الأحد 19 يناير 2025 الموافق 19 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف تغيرات دقيقة في الدماغ تحدث قبل عقود من مرض هنتنغتون.. ما هي؟

السبت 18/يناير/2025 - 11:00 م
مرض هنتنغتون
مرض هنتنغتون


كشفت دراسة أن التغيرات الدقيقة في الدماغ، والتي يمكن اكتشافها من خلال التصوير المتقدم وتحليل الدم والسائل النخاعي، تحدث قبل حوالي 20 عامًا من التشخيص السريري الحركي لدى الأشخاص المصابين بمرض هنتنغتون.

الدراسة التي أجرها باحثون بجامعة كوليدج لندن، بالتعاون مع خبراء من جامعات جلاسكو، وجوتنبرج، وأيوا، وكامبريدج، نُشرت في مجلة Nature Medicine.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، وجد الفريق أنه بالرغم من أن وظائف مثل الحركة أو التفكير أو السلوك ظلت طبيعية لفترة طويلة قبل ظهور أعراض مرض هنتنغتون، إلا أن تغييرات دقيقة في الدماغ كانت تحدث قبل ما يصل إلى عقدين من الزمن.

تمهد هذه النتائج الطريق أمام التجارب السريرية الوقائية المستقبلية، وتقدم الأمل للتدخلات المبكرة التي يمكن أن تحافظ على وظائف المخ وتحسن النتائج للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض هنتنغتون.

مرض هنتنغتون

مرض هنتنغتون هو حالة عصبية تنكسية مدمرة تؤثر على الحركة والتفكير والسلوك.

أيضا هو مرض وراثي، والأشخاص الذين لديهم أحد الوالدين المصابين بمرض هنتنغتون لديهم فرصة بنسبة 50% لوراثة طفرة مرض هنتنغتون، مما يعني أنهم سيصابون بأعراض المرض - عادة في منتصف مرحلة البلوغ.

يحدث هذا المرض نتيجة للتوسع المتكرر لثلاث كتل من الحمض النووي (C وA وG) في جين هنتنغتين.

يميل هذا التسلسل إلى التوسع بشكل مستمر في خلايا معينة على مدار حياة الشخص، في عملية تُعرف باسم توسع CAG الجسدي.

يؤدي هذا التوسع المستمر إلى تسريع التنكس العصبي، مما يجعل خلايا المخ أكثر عرضة للخطر بمرور الوقت.

وفي الدراسة الجديدة، درس الباحثون 57 شخصا يعانون من توسع جين مرض هنتنغتون، والذين حسبوا أن متوسط ​​أعمارهم 23.2 سنة من التشخيص السريري الحركي المتوقع.

تم فحصهم في نقطتين زمنيتين على مدار خمس سنوات تقريبًا لمعرفة كيف تغيرت أجسادهم وأدمغتهم بمرور الوقت. تمت مقارنة نتائجهم بـ 46 مشاركًا في المجموعة الضابطة، متطابقين بشكل وثيق من حيث العمر والجنس والمستوى التعليمي.

وكجزء من الدراسة، تطوع جميع المشاركين للخضوع لتقييم شامل لتفكيرهم وحركتهم وسلوكهم، إلى جانب إجراء مسح للدماغ وأخذ عينات من الدم والسائل النخاعي.

ومن المهم أن المجموعة التي توسع فيها جين مرض هنتنغتون لم تظهر أي انخفاض في أي وظيفة سريرية (التفكير أو الحركة أو السلوك) خلال فترة الدراسة، مقارنة بمجموعة التحكم المطابقة لها بشكل وثيق.

ومع ذلك، بالمقارنة مع مجموعة المراقبة، تم اكتشاف تغييرات طفيفة في فحوصات الدماغ والعلامات الحيوية للسائل الشوكي لدى المصابين بتوسع جين مرض هنتنغتون، وهذا يشير إلى أن عملية التنكس العصبي تبدأ قبل فترة طويلة من ظهور الأعراض وقبل التشخيص السريري للاضطرابات الحركية.

وعلى وجه التحديد، حدد الباحثون مستويات مرتفعة من سلسلة خيوط الأعصاب الخفيفة (NfL)، وهو بروتين يتم إطلاقه في السائل الشوكي عندما تصاب الخلايا العصبية، ومستويات منخفضة من البروينكيفالين (PENK)، وهو علامة عصبية لحالة الخلايا العصبية الصحية والتي يمكن أن تعكس التغيرات في استجابة الدماغ للتنكس العصبي.

قالت المؤلفة الرئيسية، البروفيسورة سارة تبريزي: "تؤكد دراستنا على أهمية توسع تكرار CAG الجسدي الذي يقود التغيرات العصبية المرضية المبكرة للمرض لدى البشر الأحياء مع توسع جين مرض هنتنغتون.

وتشير النتائج إلى وجود فرصة علاجية، ربما قبل عقود من ظهور الأعراض، حيث يعمل الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمرض هنتنغتون بشكل طبيعي على الرغم من وجود مقاييس يمكن اكتشافها للتنكس العصبي المبكر.

إن تحديد هذه العلامات المبكرة للمرض أمر ضروري للتجارب السريرية المستقبلية من أجل تحديد ما إذا كان العلاج له أي تأثير.

هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت وجود صلة مباشرة بين توسع تكرار CAG الجسدي، المقاس في الدم، والتغيرات المبكرة في الدماغ لدى البشر، قبل عقود من التشخيص الحركي السريري لمرض هنتنغتون.

في حين كان من المعروف بالفعل أن توسع CAG الجسدي يعمل على تسريع التنكس العصبي، فإن هذا البحث يوضح كيف أنه يحرك بنشاط أقدم التغييرات التي يمكن اكتشافها في الدماغ - وخاصة في المنطقة الذنبية والبطامة، وهي مناطق مهمة للحركة والتفكير.

ومن خلال إظهار أن تغيرات توسع تكرار CAG الجسدية المقاسة في الدم تتنبأ بتغيرات في حجم الدماغ وعلامات أخرى للتنكس العصبي، تقدم النتائج أدلة حاسمة لدعم الفرضية القائلة بأن توسع CAG الجسدية هو المحرك الرئيسي للتنكس العصبي.

مع وجود علاجات تهدف إلى قمع توسع تكرار CAG الجسدي حاليًا في مرحلة التطوير، فإن هذا العمل يثبت صحة هذه العملية الميكانيكية كهدف علاجي واعد ويمثل تقدمًا حاسمًا نحو تجارب الوقاية المستقبلية في مرض هنتنغتون.