السبت 04 يناير 2025 الموافق 04 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يستطيع المكفوفون رؤية الصور في أحلامهم؟.. دراسات تكشف مفاجآت

الأربعاء 01/يناير/2025 - 12:00 م
النوم ليلا للمكفوفين
النوم ليلا للمكفوفين


تعد الأحلام مزيجًا مختلطًا من الأفكار والمشاعر والإدراكات الحسية والمخاوف وأحداثك اليومية، لكن بالنسبة للمكفوفين، هل يمكن أن تكون الصور المرئية جزءًا من أحلامهم؟، حيث تكمن الإجابة حول الموعد الذي فقد الشخص فيه بصره، وفقًا لبعض الدراسات التي بينت هذا الأمر.

خلال النوم يخوض الشخص سلسلة من التجارب الحسية والعاطفية في الحلم، خصوصا في مرحلة حركة العين السريعة (REM)، عندما يكون الدماغ في حالة نشاط مكثف، حيث تتشكل الأحلام من مزيج من الذكريات، والرغبات، والمخاوف، وحتى من الأحداث اليومية، وعليه، فيما تختلف الأحلام بين الأفراد، وتعكس تجاربهم الحسية ومخزونهم المعرفي.

هل يرى المكفوفون الصور في أحلامهم؟

الأمر يرجع لمتى فقد الشخص بصره؟، فالمكفوفون الذين فقدوا بصرهم بعد الولادة أي في وقت لاحق في حياتهم يستطيعون رؤية الصور في أحلامهم، لأنها تعتمد على الذكريات البصرية التي خزنها الدماغ قبل فقدان البصر.

وفي دراسة أجريت عام 2014 بعنوان «البناء الحسي للأحلام وتكرار الكوابيس لدى الأفراد المكفوفين خلقيًا والمكفوفين في وقت متأخر»، أشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص يظلون قادرين على رؤية الصور في أحلامهم وهذا لأن الذكريات البصرية القديمة تُستدعى أثناء الحلم.

أم عن الأشخاص الذين وُلدوا مكفوفين (العمى الخلقي)، فالأحلام لديهم تعتمد على الحواس الأخرى مثل السمع، اللمس، الشم، وحتى التذوق، فيما تشير الدراسات إلى أن لديهم تجارب حسية "تشبه الرؤية".

أكدت دراسة نشرت عام 2003 في مجلة Trends in Cognitive Sciences، أن الباحثون وجدو أن الأفراد المكفوفين خلقيًا يظهرون نشاطًا في المناطق الدماغية المسؤولة عن الرؤية أثناء الأحلام.

وأظهرت دراسة حديثة عام 2023، التي حللت 180 حلمًا لسبعة مكفوفين خلقيين، أنهم يختبرون تصورات حسية قد تكون شبيهة بالرؤية.

النوم ليلا للمكفوفين

هكذا تحدث التجارب المرئية في الأحلام

الرؤية تتطلب ثلاث مراحل، بدءًا من تحويل الضوء إلى إشارات كهربائية في العينين، مرورًا بنقل الإشارات عبر الأعصاب البصرية إلى الدماغ، نهاية بمعالجة الدماغ لهذه الإشارات لإنتاج الصور.

عند المكفوفين، المشكلة عادة تكون في العينين أو الأعصاب البصرية، لكن الدماغ لديهم يظل قادرًا على إنتاج تصورات بصرية، وهذا لأن الجزء المسؤول عن الرؤية يبقى نشطًا.

بالإضافة إلى ذلك، بيّنت الدراسات أن الدماغ يمتلك قدرة مذهلة تُعرف بـ"مرونة الدماغ"، حيث يعيد تخصيص المناطق غير المستخدمة لمعالجة أنواع أخرى من المدخلات الحسية.

ووفقا للدراسات، عند المكفوفين، تستغل المناطق البصرية في الدماغ لتحليل المعلومات الحسية الأخرى، مثل الصوت أو اللمس، وهذا يمكنهم من بناء أحلام غنية بالتجارب الحسية، وربما تتضمن تصورات مشابهة للرؤية.