أمل جديد لعلاج الأمراض الوراثية النادرة
حقق مستشفى الأطفال ميرسي كانساس سيتي تقدمًا كبيرًا في علاج الأمراض الوراثية النادرة من خلال استخدام الأوليجونوكليوتيدات المضادة للاتجاه المخصصة (ASOs).
وقد أظهر هذا النهج المبتكر نتائج واعدة في التقييمات السريرية المسبقة، مما يوفر أملًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من حالات لم يكن من الممكن علاجها من قبل ويثبت العلاجات المخصصة للمرضى في 8 أسابيع فقط، وهي أسرع بكثير وأكثر فعالية من حيث التكلفة من متوسط الصناعة.
نُشرت الدراسة، التي تحمل عنوان " الفحص السريع والقابل للتطوير لـASO في العضويات المشتقة من المرضى"، في مجلة Nature.
إنتاج الخلايا الجذعية
وقد بدأ العديد من المختبرات بالفعل في إنتاج الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات المشتقة من المريض (iPSCs)، ولكن العملية تستغرق حاليا ما يصل إلى عام وتتكلف ما بين 5000 إلى 10000 دولار أمريكي لكل مريض.
تتناول الورقة البحثية طريقة جديدة تتطلب عددًا صغيرًا فقط من خلايا دم المريض، ويمكنها توليد الخلايا iPSCs في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فقط، وتكلف أقل من 500 دولار لكل مريض.
استخدم فريق البحث هذه الخلايا الجذعية المحفزة متعددة القدرات المشتقة من المرضى لتنمية أعضاء خاصة بالمريض، وهي نماذج خلوية ثلاثية الأبعاد تحاكي نمو الأعضاء ووظائفها.
تعد هذه الأعضاء أدوات قوية لفهم بيولوجيا الأمراض وكذلك تطوير العلاجات الخاصة بالمريض.
وقال الدكتور سكوت يونجر، مدير هندسة جينات الأمراض في مركز الطب الجينومي، ورئيس مختبر يونجر في مستشفى ميرسي للأطفال: "يمكن للفريق إنشاء نماذج iPSCs وعضويات للعديد من المرضى بالتوازي، مما يؤدي إلى تقييم سريع للتدخلات العلاجية".
وأضاف أنه "بدلًا من الانتظار لأكثر من عام لإنشاء نماذج الخلايا قبل أن تبدأ التجارب، يمكن للأسرة أن تنتقل من سحب الدم إلى التشخيص و/أو التوصية بالعلاج في شهر أو شهرين".
وقد قام مركز ميرسي للطب الجينومي للأطفال بالتحقق من صحة العملية باستخدام عينات من 3 مرضى مسجلين في برنامج الإجابات الجينية للأطفال (GA4K) المصابين بضمور العضلات دوشين، حيث كانت المتغيرات الجينية لديهم مرشحين جيدين للعلاج باستخدام ASOs.
لقد تمكنوا من استعادة تعبير بروتين الديستروفين ووظيفته في الأعضاء المشتقة من المريض باستخدام ASO المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء لمريض واحد وASOs مخصصة للمريض للمريضين الآخرين.
قال ستيف ليدر، المدير التنفيذي المؤقت لمعهد أبحاث ميرسي للأطفال: "إن النماذج العضوية المشتقة من المرضى لديها القدرة على الاستخدام على نطاق واسع في إنشاء أنظمة خلوية للتحقيق في الاضطرابات التي تصيب القلب والكلى والكبد والأنسجة الأخرى، بالإضافة إلى تحديد الأدوية التي من المرجح أن تكون فعالة لمريض معين والتي قد لا تكون كذلك".
ويأمل فريق البحث أن يتم اعتماد هذه الطريقة من قبل مؤسسات أخرى لتوفير رعاية أسرع وأفضل لمرضى الأمراض النادرة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الدكتور يونجر: "إن الطرق والبروتوكولات الناتجة عن هذه الدراسة يمكن الوصول إليها وتنفيذها في أي مختبر بحثي قياسي دون الحاجة إلى معدات متخصصة أو كواشف عالية التكلفة".
وتابع: "إن القدرة الواسعة النطاق على توليد أنظمة خلوية مستمدة من المرضى سيكون لها تأثير كبير على فهم آليات المرض وكذلك السبل العلاجية المحتملة لعلاج العديد من الأمراض النادرة".