الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل البكتيريا المسببة لأمراض اللثة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة؟

الأحد 29/سبتمبر/2024 - 04:31 ص
ميكروبيوم الفم
ميكروبيوم الفم


أظهرت دراسة جديدة أن أكثر من 12 نوعا من البكتيريا من بين مئات الأنواع التي تعيش في أفواه البشر ترتبط بزيادة جماعية بنسبة 50% في احتمالية الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة.

وقد ثبت سابقًا أن بعض هذه الميكروبات تساهم في أمراض اللثة، وهي التهابات اللثة الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى تآكل عظم الفك والأنسجة الرخوة المحيطة بالأسنان، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

لاحظ الخبراء منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف صحة الفم هم أكثر عرضة من الناحية الإحصائية للإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، وهي المجموعة التي تضم أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الفم والحلق.

وفي حين ربطت دراسات صغيرة بعض البكتيريا في هذه المناطق (الميكروبيوم الفموي ) بالسرطانات، إلا أن الأنواع البكتيرية الأكثر تورطًا ظلت حتى الآن غير واضحة.

بقيادة باحثين من مركز NYU Langone Health ومركز Perlmutter Cancer Center التابع له، بحثت التحليلات الجديدة في التركيبة الجينية للميكروبات الفموية التي تم جمعها من رجال ونساء أصحاء.

من بين مئات البكتيريا المختلفة التي توجد بشكل روتيني في الفم، تبين أن 13 نوعًا من البكتيريا تزيد أو تقلل من خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة.

بشكل عام، ارتبطت هذه المجموعة بزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان بنسبة 30%.

وبالاشتراك مع 5 أنواع أخرى من البكتيريا التي غالبًا ما تظهر في أمراض اللثة، زاد الخطر الإجمالي بنسبة 50%.

علاقة ميكروبيوم الفم وسرطانات الرأس والرقبة

قالت الدكتورة سويونج كواك، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تقدم نتائجنا نظرة ثاقبة جديدة للعلاقة بين ميكروبيوم الفم وسرطانات الرأس والرقبة".

وأضافت كواك: "قد تعمل هذه البكتيريا كعلامات حيوية للخبراء لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير".

وتابعت كواك أن التحقيقات السابقة كشفت عن وجود بكتيريا معينة في عينات الأورام لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بهذه السرطانات، ثم في تقييم صغير أجري عام 2018، استكشف فريق البحث الحالي كيف يمكن للميكروبات الموجودة لدى المشاركين الأصحاء بمرور الوقت أن تساهم في خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية للرأس والرقبة في المستقبل.

وأشارت إلى أن أحدث تقرير لهم، نُشر في مجلة JAMA Oncology، هو أكبر تحليل وأكثرها تفصيلًا من نوعه حتى الآن. كما أنه من بين أول من بحث ما إذا كانت الفطريات الشائعة، والكائنات الحية مثل الخميرة والعفن التي تشكل مع البكتيريا ميكروبيوم الفم، قد تلعب دورًا في سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، حيث لم تجد التجارب الجديدة أي دور من هذا القبيل للكائنات الفطرية.

بالنسبة للبحث، قام الفريق بتحليل البيانات من ثلاثة تحقيقات جارية تتبع 159.840 أمريكيًا من جميع أنحاء البلاد لفهم أفضل لكيفية مشاركة النظام الغذائي ونمط الحياة والتاريخ الطبي والعديد من العوامل الأخرى في الإصابة بالسرطان.

تم جمع البيانات من أجل دراسة الوقاية من السرطان الثانية للجمعية الأمريكية للسرطان؛ وتجربة فحص سرطان البروستاتا والرئة والقولون والمستقيم والمبيض؛ ودراسة مجموعة المجتمع الجنوبي.

وبعد فترة وجيزة من التسجيل، تمضمض المشاركون بغسول الفم، وقدموا عينات من اللعاب التي احتفظت بأعداد وأنواع الميكروبات للاختبار، ثم تابع الباحثون لمدة 10 إلى 15 عامًا تقريبًا لتسجيل أي وجود للأورام.

في الدراسة الحالية، قام الباحثون بتحليل الحمض النووي للبكتيريا والفطريات من عينات اللعاب. ثم حددوا 236 مريضًا تم تشخيص إصابتهم بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة وقارنوا الحمض النووي للميكروبات الفموية لديهم مع 458 مريضًا تم اختيارهم عشوائيًا من المشاركين في الدراسة والذين ظلوا خالين من السرطان.

في بحثهم، أخذ الفريق في الاعتبار العوامل المعروفة التي تلعب دورًا، مثل العمر والعرق ومدى تكرار تدخينهم أو شربهم للكحول.

قال المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة، ريتشارد هايز: "تقدم نتائجنا سببًا آخر للحفاظ على عادات نظافة الفم الجيدة".

وأضاف هايز أن "تنظيف الأسنان بالفرشاة واستخدام خيط الأسنان قد لا يساعد فقط في الوقاية من أمراض اللثة، بل قد يحمي أيضا من سرطان الرأس والرقبة".

وأكد الباحثون أن دراستهم صُممت لتحديد الارتباطات بين خطر الإصابة بالسرطان وبعض البكتيريا الموجودة في الفم، وليس لإثبات وجود رابط مباشر بين السبب والنتيجة، وسيتطلب ذلك إجراء المزيد من الأبحاث.