كيف يمكن لكبار السن التخلص من عادة تناول الحبوب المنومة؟

أظهرت دراسة جديدة أن كبار السن الذين يتناولون الحبوب المنومة يمكنهم تقليل اعتمادهم على الأدوية بشكل كبير وتحسين نومهم من خلال تدخل بسيط أكثر أمانا وفعالية، لكنه غير مألوف للكثيرين.

قامت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة دالهوزي، والتي نشرت في مجلة JAMA Psychiatry، بتقييم ما إذا كانت حزم المعلومات المصممة خصيصًا والتي يتم إرسالها مباشرة إلى منازلهم يمكن أن تساعد الناس على تقليل حاجتهم إلى الحبوب المنومة، بينما تساعدهم أيضًا في الحصول على نوم أفضل.

أجريت الدراسة السريرية العشوائية "إجاباتك عند الحاجة إلى النوم في نيو برونزويك" (YAWNS NB) في جميع أنحاء نيو برونزويك بقيادة محققين من دال وشارك فيها باحثين من جامعة نيو برونزويك وجامعة موناش في أستراليا.

قال الدكتور ديفيد جاردنر، أستاذ جامعة دالهوزي والمشارك في الدراسة: "لقد ركزت معظم الجهود والحملات الرامية إلى الحد من المعدل المرتفع لاستخدام المهدئات بين كبار السن على تثقيف العاملين في مجال الرعاية الصحية، وفي هذه الدراسة، توجهنا مباشرة إلى الأشخاص الذين يتناولون الحبوب المنومة".

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة ثلاث مجموعات: مجموعتان تلقتا حزم معلومات مختلفة (Sleepwell أو EMPOWER) ومجموعة ضابطة لم تتلق أي شيء بالبريد. احتوت حزمة Sleepwell على كتيبين بعنوان "كيفية التوقف عن تناول حبوب النوم" و"كيفية استعادة نومك".

وتضمنت حزمة EMPOWER أيضًا كتيبين حول الحبوب المنومة وكيفية الحصول على نوم أفضل بدونها، والتي تمت دراستها مسبقًا وثبت أنها فعالة في تقليل استخدام الحبوب المنومة.

كان الأشخاص المسجلون في دراسة YAWNS NB يتناولون أقراص النوم الموصوفة طبيًا، بما في ذلك البنزوديازيبينات، مثل لورازيبام (أتيفان) أو العقاقير المنومة، مثل زوبيكلون (إيموفان).

كان عدد المشاركين في الدراسة 565، وكان متوسط ​​أعمارهم 72 عامًا واستخدموا أقراص النوم لمدة 11 عامًا.

تغيير السلوك

وقد صُممت حزم المعلومات لتعزيز التغيير في السلوك وبدء التحول من الاعتماد على الحبوب المنومة إلى التعرف على تقنيات تحسين النوم واستخدامها لعلاج الأرق.

وشجعت كل حزمة المشاركين في الدراسة على مقابلة أخصائي الرعاية الصحية الخاص بهم وتضمنت معلومات عن مخاطر الحبوب المنومة وكيفية الحد منها والتوقف عنها بأمان.

كما وصفت حزمة Sleepwell العلاج السلوكي المعرفي للأرق وأظهرت كيفية الوصول إليه.

وجد الباحثون أن عددًا أكبر من الأشخاص الذين تلقوا حزمة Sleepwell توقفوا عن تناول الحبوب المنومة أو قللوا من استخدامها مقارنة بالمجموعتين الأخريين، فقد توقف حوالي 26% من الأشخاص في مجموعة Sleepwell عن تناول الحبوب المنومة تمامًا بعد ستة أشهر.

وفي مجموعة EMPOWER، كانت النسبة 20% وفي مجموعة التحكم كانت 7.5%.

وبالإضافة إلى تقليل استخدامهم للحبوب المنومة، فإن الأشخاص في مجموعة Sleepwell ينامون بشكل أفضل ويعانون من نعاس أقل أثناء النهار مقارنة بالمجموعات الأخرى.

وقالت الدكتورة أندريا مورفي، التي شاركت في قيادة الدراسة: "تظهر دراستنا أن المشاركين توقفوا بأمان عن تناول الحبوب المنومة على الرغم من أن العديد منهم كانوا يتناولونها لسنوات، وأن الحصول على نوم أفضل ليلًا هو شيء يمكن للعديد من الأشخاص تعلمه بأنفسهم".

ضد القاعدة

تزداد معدلات الأرق مع تقدم العمر، كما تزداد مخاطر استخدام الحبوب المنومة، مثل مشاكل الذاكرة، والسقوط، وضعف القيادة، والإدمان. ولا يُنصح باستخدام الحبوب المنومة، سواء على المدى القصير أو الطويل، للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، إلا أنها الشكل الأكثر شيوعًا لعلاج الأرق في هذه الفئة العمرية، وغالبًا ما يتم استخدامها كل ليلة لسنوات.

يوصى باستخدام تقنيات تحسين النوم السلوكية والإدراكية كخط أول من العلاج للأرق، ولكن لا يتم استخدامها بالشكل الكافي.

يلجأ الناس غالبًا إلى الحبوب المنومة على أمل أن يؤدي الاستخدام قصير الأمد إلى حل صعوبات النوم، دون إدراك أن الفوائد قصيرة الأمد ويمكن أن يتطور الاعتماد بسرعة.

تُرى بعض أعلى معدلات الاستخدام في كندا الأطلسية، حيث تتصدر نيو برونزويك الطريق. يبلغ متوسط ​​الكنديين 8% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر يستخدمون الحبوب المنومة بانتظام.

في نيو برونزويك، يبلغ المعدل حوالي 22%.

تقول الدكتورة مالجورزاتا راجدا، طبيبة نفسية ومتخصصة في النوم ومؤلفة الدراسة: "الأرق اضطراب شائع في النوم يصيب واحدًا من كل 10 أشخاص في المجتمع، وقد يحتاج بعض الأفراد إلى مساعدة من طبيب الأسرة أو المعالج، لكن العديد منهم يمكنهم إيجاد حل بأنفسهم".