هل هناك علاقة بين الخمول البدني والتدهور العقلي؟

في حين يدرس العديد من الباحثين فوائد ممارسة التمارين الرياضية، يقوم الباحث فرانك بوث بفعل العكس، فهو يدرس عواقب الخمول البدني في كلية الطب البيطري بجامعة ميزوري.
وبالرغم من أن بوث يمزح بأن حياته المهنية ربما تكون أقرب إلى نهايتها من بدايتها، إذ يبلغ من العمر 81 عاما، فإنه لم يفقد أي حماسة في خطواته، كما لم يفقد أي دافع لتوجيه الجيل القادم من العلماء الشباب، مثل تلميذه الباحق ناثان كير.
العلاقة بين صحة العضلات والدماغ

عواقب الخمول البدني
في دراسة حديثة، وجد بوث وكير - لأول مرة - أن 10 أيام فقط من الخمول البدني تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وزيادة إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية في الحُصين، وهي المنطقة من الدماغ التي تشارك في الذاكرة والتعلم.
نُشرت دراسة بعنوان "تثبيت الأطراف الخلفية يحفز مقاومة الأنسولين ويزيد من إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية في الحُصين لدى إناث الفئران" في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية.
ووجد الباحثون أيضًا أن 10 أيام فقط من عدم استخدام العضلات ترفع علامات بروتينات محددة في الدماغ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض الزهايمر، وهو مرض تنكسي عصبي غير قابل للشفاء ولا رجعة فيه، وأصبح خامس سبب رئيسي للوفاة لدى كبار السن.
وتؤكد النتائج ما تكهن به كثيرون، فالنشاط البدني ليس جيدًا لصحتك الجسدية فحسب، بل يمكنه أيضًا الحفاظ على صحة دماغك، مما قد يمنع أو يؤخر تطور الأمراض العصبية التنكسية.
وقال بوث: "إذا قارنت فترة الأربعينيات باليوم، فإن متوسط العمر المتوقع ارتفع من منتصف الستينيات إلى أواخر السبعينيات، ولكن معدل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ارتفع بشكل كبير".
وأضاف: "في حين تحسن متوسط العمر المتوقع للأميركيين، فإن متوسط العمر المتوقع للصحة، عدد السنوات الخالية من الأمراض، يميل إلى الانخفاض بعد سن الخامسة والستين، وقد ارتبط الخمول البدني بالفعل بمقاومة الأنسولين في الجسم، ونحن نبدأ في تعلم المزيد عن العلاقة بين عدم استخدام العضلات ومقاومة الأنسولين في الدماغ، ونحن نريد أن نساعد الناس على عيش حياة أكثر متعة في سنواتهم الأخيرة".
لحسن الحظ، لا يتطلب الأمر خطوات كبيرة لإحداث فرق.
وقال بوث إن عقودًا من الأبحاث السابقة أظهرت أن الأشخاص الذين يُظهرون أكبر التحسن في صحتهم هم أولئك الذين ينتقلون من عدم ممارسة التمارين الرياضية إلى ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري، وهو تحسن أكبر من أولئك الذين ينتقلون من التمارين الرياضية الدورية إلى التمارين الرياضية المنتظمة، لذا فإن الخطوة الأكثر أهمية هي البدء ببساطة.
وأضاف: "لقد بدأت الأبحاث في مجال تطور مرض الزهايمر تظهر أن العديد من التغيرات العصبية المرتبطة بمرض الزهايمر تحدث عندما يكون الأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، حتى لو كان التشخيص الرسمي لمرض الزهايمر يأتي في الغالب في سن الخامسة والستين أو بعدها، لذا، إذا تمكنت من تطوير عادات جيدة فيما يتعلق بممارسة الرياضة ونمط الحياة في وقت مبكر من حياتك، فسوف يشكرك دماغك في وقت لاحق".