كيف يتجنب الورم الأرومي الدبقي العلاج؟
تساعد دراسة جديدة في تفسير سبب مقاومة الورم الأرومي الدبقي، وهو أحد أكثر أشكال سرطان الدماغ عدوانية، للعلاج.
كما تقدم الدراسة نهجا جديدا يمهد الطريق لاستراتيجيات علاج أكثر تخصيصًا للمرضى الذين يعانون من هذا الورم الدماغي القاتل.
يجمع النهج الذي نشر في مجلة Nature Communications بين التحليل الجيني، الذي يحلل التركيب الجيني للورم، والتحليل الوظيفي، الذي يراقب كيفية تصرف الخلايا السرطانية في الاستجابة للعلاجات.
تساعد هذه الاستراتيجية المشتركة في التنبؤ بمدى استجابة الورم الأرومي الدبقي للعلاجات وتحديد طرق جديدة لاستهداف الأورام وعلاجها بشكل أكثر فعالية.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال الدكتور ديفيد ناثانسون، المؤلف الرئيسي للدراسة: "تعتمد العديد من علاجات السرطان على الملف الجيني لورم المريض، ومع ذلك، لا يمكن للخصائص الجينومية وحدها التنبؤ دائمًا بكيفية استجابة الورم للعلاج".
وأضاف: "تستكشف هذه الدراسة نهجًا جديدًا ينظر إلى ما هو أبعد من المخطط الجيني للورم، حيث نجمع بين البيانات الجينية والاختبارات الوظيفية لإظهار كيفية استجابة الخلايا السرطانية الحية للعلاجات. وهذا يمنحنا صورة أكثر وضوحًا عن العلاجات التي ستنجح ولماذا".
علاج الورم الأرومي الدبقي
من المعروف أن علاج الورم الأرومي الدبقي صعب للغاية بسبب قدرته على مقاومة موت الخلايا، وهي العملية المعروفة باسم موت الخلايا المبرمج، وتكيفه السريع مع العلاجات.
وفي حين يستخدم الطب الدقيق الجينومي التقليدي تسلسل الحمض النووي لتحديد الطفرات الجينية في الأورام ومطابقتها مع العلاجات المستهدفة، فإن هذا النهج لا يوفر سوى صورة خاطفة للاستجابة المحتملة للورم.
غالبًا ما يفشل في التنبؤ بنجاح العلاج لأنه لا يأخذ في الاعتبار التعقيد الجيني لأورام المخ أو السلوك الديناميكي للخلايا السرطانية.
وللتغلب على هذا التحدي، نظر ناثانسون وفريقه في دمج ملف التعريف الوظيفي جنبًا إلى جنب مع البيانات الجينومية لفحص مقاومة الورم الأرومي الدبقي للموت الخلوي المبرمج. وللقيام بذلك، استخدم الفريق تقنية خاصة تسمى ملف تعريف BH3 لفهم كيفية عمل هذا النظام في عينات الأورام من المرضى. وباستخدام هذه الطريقة، يمكن للعلماء قياس استجابات الخلايا السرطانية للعلاجات التي تهدف إلى تحفيز موت الخلايا في الوقت الفعلي.
ومن خلال هذا التحليل، وجد الفريق أن العلاجات القياسية مثل الإشعاع أو العلاج الكيميائي يمكن أن تغير كيفية عمل آلية التدمير الذاتي للورم، ولكن هذا التأثير يعتمد على سمات وراثية محددة، مثل جين p53 الوظيفي.
وباستخدام المعلومات المستمدة من هذا الاختبار، ابتكر الباحثون بعد ذلك أداة للتعلم الآلي تسمى GAVA.
تجمع هذه الأداة بين البيانات الجينية والوظيفية للمساعدة في التنبؤ بكيفية استجابة ورم الأرومة الدبقية لمجموعة علاجية محددة.
وفي النماذج السريرية الأولية، ساعد GAVA في التنبؤ بالأورام التي قد تستجيب بشكل أفضل لمزيج من علاجات السرطان القياسية والأدوية التي تمنع بروتينات معينة.
ووجد الباحثون أن استهداف البروتين BCL-XL، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة الخلايا السرطانية على تجنب الموت، يمكن أن يعزز فعالية العلاجات في حالات معينة.
ثم قام الباحثون باختبار عقار تجريبي جديد يسمى ABBV-155، وهو مركب من الأجسام المضادة والعقاقير مصمم لاستهداف BCL-XL في الأورام مع الحفاظ على الخلايا السليمة.
وقال ناثانسون: "لقد وجدنا أن الجمع بين العلاجات القياسية وABBV-155 أدى بنجاح إلى انكماش الورم، وهو أمر نادرًا ما نلاحظه في نماذج الورم الأرومي الدبقي ذات الصلة السريرية".
وأضاف: "النتائج مثيرة للغاية ونحن نأمل أن يمهد هذا النهج الطريق لعلاج جديد للمرضى الذين يعانون من هذا المرض المدمر".
ويعمل الباحثون الآن على اختبار هذا المزيج في تجربة سريرية لتقييم تأثيره على المرضى.