هل تؤدي ضربة الشمس للإصابة بأمراض القلب المزمنة والسمنة؟

في كل عام، يتلقى أكثر من 100 ألف شخص العلاج من إصابات الحرارة في الولايات المتحدة، وهو رقم آخذ في الارتفاع مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم بسرعة.

ضربة الشمس

ضربة الشمس، وهي الشكل الأكثر ضررًا، يمكن أن تجعل الناس يفقدون الوعي ويعانون من إصابة الأعضاء، وفي بعض الأحيان، حتى الموت.

في حين يبدو أن معظم ضحايا ضربة الشمس يتعافون في وقت قصير، تكشف دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة فلوريدا أن التعرض لضربة شمس مرة واحدة يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في العديد من الأعضاء والسمنة لدى الفئران لعدة أشهر بعد ذلك، وهو ما يعادل سنوات عديدة في عمر الإنسان.

نُشرت الدراسة في مجلة Communications Biology.

وقال توماس كلانتون، أستاذ علم وظائف الأعضاء التطبيقية في علم الحركة بجامعة فلوريدا، والذي قاد الدراسة الجديدة: "يبدو أن الحيوانات تعافت خلال بضعة أيام، لكن قلوبها انهارت من الناحية الأيضية بعد أسبوعين، وهو الوقت الذي يتوقف فيه الأطباء غالبًا عن متابعة المرضى من البشر".

علاوة على ذلك، فإن الفئران التي تغذت على نظام غذائي غربي غني بالدهون بعد تعافيها من ضربة الشمس، وهو ما يزيد من إجهاد الجسم، اكتسبت وزنًا أكبر.

وقد أظهرت الفئران الذكور والإناث هذا التدهور المزمن بعد ضربة الشمس، ولكن الفئران الذكور عانت من أسوأ التأثيرات.

وقال الباحثون إن النتائج تظهر مدى أهمية منع الإصابة بضربة الشمس والحد منها قبل حدوثها، وذلك من خلال ترطيب الجسم وتبريده عند ظهور أعراض مثل التعب.

لا يوجد علاج محدد لإصابة ضربة الشمس المزمنة، لكن الأبحاث المستقبلية قد تساعد في تحديد طرق للحد من الضرر طويل الأمد لدى الناس.

طوّر مختبر كلانتون نموذج الفأر لضربة الشمس لمساعدة الجيش في حماية المجندين والجنود من آثار الإصابة بالحرارة.

وقد أدت الإجراءات المحسنة التي اتخذها الجيش في السنوات الأخيرة إلى الحد بشكل كبير من عدد الجنود الذين يواجهون ضربة شمس شديدة.

لكن فريق كلانتون لاحظ أن بعض الحيوانات - والبشر أيضًا - بدا أنهم يعانون من تأثيرات دائمة حتى بعد التعافي من الإصابة الأولية، تمامًا مثل التأثيرات المزمنة للارتجاجات أو العدوى الفيروسية التي يمكن أن تستمر لسنوات أو حتى عقود.

ومن خلال متابعة الفئران لمدة 3 أشهر بعد التعرض لضربة شمس لمرة واحدة، اكتشف الباحثون أن ضربة الشمس أضعفت قلوب الحيوانات، وجعلتها تأكل المزيد من الطعام وتكتسب الوزن، وعطلت عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات.

وبالرغم نم أن التأثيرات في الفئران قد لا تنتقل مباشرة إلى البشر، فإن كلانتون وزملاءه يخططون لمتابعة الأشخاص الذين أصيبوا بضربة شمس لفهم العوامل التي تسبب المشاكل طويلة الأمد بشكل أكبر.

ويتمثل هدفهم في تحديد العلاجات التي يمكن أن تساعد الناس على التعافي بشكل أسرع في يوم من الأيام، وهو ما قد يصبح أكثر أهمية مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ.

وقال كلانتون: "نعتقد أن إصابات الحرارة المزمنة هذه ستزداد مع مواجهتنا لبيئة دافئة".