الأربعاء 15 يناير 2025 الموافق 15 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اختراق علمي في أبحاث السرطان قد يعزز الشفاء بعد العلاج الإشعاعي| تفاصيل

الثلاثاء 14/يناير/2025 - 06:00 ص
العلاج الإشعاعي..
العلاج الإشعاعي.. أرشيفية


تمكن علماء في معهد أبحاث الأطفال الطبية من حل لغز كبير في أبحاث السرطان - لماذا تموت الخلايا بطرق مختلفة بعد العلاج الإشعاعي، ويفتح هذا الاكتشاف المفاجئ فرصًا جديدة لتحسين العلاج وزيادة معدلات الشفاء.

تم نشر النتائج في مجلة Nature Cell Biology بواسطة المؤلف الأول الدكتور رادوسلاف سزميد من وحدة سلامة الجينوم في معهد أبحاث الأطفال الطبية، والتي يقودها البروفيسور توني سيزار.

العلاج الإشعاعي

يعتبر العلاج الإشعاعي نوعًا مهمًا للغاية من علاج السرطان، وناضل العلماء لعقود من الزمان لفهم سبب قتل العلاج الإشعاعي للخلايا من نفس الورم بطرق مختلفة، وهذا مهم لأن بعض أشكال موت الخلايا لا يلاحظها الجهاز المناعي، بينما يؤدي البعض الآخر إلى استجابة مناعية تقتل خلايا سرطانية أخرى. 

يعد إطلاق العنان للجهاز المناعي للمريض لقتل الخلايا السرطانية وإزالة الأورام هدفًا رئيسيًا لعلاج السرطان.

قال البروفيسور سيزار، النتيجة المدهشة لأبحاثنا هي أن إصلاح الحمض النووي، الذي يحمي الخلايا السليمة عادةً، يحدد كيفية موت الخلايا السرطانية بعد العلاج الإشعاعي.

إن الحمض النووي داخل خلايانا يتعرض للتلف باستمرار، ويحدث إصلاح الحمض النووي طوال الوقت لإصلاح هذا التلف والحفاظ على صحة خلايانا. ولكن يبدو الآن أن عمليات الإصلاح هذه قادرة على التعرف على وقت حدوث الضرر الهائل (على سبيل المثال، من العلاج الإشعاعي)، وتوجيه الخلية السرطانية إلى كيفية الموت.

عندما تم إصلاح الحمض النووي التالف بسبب العلاج الإشعاعي بطريقة تسمى إعادة التركيب المتماثل، ماتت الخلايا السرطانية أثناء عمليشة التكاثر - وهي العملية التي تسمى انقسام الخلايا أو الانقسام الفتيلي. والأمر الحاسم هو أن الموت أثناء انقسام الخلايا يمر دون أن يلاحظه الجهاز المناعي، وبالتالي لن ينشط الاستجابة المناعية، وهذا ليس ما نريده.

ومع ذلك، فإن الخلايا التي تعاملت مع الحمض النووي التالف بسبب الإشعاع من خلال طرق إصلاح الحمض النووي الأخرى نجت من عملية انقسام الخلايا ولكنها فعلت ذلك من خلال إطلاق منتجات ثانوية لإصلاح الحمض النووي في الخلية. 

بالنسبة للخلية، تبدو منتجات الإصلاح هذه وكأنها عدوى فيروسية أو بكتيرية. وهذا يتسبب في موت الخلية السرطانية بطريقة تنبه الجهاز المناعي.

وقد أظهر الفريق أن منع إعادة التركيب المتماثل أدى إلى تغيير طريقة موت الخلايا السرطانية ــ أي أنها الآن تموت بطريقة تثير استجابة مناعية قوية. كما وجد الفريق أن الخلايا السرطانية التي تحتوي على طفرات في جين BRCA2 ــ وهو جين مهم للغاية لسرطان الثدي وضروري لإعادة التركيب المتماثل ــ لا تموت في الانقسام المتساوي بعد العلاج الإشعاعي.

بالإضافة إلى حل لغز علمي كبير، فإن هذه الاكتشافات ستجعل من الممكن استخدام العقاقير التي تمنع إعادة التركيب المتماثل لإجبار الخلايا السرطانية المعالجة بالعلاج الإشعاعي على الموت بطريقة تنبه الجهاز المناعي إلى وجود سرطان (لم يلاحظه الجهاز المناعي من قبل)، مما يشير إلى أن السرطان يحتاج إلى التدمير.