علاج فيروسي قاتل للسرطان.. نتائج واعدة في علاج أورام المخ
قام باحثون باختبار علاج فيروسي على 8 مصابين بالورم الأرومي الدبقي، وكان العلاج فعالا بأقل من الجرعة القصوى، مع تحقيق شفاء تام لدى مريض واحد، مما يدعم التقدم إلى التجارب السريرية للمرحلة الثانية.
ما هو الورم الأرومي الدبقي؟
الورم الأرومي الدبقي هو النوع الأكثر شيوعًا وفتكًا من سرطان المخ، حيث يعيش معظم المرضى أقل من 14 شهرًا بعد التشخيص.
العلاجات الحالية لها نجاح محدود، وتكرار الورم شائع.
اكتسبت الفيروسات المحللة للأورام، وهي الفيروسات التي تستهدف الخلايا السرطانية وتقتلها بشكل انتقائي مع ترك الخلايا السليمة سليمة، اهتماما باعتبارها علاجات واعدة وتم اختبارها على نطاق واسع في علاج الأورام الدبقية.
ومع ذلك، فإن تقديم هذه العلاجات يشكل تحديا كبيرا.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال البروفيسور ياوهي وانج، المؤلف المشارك في الدراسة، ومخترع الفيروس الذي يتم اختباره: "معظم الفيروسات المحللة للأورام الموجودة غير فعالة عند الجرعات المنخفضة وسامة للغاية عند الجرعات العالية، التحدي الرئيسي هو كيفية زيادة الفعالية دون التسبب في آثار جانبية ضارة، نعتقد أن نهجنا يوفر طريقًا للمضي قدمًا".
في هذه المرحلة الأولى، دراسة تصعيد الجرعة، قام الفريق بتسجيل 8 مرضى مصابين بالورم الأرومي الدبقي الذين عادوا بعد الجراحة.
تلقى المرضى إحدى الجرعات الثلاث من الفيروس الجديد، المسمى Ad-TD-nsIL12.
حدد الفريق الجرعة القصوى التي يمكن تحملها، والتي كان العلاج أقل منها آمنًا وجيد التحمل، مع آثار جانبية خفيفة إلى معتدلة فقط.
ومن المشجع أن أحد المرضى حقق استجابة كاملة، أي أن الورم اختفى تمامًا، بينما شهد مريض آخر استجابة جزئية، مع انكماش الورم.
نُشرت نتائج المرحلة الأولى من التجربة في مجلة Nature Communications.
تمكن البروفيسور وانج من مقابلة بعض المرضى الذين استفادوا من اختراعه في زيارة قام بها مؤخرًا إلى بكين.
ويكمن نجاح فيروس Ad-TD-nsIL12 في تصميمه الفريد، فقد قام الفريق بهندسة فيروس غدي وراثيًا (نوع من الفيروسات المرتبطة عادة بنزلات البرد الشائعة) لإنتاج نسخة معدلة من IL-12 - أحد أقوى البروتينات المعززة للمناعة.
وقد أظهر IL-12 إمكانات هائلة في تثبيط نمو الورم ولكنه قد يكون سامًا للغاية في شكله الطبيعي.
وللتغلب على هذه المشكلة، صمم الفريق نسخة تقيد إطلاقه من الخلايا، مما يحده من المنطقة المحيطة بالورم ويمنعه من التراكم إلى مستويات عالية في جميع أنحاء الجسم.
ويعتقد الباحثون أن Ad-TD-nsIL12 قد يكون مرشحًا واعدًا للعلاجات المركبة، حيث من المحتمل أن يعمل جنبًا إلى جنب مع علاجات أخرى مثل العلاج المناعي.
وأوضح البروفيسور وانج: "إنه مثل الين واليانج. يعمل هذا الفيروس على تعزيز الإشارات الإيجابية التي تشجع الجهاز المناعي على مهاجمة الورم، ولكن يمكن أيضًا إقرانه بعلاجات تمنع قدرة الورم على قمع الجهاز المناعي".