الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بالربو لدى الأطفال| دراسة
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن حليب الثدي يدعم النمو المطرد للميكروبات المحددة في أمعاء الرضيع وتجويف الأنف، مما قد يقلل من خطر إصابة الطفل بـ الربو.
على مدى السنوات القليلة الماضية، أظهرت الأبحاث أن الميكروبات الموجودة في الأمعاء تلعب دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم.
علاوة على ذلك، تم ربط اختلال التوازن في الميكروبات في الميكروبيوم بالحساسية والحالات الصحية مثل التهاب المفاصل وبطانة الرحم.
قد يؤثر ميكروبيوم الرضيع أيضًا على تطور الحالات الصحية في مرحلة الطفولة، على سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي أجريت عام 2020 أن نضوج ميكروبيوم الأمعاء في السنة الأولى من العمر قد يساعد في الحماية من الربو في مرحلة الطفولة.
من المعروف بالفعل أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا رئيسيًا في تطور وتنوع الميكروبات في ميكروبيوم الطفل، كشف العلماء مؤخرًا أن الرضاعة الطبيعية لفترة أطول قد تساعد حتى في تقليل خطر إصابة الطفل بالربو.
ومع ذلك، فإن الأسباب وراء هذا التأثير الوقائي غير واضحة.
في دراسة جديدة نُشرت في 19 سبتمبر في مجلة Cell، كشف باحثون في NYU Langone Health وجامعة مانيتوبا عن أدلة يمكن أن تساعد في تفسير كيفية تأثير الرضاعة الطبيعية على مخاطر الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة.
أظهرت نتائج الدراسة أن حليب الثدي يدعم نمو وتنظيم ميكروبات الأمعاء المحددة لدى الرضيع الذي يرضع رضاعة طبيعية، مما قد يقلل من خطر إصابة الطفل بالربو.
الروابط بين حليب الثدي والربو
لإجراء البحث، جمع فريق جامعة نيويورك بيانات عن ميكروبات الأنف والأمعاء، وأنماط الرضاعة الطبيعية، وتركيبة حليب ثدي الأم لـ 2227 طفلًا من دراسة CHILD Cohort.
وجد العلماء أن ميكروبات الأمعاء والممر الأنفي لدى الأطفال الذين فُطموا على الحليب الصناعي قبل ثلاثة أشهر من العمر أظهرت ارتفاعًا حادًا في نمو الميكروبات مقارنة بوتيرة النمو الأبطأ والأكثر تدريجية التي شوهدت لدى الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية بعد ثلاثة أشهر.
يرتبط هذا الارتفاع في الميكروبات الملحوظ لدى الأطفال الذين فُطموا على الحليب الصناعي مبكرًا بارتفاع خطر الإصابة بالربو.
ظلت النتائج متسقة حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل استخدام المضادات الحيوية وتاريخ الربو لدى الأم.
ويلاحظ فريق البحث أن حليب الثدي يحتوي على سكريات معقدة تتم معالجتها بواسطة ميكروبات محددة، وعلى النقيض من ذلك، تحتوي التركيبة على مكونات تتطلب مجموعة مختلفة من الكائنات الحية.
بينما يستعمر الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية في النهاية نفس الميكروبات التي يستعمرها الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية، فإن توقيت ذلك أمر بالغ الأهمية، حيث يؤدي الاستعمار المبكر إلى زيادة خطر الإصابة بالربو.
كما وجد فريق البحث أن الأطفال الذين فطموا على التركيبة في وقت مبكر لديهم بكتيريا تسمى Ruminococcus gnavus تظهر في وقت أقرب من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية حصرية.
تلعب هذه البكتيريا دورًا في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة والعمليات المرتبطة بحمض التربتوفان الأميني، والذي يرتبط باضطراب الجهاز المناعي وزيادة مخاطر الإصابة بالربو.