ما سر زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الإناث بعد انقطاع الطمث؟
تعد هشاشة العظام حالة تؤثر بشكل غير متناسب على النساء بعد انقطاع الطمث، ويمكن للملايين من المصابين أن يشهدوا على الألم وانخفاض القدرة على الحركة وانخفاض نوعية الحياة الناتجة عن هذا المرض.
في حين أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن التغيرات الهرمونية المرتبطة بانقطاع الطمث تعمل على تسريع تطور وتقدم هشاشة العظام، فإن الفهم العميق للآليات البيولوجية التي تكمن وراء هذا الارتباط أمر بالغ الأهمية لتطوير علاجات فعالة.
تقدم دراسة أجراها باحثون في مركز Spaulding Rehabilitation، وهو عضو في نظام الرعاية الصحية في Mass General Brigham، رؤى جديدة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت بين الجنسين.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Aging.
أهداف علاجية واعدة
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قالت الدكتورة فابريسيا أمبروسيو، مؤلفة الدراسة الرئيسية: "تكشف نتائجنا عن مسارات جديدة قد تمثل أهدافًا علاجية جديدة واعدة".
وأضافت: "من خلال فهم كيفية مساهمة التغيرات الناجمة عن انقطاع الطمث في مستويات الهرمونات الجنسية في التنكس المفصلي، نأمل أن يمهد هذا الطريق أمام الباحثين لتطوير استراتيجيات جديدة تعمل على إبطاء أو منع تطور هشاشة العظام، مما قد يؤدي إلى نوعية حياة أفضل لملايين النساء في جميع أنحاء العالم".
تدهور أنسجة الغضاريف
يتسم مرض هشاشة العظام بتدهور أنسجة الغضاريف في المفاصل.
يتكون الغضروف من مكونين رئيسيين، المصفوفة خارج الخلية (البروتينات المحيطة التي توفر البنية) والخلايا الغضروفية، وهي مجموعة الخلايا المقيمة.
في مرض هشاشة العظام، تتأثر صحة هذين المكونين، مما يمنع المفصل السلس بين العظام.
التقدم في السن هو عامل الخطر الأكبر للإصابة بهشاشة العظام، حيث يزيد الجنس الأنثوي من هذا الخطر بشكل كبير بمرور الوقت.
لا توجد حاليًا علاجات معدلة للمرض لهشاشة العظام، وتقتصر التدخلات في المقام الأول على إدارة الأعراض.
في الدراسة الجديدة، استخدم باحثو سبالدينج نموذجًا للفأر لانقطاع الطمث لتحديد التغيرات المرتبطة بهشاشة العظام في الركبة بشكل شامل من المستوى الجزيئي إلى مستوى الكائن الحي بأكمله.
تعكس التغييرات التي تم رصدها تلك التي شوهدت لدى البشر، مع حدوث فقدان جودة الغضروف في بداية انقطاع الطمث، على غرار التقارير السريرية.
ثم استخدم الباحثون إطارًا حسابيًا متطورًا يسمى "طب الشبكة" لفهم أفضل لكيفية تغير تفاعلات البروتين في الغضروف في هشاشة العظام.
اكتشف الباحثون أن فقدان هرموني الإستروجين والبروجسترون الناجم عن انقطاع الطمث يعزز تدهور المصفوفة خارج الخلية وتدهور الخلايا الغضروفية، في حين أن استعادة هذه الهرمونات إلى مستويات ما قبل انقطاع الطمث تحمي من تنكس الغضروف.
تمثل هذه الدراسة أول ورقة بحثية أصلية لفريق البحث هذا تقدم آليات جديدة لظهور هشاشة العظام لدى الإناث الأكبر سنًا وتختبر أيضًا التدخلات المحتملة.
في تعليق نُشر العام الماضي في مجلة Nature Aging، سلطت أمبروسيو وزملاؤها الضوء على الافتقار إلى نماذج حيوانية موثوقة لانقطاع الطمث، والتي زعموا أنها أعاقت إلى حد كبير البحث في الشيخوخة والتوجيه الناتج عن ذلك للرعاية السريرية.