قوة السينما.. دراسة تؤكد دور الأفلام في تقليل العنف ضد الأطفال
أظهرت دراسة جديدة أن عرض فيلم روائي محلي الصنع عن تربية الأبناء أدى إلى انخفاض كبير في العنف ضد الأطفال خاصة الجسدي.
كان الهدف من البحث، الذي نُشر في مجلة The Lancet Regional Health—Southeast Asia، هو تعزيز التربية الإيجابية بين الأسر التي هاجرت أو نزحت من ميانمار إلى تايلاند.
تواجه هذه الأسر فقرًا مدقعًا وشدة يومية، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات بين الوالدين والطفل ورفاهية الأسرة.
تقول أماندا سيم، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب السلوكية بجامعة ماكماستر وبرنامج ماري هيرسينك للصحة العالمية، إن دعم التربية محدود للغاية في هذا الإطار بسبب نقص التمويل والقدرة.
وأضافت: كان الحل المبتكر الذي توصلنا إليه واختبرناه في هذه الدراسة هو استخدام التعليم الترفيهي، وتضمين محتوى تعليمي حول التربية الإيجابية في فيلم.
تعاون الباحثون مع مؤسسة Sermpanya، وهي منظمة شعبية في تايلاند تعمل مع اللاجئين والمهاجرين، لإنشاء فيلم درامي روائي مدته 66 دقيقة حول تربية الأبناء.
تم إنشاء الفيلم بالكامل مع اللاجئين والمهاجرين من حدود تايلاند وميانمار، مما يضمن الأصالة من خلال مشاركة المجتمع.
ذكرت سيم، وهي أيضًا عضو أساسي في مركز أوفورد لدراسات الطفل، إن حقيقة أن أعضاء المجتمع المحلي كانوا هم الذين شاركوا في إنشاء هذا الفيلم يمنحه أصالة أعتقد أنها تتردد صداها حقًا. عندما يشاهد الناس الفيلم، يمكنهم حقًا التعرف على المواقف والصراعات التي يتم عرضها.
الحد من العنف ضد الأطفال
شملت الدراسة أكثر من 2000 مقدم رعاية من 44 مجتمعًا تم تعيينهم عشوائيًا إما لمشاهدة الفيلم أو تلقي معلومات حول الخدمات الصحية والاجتماعية المحلية.
أظهر أولئك الذين شاهدوا الفيلم انخفاضًا بنسبة تسعة في المائة في استخدام العنف ضد الأطفال وزيادة في ممارسات الأبوة الإيجابية، ووظائف الأسرة، والدعم الاجتماعي.
توضح هذه النتائج فعالية استخدام وسائل الإعلام والتعليم الترفيهي لتقديم دعم الأبوة والأمومة في السياقات الصعبة.
يبحث الباحثون الآن بشكل أعمق في البيانات لمعرفة المزيد حول ما تردد صداه لدى المشاهدين وكيف يمكن توسيع نطاق هذا النوع من التدخل للوصول إلى المزيد من الأسر في هذا السياق وغيره.
تختبر الدراسة أيضًا تأثير برنامج مدته خمسة أسابيع يعتمد على الفيلم لتحسين الصحة العقلية لمقدمي الرعاية وممارسات الأبوة والأمومة، والهدف هو زيادة الوصول إلى التدخلات متعددة الطبقات التي توفر مستويات مختلفة من الدعم بناءً على الحاجة.
كانت الدراسة عبارة عن تعاون بين جامعة ماكماستر مع شركاء المجتمع والباحثين من جامعة ديوك وجامعة أكسفورد وجامعة ماهيدول.