القوارض أصيب بالمرض، ولذلك، فإن السلوكيات الأخرى قريبة المدى و/أو مجموعة من التفاعلات مع الألعاب الملوثة والمتبرع المصاب قد تكون أكثر أهمية لانتشار الفيروس في سيناريو التعرض قريب المدى.
تقول المؤلفة الرئيسية نيكول روكي، أستاذة مساعدة في جامعة ديوك: "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على أهمية محاكاة إعدادات العالم الحقيقي عند فحص كيفية تأثير التدخلات على انتقال الفيروس، وهذا له آثار كبيرة على وضع استراتيجيات الصحة العامة التي يمكن أن توقف انتشار العدوى بشكل أكثر فعالية".
في حين أن زيادة التهوية لم تكن فعالة في الحد من انتشار فيروس الإنفلوانزا في هذا النموذج القائم على اللعب، إلا أنها قد تثبت فعاليتها في مواقف أخرى، مثل داخل مباني المكاتب مع البالغين الذين لا يظهرون نفس القدر من سلوك الاتصال الوثيق مثل الأطفال.
يقول لاكداوالا: "إن الحاجة إلى طبقات متعددة من التدخلات أمر بالغ الأهمية للحد من انتشار فيروسات الجهاز التنفسي في المجتمعات، ولا توجد رصاصة سحرية من شأنها القضاء على جميع حالات انتقال العدوى".
وقال لينسي مار، أستاذ في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: "إن نموذج روضة النمس يسمح لنا بالتلاعب بالبيئة في سيناريو يشبه العالم الحقيقي حتى نتمكن من اختبار إمكانات التدخلات المختلفة المنتشرة في مراكز رعاية الأطفال".