الخميس 24 أكتوبر 2024 الموافق 21 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

فحص جديد يمكنه الكشف عن ورم نادر

الخميس 24/أكتوبر/2024 - 05:30 ص
الأنسولين
الأنسولين


وفقًا لبحث أجراه مركز رادبود الطبي الجامعي، فإن فحص PET الجديد يكتشف بشكل موثوق الأورام الحميدة في البنكرياس.

غالبًا ما تفشل الفحوصات الحالية في اكتشاف هذه الأورام الأنسولينية، على الرغم من أنها تسبب أعراضًا بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم، وبمجرد العثور على الورم، تصبح الجراحة ممكنة.

خلايا بيتا والأنسولين

يحتوي البنكرياس على خلايا تنتج الأنسولين، والمعروفة باسم خلايا بيتا.

الأنسولين هو هرمون يساعد الجسم على امتصاص السكر من الدم وتخزينه في أماكن مثل خلايا العضلات، وهذا ينظم مستويات السكر في الدم.

في حالات نادرة، يحدث خلل في خلايا بيتا، مما يؤدي إلى ورم حميد يسمى الأنسولينوما، هذا الورم لا ينتشر أبدًا تقريبًا، لكنه لا يزال يسبب مشاكل بسبب الإفراط في إنتاج الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.

بديل لتقطيع أنسجة البنكرياس

وقال مارتي بوس، المؤلف الأول للدراسة: "يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من قلة الطاقة بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم وغالبًا ما يصابون بالإغماء".

وأضاف: "إنه مرض صعب للغاية، غالبًا ما يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يحصل المرضى على تشخيص، يمكننا إجراء فحوصات الدم، لكنها لا تستطيع تأكيد ما إذا كان الورم هو السبب أو مكانه، تتوفر فحوصات مختلفة مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، لكنها لا تظهر دائمًا الأورام الأنسولينية".

إن إزالة الورم جراحيًا تحل المشكلة، ولكن أولًا يجب معرفة مكان الورم.

يوضح مارتن جوتهارد، أستاذ الطب النووي في رادبودومك: "في الماضي، كان الجراحون يبدأون بقطع أجزاء من البنكرياس حتى يجدوا الورم، وإذا كان في النهاية، فإن البنكرياس بالكامل سيختفي، ويمكنك العيش بدون بنكرياس، لكنك ستعاني من مرض السكري الشديد وستضطر باستمرار إلى إدارة نسبة السكر في الدم، لذلك، كانت هناك حاجة ملحة لإجراء فحص أفضل".

حل جديد

طور جوتاردت وفريقه فحصًا جديدًا تمامًا، وهو ما يسمى بفحص إكسيندين-بي إي تي، والذي يسمح بتحديد موقع الأورام الأنسولينية بدقة، وقد نشروا سابقًا نتائج دراسة أجريت على الأطفال، حيث تكون الأورام الأنسولينية خلقية. والآن، يقدمون نتائج دراسة أجريت على البالغين، حيث تطورت الأورام الأنسولينية تدريجيًا.

تم نشر العمل في مجلة الطب النووي.

في الدراسة، شارك 69 مريضًا بالغًا يُشتبه في إصابتهم بالورم الأنسوليني.

كشف فحص Exendin-PET عن أورام في 95% من المرضى، مقارنة بـ 65% باستخدام فحص PET الحالي.

عند الجمع بين التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، كشف فحص PET الحالي عادةً عن الورم، ولكن في 13% من الحالات، كان الورم الأنسوليني مرئيًا فقط في الفحص الجديد.

ويضيف بوس: "نعتقد أن الفحص الجديد يمكن أن يحل محل جميع الفحوصات الأخرى. فقد تم إزالة جميع الأورام الأنسولينية التي اكتشفناها بالفحص الجديد، وتم شفاء جميع هؤلاء المرضى تمامًا بعد الجراحة، على الرغم من أن بعضهم ظل مريضًا لعقود من الزمن".

تكنولوجيا مشتقة من السحلية

يعتمد الفحص الجديد على مادة موجودة في لعاب وحش جيلا، وهو نوع من السحالي التي تعيش في المناطق الصحراوية في الولايات المتحدة.

يوضح جوتاردت: "كنا نعلم أن هذه المادة ترتبط بشكل خاص بجزيء في هذه الأورام، وهو مستقبل GLP1، لم تكن المادة الموجودة في اللعاب مستقرة جدًا في جسم الإنسان، لذلك ابتكرنا نسخة أكثر استقرارًا كيميائيًا، تسمى Exendin، ثم أضفنا إليها مادة مشعة، حتى يمكن رؤيتها في فحص PET. الآن، يبدو أن Exendin المشع بشكل معتدل يكتشف الأورام الأنسولينية تمامًا".

وتتمثل الخطوة التالية في إدخال فحص Exendin-PET في العيادات باعتباره الفحص القياسي للأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالورم الأنسوليني.

وسيقوم الباحثون الآن بتقييم مدى تحسين الفحص لجودة حياة المرضى ومقدار الأموال التي يمكن توفيرها إذا لم تعد هناك حاجة إلى فحوصات أخرى، مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق جوتهارد بالتحقيق في الاستخدام المحتمل لـ Exendin لعلاج الأورام الأنسولينية في مشروع بحثي جديد يسمى LightCure.