هل يمكن علاج دوالي الساقين نهائيًا؟.. استشاري أوعية دموية يجيب
هناك سؤال هام دائما ما يشغل بال العديد من المرضى المصابين بدوالي الساقين وهو: هل يمكن علاج دوالي الساقين نهائيًا؟، وهذا هو موضوع تقريرنا لتوضيح الإجابة عن هذا السؤال.
هل يمكن علاج دوالي الساقين نهائيًا؟
وللإجابة عن سؤال هل يمكن علاج دوالي الساقين نهائيًا؟، قال الدكتور محمد هيكل، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية: هناك سؤال أزلي دائمًا ما يتردد في أذهان وعلى ألسنة جميع المرضى المصابين بدوالي الساقين، وهو ما يجعلهم دائمًا مترددين في اتخاذ أي خطوة لعلاج الدوالي، موضحًا أن هذا السؤال هو هل بعد علاج دوالي الساقين سواء عن طريق قسطرة الليزر أو الليزر السطحي أو الحقن التصلبي، الدوالي بترجع تاني؟.
وأضاف: للإجابة على هذا السؤال المنطقي والمهم جدًا، يجب أن نعرف نبذة بسيطة عن الدورة الدموية للساقين، فمبدئيا وبمنتهي البساطة يوجد بالساقين نوعين من الأوعية الدموية وهما:
- الشرايين: وهي التي تحمل الدم المليء بالغذاء والأكسجين لجميع أنسجة الساقين من عظام وعضلات وجلد.
- والأوردة: وهي التي تحمل نواتج حرق الغذاء الأكسجين ومخلفات عملية التمثيل الغذائي من جميع أنسجة الساقين إلى القلب وأيضًا الرئتين، والكلى والكبد، إذ يتم تنقية الدم وتحمله بالأكسجين وتضخمه للجسم مرة ثانية.
ماهي دوالي الساقين؟
وأوضح استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية، أن دوالي الساقين عبارة عن خلل يصيب الأوردة وليس الشرايين؛ نتيجة حدوث خلل في الصمامات الداخلية لهذه الأوردة، مما يضعف جدران الأوردة ويجعلها تنتفخ وتبدو الدوالي بالمنظر السيء الذي نراه.
وأضاف أن الشكل السيء للدوالي يكون إما انتفاخات في جدران الأوردة السطحية الكبرى في الساقين، أو شبكة عنكبوتية من الشعيرات الدقيقة السطحية التي تشوه منظر الساقين والفخذين، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان تجتمع الانتفاخات في الأوردة والشبكة العنكبوتية في نفس المريض.
علاج دوالي الساقين
وفيما يخص علاج دوالي الساقين، قال الدكتور محمد هيكل: من الأخطاء الشائعة جدًا في علاج الدوالي هو الحكم على المشكلة من شكلها الظاهري فقط سواء كان انتفاخات أو شعيرات عنكبوتية وافتراض أن الشكل الظاهري يكفي للحكم على حجم المشكلة ككل ودرجة الإصابات في الأوردة.
وأضاف: فهذا طبعًا غير صحيح؛ إذ أنه في أغلب الأحيان يكون الشكل الظاهري ما هو إلا عرض وجزء بسيط من مشكلة أكبر وأكثر تعقيدًا موجودة في الأوردة الداخلية الكبرى التي لا ترى بالفحص الظاهري، ولا يمكن فحصها بدقة إلا عن طريق فحص هام جدًا جدًا يسمى (دوبلكس) أو ( الموجات فوق الصوتية على أوردة الساقين ).
وتابع: لهذا ففي حال علاج المريض بناءً على الشكل الظاهري فقط بدون عمل الدوبلكس ترجع المشكلة مرة أخرى ويظهر الشكل الظاهري السيء من جديد ؛ وذلك لأصل المشكلة وجذورها الداخلية لم تعالج بشكل صحيح.
وأشار إلى أنه في حال تم تقييم المشكلة ظاهريًا وداخليًا بشكل صحيح ودقيق، ورسم خطة العلاج الصحيحة التي تبدأ عادة بعلاج الأوردة الداخلية، يكون العلاج صحيح وفعال، ويكون من النادر عودة المشكلة مرة أخرى أو يكون مستحيل حدوثها.