السبت 28 ديسمبر 2024 الموافق 27 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

إضافة المُحليات إلى القهوة يعزز النوم ليلا| دراسة

الجمعة 27/ديسمبر/2024 - 11:00 م
القهوة
القهوة


وجد الباحثون أن إضافة السكر أو المحليات الصناعية إلى القهوة تسبب في خلل في الساعة البيولوجية لدى الفئران أكثر من القهوة بمفردها، حيث تتسبب في عكس الليل والنهار لدى بعض الفئران.

إذا كان هذا ينطبق على البشر أيضًا، فإن إضافة المحليات الصناعية إلى القهوة سيكون لها عواقب صحية كبيرة.

نشرت النتائج في مجلة npj Science of Food.

إذا كنت بحاجة إلى تنشيط نفسك في الصباح، أو البقاء مستيقظًا حتى وقت متأخر لإنجاز بعض العمل أو الواجبات المدرسية، فإن معظم الناس يجهزون لأنفسهم كوبًا من القهوة أو يتناولون مشروبًا للطاقة يحتوي على الكافيين.

إن تأثيرات هذه المادة الكيميائية النشطة ليست معروفة على الإطلاق.

الكافيين والنوم ليلا

وقد أظهر عدد لا يحصى من الدراسات الوبائية كيف أن الأشخاص الذين يميلون إلى الليل يميلون إلى شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أكثر من الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح، كما أظهرت التجارب على الحيوانات والخلايا كيف يعمل الكافيين على إطالة فترة الاستيقاظ في الساعة الداخلية للجسم، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

لكن مجموعة من الباحثين اكتشفت عن طريق الصدفة أن التغيرات في إيقاعات نشاط الفئران تأثرت بشكل أقوى عندما خلطوا الكافيين مع السكر أو المحليات الأخرى.

قال يو تاهارا، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية والصحية بجامعة هيروشيما: "كنا نفحص خصائص سلوك الفئران الذكور أثناء شرب الماء المحلى بالكافيين بشكل عام، ولاحظنا تغييرات سلوكية مثيرة للاهتمام لم نتوقعها، لذلك ركزنا تحقيقاتنا على هذه التأثيرات السكرية".

قدم الفريق ماء الكافيين المحلى الذي يحتوي على 0.1% من الكافيين، وهو نصف تركيز الإسبريسو، و1% سكروز، وهو عُشر تركيز معظم مشروبات الطاقة، أو 0.1% سكرين.

وأضاف تاهارا: "لم تغير الحلاوة المضافة كمية مياه الكافيين التي شربتها الفئران، وبالتالي فإن التأثيرات لا يمكن أن تكون نتيجة لشرب المزيد من الكافيين فحسب، لا بد أن يكون الأمر ناتجًا عن مزيج من الكافيين والمحليات".

لقد شهدت الفئران التي تناولت مزيج الكافيين والمحليات فترة نوم واستيقاظ "حرة" طويلة للغاية استمرت ما بين 26 إلى 30 ساعة، حتى أن بعضها تحول من إيقاع الساعة البيولوجية الليلية إلى إيقاع نهاري.

وقد استمرت هذه التأثيرات حتى عندما تعرضت الفئران للظلام المستمر. وتشير هذه الظاهرة الأخيرة إلى أن تأثير الكافيين والمحليات يعمل بشكل مستقل عن المنظم المركزي للساعة الداخلية للجسم، وهو النواة فوق التصالب البصري (SCN)، التي تقع في منطقة تحت المهاد في الدماغ، ويخضع هذا المنظم المركزي نفسه عادة للضوء ودورة الليل والنهار الطبيعية، وهو بدوره يضمن مزامنة الساعات الموجودة في أنسجة الأعضاء في أماكن أخرى من الجسم.

يعتقد الباحثون أن الجمع بين الكافيين والحلويات قد يؤدي إلى خلق إشارة متضاربة داخل الجسم ربما تكون بوساطة مادة كيميائية أخرى مشهورة، وهي الدوبامين.

يعمل كل من الكافيين والمحليات على تنشيط نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى إطلاق الدوبامين، وهذه الجرعة المزدوجة من الدوبامين قد تساهم في ظهور إيقاعات النشاط الطويلة الأمد.

ويهدف الباحثون الآن إلى إجراء مزيد من التحقيقات حول الارتباط المحتمل بالدوبامين ومعرفة ما إذا كان تعزيز الكافيين الناتج عن المُحليات يتكرر لدى البشر.

وفي حين أن هذه الدراسة الأولية لم تتناول سوى التأثيرات على الفئران، فإن النتائج قد يكون لها آثار مهمة على فهمنا لكيفية تأثير الكافيين المُحلي على صحة الإنسان.

توصي العديد من السلطات الصحية بوضع حد أقصى لكمية الكافيين المستهلكة يوميًا أو توصي بتقليل الاستهلاك في المساء أو الليل، حيث ترتبط الكميات المفرطة بانخفاض جودة النوم وزيادة ميول السهر، مما يؤدي بدوره إلى مجموعة من الآثار السلبية على الصحة البدنية والعقلية.

ويضيف هذا البحث مستوى آخر إلى هذه النصيحة، مما يشير إلى أن إضافة المحليات إلى الكافيين قد يؤدي إلى تفاقم أي آثار سلبية.

ومن ناحية أخرى، يحرص الباحثون أيضًا على دراسة تأثيرات تناول الكافيين والمحليات في الصباح.