السبت 18 يناير 2025 الموافق 18 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل الشاي الأخضر يقلل إصابات المادة البيضاء في أدمغة كبار السن؟

الجمعة 17/يناير/2025 - 08:30 م
 الشاي الأخضر
الشاي الأخضر


أشارت دراسة أجرتها كلية الدراسات العليا للعلوم الطبية بجامعة كانازاوا إلى وجود صلة كبيرة بين زيادة استهلاك الشاي الأخضر وانخفاض إصابات المادة البيضاء في المخ لدى كبار السن غير المصابين بالخرف.

تشير النتائج إلى أن شرب ثلاثة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر يوميًا قد يساعد في حماية صحة المخ، في حين لم يُظهر استهلاك القهوة أي تأثير كبير.

فوائد الشاي الأخضر والقهوة للأعصاب

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، يُعرف كل من الشاي الأخضر والقهوة بمركباتهما التي تحمي الأعصاب، وهما المشروبان الأكثر استهلاكًا على مستوى العالم بعد الماء.

تشير الأبحاث السابقة إلى أن تناول الشاي والقهوة مرتبط بفوائد معرفية، إلا أن دراسات قليلة بحثت في ارتباطهما المباشر بالتغيرات البنيوية في الدماغ لدى كبار السن.

ارتبطت آفات المادة البيضاء الدماغية، والتي غالبًا ما تشير إلى مرض الأوعية الدموية الصغيرة، بالتدهور المعرفي والخرف الوعائي ومرض الزهايمر.

تهدف الدراسة الحالية إلى تقييم تأثير استهلاك الشاي الأخضر والقهوة على حجم آفة المادة البيضاء وحجم الحُصين وحجم الدماغ الكلي باستخدام بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي.

أُجريت الدراسة، التي حملت عنوان "استهلاك الشاي الأخضر وآفات المادة البيضاء في الدماغ لدى كبار السن المقيمين في المجتمع دون الإصابة بالخرف"، والتي نُشرت في مجلة npj Science of Food، كجزء من التعاون الياباني للدراسات المستقبلية بشأن الشيخوخة والخرف، وهي دراسة مراقبة واسعة النطاق ومتعددة المواقع تشمل ثمانية مراكز بحثية في اليابان.

تم جمع البيانات بين عامي 2016 و2018، بما في ذلك التقييمات الغذائية، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، والتقييمات المعرفية لـ 8766 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا فأكثر.

تم استخدام استبيان تردد الطعام لقياس تناول الشاي الأخضر والقهوة يوميًا، وتصنيفه إلى أربعة مستويات: 0-200 مل، 201-400 مل، 401-600 مل، و≥601 مل.

وقد وفرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بيانات عن حجم آفات المادة البيضاء (WML)، وحجم الحُصين (HV)، وحجم الدماغ الكلي (TBV).

تم تطبيق نماذج إحصائية متقدمة لتعديل العوامل المربكة، بما في ذلك التركيبة السكانية، والظروف الصحية، وعادات نمط الحياة، وعوامل الخطر الجينية لمرض الزهايمر.

استبعد التحليل المشاركين الذين يعانون من ضعف الإدراك الخفيف (MCI)، أو الخرف، أو البيانات غير الكاملة، مما أدى إلى تضييق المجموعة النهائية إلى 8766 فردًا.

وبعد تعديل العوامل المربكة، ارتبط ارتفاع استهلاك الشاي الأخضر بشكل كبير بانخفاض أحجام WML.

كان لدى المشاركين الذين تناولوا 600 مل من الشاي الأخضر يوميًا أحجام WML أقل بنسبة 3% من أولئك الذين تناولوا 200 مل أو أقل، وكان لدى أولئك الذين تناولوا 1500 مل يوميًا أحجام WML أقل بنسبة 6% من أولئك في المجموعة المرجعية.

لم يتم ملاحظة أي ارتباطات مهمة بين تناول الشاي الأخضر وحجم الحُصين أو حجم المخ الكلي.

لم يؤثر استهلاك القهوة بشكل كبير على حجم WML أو HV أو TBV.

كما فحصت الدراسة مجموعات فرعية بناءً على حالة الاكتئاب ووجود أليل ApoE ε4.

وقد لوحظ انخفاض كبير في أحجام WML مع زيادة استهلاك الشاي الأخضر فقط لدى الأفراد الذين لا يعانون من الاكتئاب أو أليل ApoE ε4.

تشير النتائج إلى أن الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات الموجودة في كاتشين الشاي الأخضر، مثل جالات إبيجالوكيتشين، قد تخفف من تلف الأوعية الدموية وتعزز صحة الدماغ، على الرغم من عدم التحقق تجريبيًا من مكونات محددة باعتبارها سببية.