الرجفان الأذيني وقصور القلب.. هل يشكلان خطرا على حياة الإنسان؟
بالنسبة لأربعة من كل 10 مرضى تم تشخيص إصابتهم حديثًا بقصور القلب والذين يعانون أيضًا من اضطراب نظم القلب الرجفان الأذيني، فإن التشخيص قد يكون سيئًا.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قالت الباحثة هايدي ماي، أخصائية الأوبئة القلبية والأوعية الدموية في إنترماونتين هيلث في سولت ليك سيتي: "إن الرجفان الأذيني يمكن أن يجعل قصور القلب أكثر إشكالية، وأكثر تعقيدًا في العلاج".
ولهذا السبب، تحث هي وزملاؤها الذين درسوا المرضى الذين يعانون من كلتا الحالتين الأطباء على فحص مرضى قصور القلب الذين تم تشخيصهم حديثًا بحثًا عن الرجفان الأذيني (A-fib).
وتعد هذه التوصية نتيجة لدراستهم الجديدة، التي نظرت في السجلات الصحية لنحو 22 ألف مريض عولجوا من قصور القلب الجديد في Intermountain Healthcare بين عامي 2009 و2019.
وقد عرض الباحثون نتائجهم في اجتماع لجمعية القلب الأمريكية في شيكاغو، وتعتبر الأبحاث المقدمة في الاجتماعات أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.
لم تركز هذه الدراسة الجديدة على تشخيص المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم حديثًا بقصور القلب فحسب، بل تناولت أيضًا نوع قصور القلب الذي يعانون منه.
إن المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني ونوع من قصور القلب حيث لم يعد القلب يضخ الدم بكفاءة يكون لديهم تشخيص سيئ بشكل خاص.
الرجفان الأذيني وخفقان القلب
يتسبب الرجفان الأذيني في خفقان القلب بشكل غير منتظم وسريع جدًا في كثير من الأحيان.
يحدث ذلك بسبب خلل في النظام الكهربائي للقلب يتسبب في إطلاق العديد من النبضات بسرعة في نفس الوقت، بدلًا من نمط ثابت ومنتظم.
ورغم أنه كان من المعروف أن التشخيص المزدوج موجود جنبًا إلى جنب مع قصور القلب، إلا أنه لم يكن معروفًا الكثير عن تأثير التشخيص المزدوج، كما أوضح الباحثون في ملاحظاتهم الخلفية.
لقد قاموا بفحص ما يعرف بكسر القذف، وهو قياس لكيفية ضخ الدم من الحجرة اليسرى السفلية للقلب. وللمشاركة في الدراسة، كان على المرضى إجراء هذا القياس في غضون 30 يومًا من تشخيص إصابتهم بقصور القلب.
في المجمل، كان لدى أكثر من 7900 مريض كسر قذف أقل من 40% (HFrEF) وكان لدى ما يقرب من 14000 مريض كسر قذف أعلى من 40% (HFpEF). وكان هؤلاء المرضى في أغلب الأحيان أكبر سنًا (74 عامًا مقابل 65 عامًا) ومن الإناث (53.7% مقابل 33.1%).
في المجمل، كان 40% من مرضى قصور القلب الذين تم تشخيصهم حديثًا مصابين بالرجفان الأذيني.
وبالمقارنة بمن لا يعانون من الرجفان الأذيني، فإن المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسبب فشل القلب اللاحق. وكانوا أيضًا أكثر عرضة للوفاة المبكرة.
وقال ماي إن النتائج تؤكد على ضرورة أن يتأكد الأطباء من خضوع المرضى الذين يعانون من قصور القلب لفحص الرجفان الأذيني.
وأضافت أن الأطباء يجب أن يكونوا "أكثر اجتهادا، لأن المرضى الذين يعانون من كلا المرضين قد يحتاجون إلى نظام علاج أكثر قوة للحفاظ على نوعية حياتهم".
وقال الباحثون إنهم يخططون لإجراء تجربة سريرية لمعرفة أفضل السبل لعلاج المرضى الذين يعانون من كلتا الحالتين.