تكرار التهاب اللوزتين عند الأطفال.. يؤدي للإصابة بـ الحمى الروماتيزمية
يتكرر التهاب اللوزتين لدى الكثير من الأطفال، وخاصة خلال فصل الشتاء، ويحدث الالتهاب عادة؛ نتيجة الإصابة بالفيروسات المنتشرة أو العدوى البكتيرية، ويتم علاج معظم هذه الالتهابات من خلال المضادات الحيوية المتوفرة، ولكن يجب أن نحذر من أن التهاب اللوزتين قد يسبب مضاعفات خطيرة، ربما تصل إلى الوفاة في بعض الحالات أو الإصابة بالحمى الروماتيزمية؛ لذا هيا نتعرف على رأي الطب في تكرار التهاب اللوزتين عند الأطفال.
تكرار التهاب اللوزتين عند الأطفال
وعن تكرار التهاب اللوزتين عند الأطفال، حذر الدكتور ضياء الحاج حسين، استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، من خطر تكرار التهاب اللوزتين عند الأطفال في حال إهمال العلاج وعدم استئصالهما، منبها إلى أن ذلك قد يتسبب في إصابة القلب وبالأخص صمامات القلب.
وأشار إلى أن التهاب القلب من أهم الأعراض الخطيرة المصاحبة للحمى الروماتيزمية، وعادة ما تكون أكثر شيوعًا عند الأطفال في سن صغيرة وخاصة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و15 سنة لاسيما إذا كانوا يعانون من عدوى بكتيريا الحلق المتكررة، موضحًا أن الحمى الروماتزمية تصيب المفاصل قبل أن تصيب القلب.
الحمى الروماتيزمية
وأوضح استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام،أن الحمى الروماتيزمية تعد رد فعل مناعي مؤخر ضد بكتيريا المكورات العقدية، ولكن يمكن الوقاية منها من خلال التشخيص المباشر لالتهاب الحلق العنقودي وعلاجه.
أعراض الحمى الروماتيزمية
وقال الدكتور ضياء الحاج حسين: إن أعراض الحمى الروماتيزمية، عادة ما تبدأ بعد فترة مابين أسبوع إلى خمسة أسابيع من إصابة الطفل ببكتيريا المكورات السبحية، ومع ذلك فإن كل طفل قد يعاني من أعراض مختلفة، مشيرا إلى أنه من أبرز أعراضها:
- الإصابة بالتهاب المفاصل.
- ملاحظة ظهور طفح لونه وردي على الجلد ذو حواف غريبة تظهر عادة على جذع الجسم أو الذراعين والساقين.
- الإصابة بالحمى.
- نقصان الوزن.
- الشعور بالتعب العام والإعياء.
- الإحساس بوجع في المعدة.
- التعرض لبعض التغيير في الحركات العصبية والعضلية للطفل مثل الرُقاص، ويقصد به اضطراب حركة ينتج عن التهاب أجزاء في الدماغ تتحكم في تنسيق الحركات، وعادة ما يصيب من 10-30% من مرضى الحمى الروماتيزمية.
وأضاف استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، أنه من أبرز العلامات المبكرة لظهور مرض الرقاص ما يلي:
- يجد الطفل صعوبة في الكتابة أو صعوبة في ارتداء الملابس أو صعوبة في المشي، وكذلك صعوبة في تناول الطعام؛ نتيجة للحركات اللاإرادية، ولكنها قد تزول أثناء النوم أو تتفاقم بسبب التعب والاجهاد الزائد.
وتابع أن هذه الحالة تؤثر عند مستوى الطالب الدراسي؛ نتيجة ضعف التركيز والاختلال، وعدم استقرار المزاج، وسهولة البكاء، موضحًا أنه في كان المرض غير حاد، فقد يعتقد البعص خطأ بأنه مجرد اضطرابات سلوكية، مع العلم أن داء الرقاص قد ينتهي بشكل تلقائي، رغم ضرورة العلاج والمتابعة.
أعراض الميكروب السبحي
وأوضح أنه لتجنب مضاعفات الحمى الروماتزمية قدر المستطاع، فلابد من التوجه إلى الطبيب على الفور عند ملاحظة ظهور بعض أعراض الميكروب السبحي ، والمتمثلة في الآتي:
- الشعور بالتهاب أو احتقان الحلق، الذي يعد من الأعراض الأولية عند إصابة الطفل بالميكروب السبحي الذي يعد المسبب الأساسي لروماتيزم القلب.
- وأيضًا ارتفاع درجة حرارة الطفل، لمدة أكثر من 48 ساعة، وعقب مرور 10 أيام أو أسبوعين على التهابات الحلق يظهر عدد من الأعراض الأخرى.
- وكذلك وجود التهاب المفاصل الكبيرة مثل: مفصل الركبة أو الكاحل، أو في عدة مفاصل.
- مع الشعور بوجع شديد مصحوبًا بإحمرار وتورم في المفاصل.
- ومن الوارد أن ينتقل الالتهاب من مفصل لآخر.
- التعرض لحدوث حركات عضلية لا إرادية.
- الشعور بالخفقان.
- وجود صعوبة في التنفس.
- زيادة معدل التعرق مع أقل مجهود.
- وأخيرًا الإصابة بالتهابات متكررة في الصدر.
أسباب الحمى الروماتيزمية
وعن أسباب الحمى الروماتيزمية، أكد أن أعراض الحمى الروماتيزمية لاتنتج عن البكتيريا نفسها، ولكنها تكون نتيجة استجابة الجهاز المناعي لها، إذ أنه ليس من المعروف، سبب توقف الجهاز المناعي عن العمل بشكل مناسب.
وقال: وجدت العديد من النظريات والدراسات حول هذا الموضوع، ولكن واحدة من هذه النظريات، قد أشارت إلى أن التركيب الجزيئي للبكتيريا العقدية يماثل أنسجة معينة في الجسم، فبالتالي لا يهاجمها جهاز المناعة فقط بل يهاجم أيضًا أنسجة الجسم التي تحمل نفس التركيب الجزيئي.
وأضاف: فيما أشارت نظرية أخرى إلى أن بعض الناس يولدون ولديهم بعض الصفات الوراثية التي تجعل جهاز المناعة لديهم أكثر عرضة للضرر والعطل عقب التهاب الحلق.
علاج الحمى الروماتيزمية
وعن علاج حمى القلب الروماتيزمية، أوضح استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام، أن الأسبرين قد يكون هو العقار الأساسي للعلاج، لافتًا إلى أن حقن البنسلين طويل المفعول، بانتظام لعدة سنوات تعد هو العلاج الأمثل، وإذا ما تكرر النشاط الروماتيزمي قد يستمر العلاج إلى أن يصل لأكثر من 20 عامًا مع ضروة الحرص على الراحة التامة للمريض، وتناول المضاد الحيوي المناسبة تحت إشراف الطبيب المختص، كما أنه من الممكن أيضًا أن يتم العلاج بالكورتيزون لمدة معينة وفقًا لعمر وحالة المريض، وكل هذا لمنع تأثر القلب بالمرض.