هم أقل عرضة لهذه الأمراض.. ما دلالات سرعة المشي لدى المصابين بالسمنة؟
إن سرعة المشي قد توفر رؤى حول الصحة، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد القدرة على الحركة، لدرجة أنها تعتبر "العلامة الحيوية السادسة".
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن سرعة المشي البطيئة ترتبط بتطور أمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة خطر الوفاة بين كبار السن.
دراسة حديثة أجراها البروفيسور كوجيرو إيشي من جامعة دوشيشا، وآخرون، اكتشفت العلاقة بين سرعة المشي الشخصية وخطر الإصابة بالأمراض الأيضية، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
وتشير نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، إلى أن تقييم كيفية إدراك الشخص لسرعة مشيته مقارنة بأقرانه يمكن أن يصبح أداة حيوية للصحة العامة.
تفاصيل الدراسة
وقال البروفيسور إيشي: "أوضحت هذه الدراسة أن حتى الأفراد الذين يعانون من السمنة، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأيضية، لديهم احتمالات أقل للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وخلل شحميات الدم إذا أبلغوا عن سرعة مشي ذاتية سريعة".
استخدم باحثون من جامعة دوشيشا تقييمات سرعة المشي للكشف عن أن الأفراد المصابين بالسمنة الذين يرون أن سرعة مشيهم الذاتية سريعة لديهم احتمال أقل للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي.
شملت الدراسة 8578 فردًا يعانون من السمنة (التي يتم تحديدها من خلال مؤشر كتلة الجسم )، و9626 فردًا يعانون من محيط خصر مرتفع، و6742 فردًا يستوفون المعيارين. طُرح على المشاركين سؤال واحد في استبيان صحي: "هل سرعتك في المشي أسرع من سرعة عمرك وجنسك؟"
وبناءً على إجاباتهم، تم تصنيفهم على أنهم "يمشون بسرعة" أو "ببطء".
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين حددوا أنفسهم على أنهم يمشون بسرعة كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض السكري (أقل بنسبة 30%) وانخفاضات أصغر ولكن ملحوظة في مخاطر ارتفاع ضغط الدم وخلل شحميات الدم.
يوضح الدكتور إيشي: "تم تضمين هذا الاستبيان في بروتوكول موحد لوزارة الصحة والعمل والرفاهية في اليابان، مما سمح بإجراء تقييم سريع وسهل دون الحاجة إلى معدات متخصصة".
إن بساطة هذا المقياس وسهولة الوصول إليه تجعله مثاليًا للتطبيق في البيئات السريرية والصحية العامة. يتم الإبلاغ عن سرعة المشي الذاتية ذاتيًا ويتم دمجها بسهولة في الفحوصات القياسية، على عكس سرعة المشي الموضوعية، والتي تحتاج إلى الموارد والوقت والمساحة للتقييم. يتماشى هذا مع إرشادات الفحص الصحي اليابانية، والتي تؤكد على فحص متلازمة التمثيل الغذائي والسمنة.
وعزا الباحثون نتائجهم إلى العلاقة بين سرعة المشي والصحة العامة. إذ غالبًا ما يُظهِر المشاة الأسرع لياقة قلبية وتنفسية أفضل، وهو ما يرتبط بانخفاض مستويات الالتهاب والإجهاد التأكسدي - وهما عاملان رئيسيان وراء الأمراض الأيضية.
وبحسب الدراسة فإن الأشخاص الذين يمشون بسرعة قد يكونون أكثر لياقة وأقل عرضة للإصابة بالأمراض الأيضية.
بالإضافة إلى خفض خطر الإصابة بالأمراض الأيضية، فإن تشجيع المشي السريع، حتى ولو بشكل شخصي، قد يساعد في منع "تأثير الدومينو الأيضي"، حيث تؤدي السمنة إلى أمراض مرتبطة بأسلوب الحياة.
السمنة هي الخطوة الأولى في هذه السلسلة، والتي تتطور بعد ذلك إلى أمراض مثل الخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويؤكد الدكتور إيشي أن "تشجيع المشي بوتيرة أسرع قد يكون سلوكًا فرديًا مفيدًا للمساعدة في الوقاية من الأمراض الأيضية، وخاصة لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة".
وعلى الرغم من كونها دراسة مقطعية وغير قادرة على إثبات العلاقة السببية، فإن نتائج الدراسة تتوافق مع الأبحاث السابقة حول سرعة المشي والنتائج الصحية. ويمكن للأبحاث المستقبلية طويلة الأمد أن تثبت صحة هذه النتائج وتحقق في العمليات الدقيقة وراء الارتباطات المذكورة.
وبشكل عام، تسلط الدراسة الضوء على كيفية قدرة قياس سرعة المشي الذاتية على إحداث ثورة في تحديد الأفراد المعرضين للخطر والمساعدة في منع الاضطرابات الأيضية المرتبطة بالسمنة، وخاصة عند دمجها في الفحوصات الصحية الروتينية.
كما اتضح، فإن سؤالًا بسيطًا مثل "هل سرعتك في المشي أسرع من أقرانك؟" قد يوفر رؤى منقذة للحياة.