الأربعاء 16 أبريل 2025 الموافق 18 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يزيد خطر الإصابة بالسرطان.. تعرف على مخاطر الوشم

الجمعة 07/مارس/2025 - 05:00 م
الوشم
الوشم


الكثير من الأشخاص حول العالم يتجهون إلى الوشم، لكن هناك سؤال ملح: ما هو التأثير الذي قد يخلفه الوشم على صحتهم في الأمد البعيد، وماذا يحدث للحبر بمجرد وضعه على الجلد؟

هل يبقى الحبر بالكامل في الجلد حيث يكون مرئيًا، أم أنه ينتقل إلى أجزاء أبعد في الجسم؟

أظهرت الأبحاث أن حبر الوشم لا يبقى في مكانه حيث يتم حقنه، بل يمكن لجزيئات الحبر أن تنتقل إلى العقد الليمفاوية، حيث تتراكم هناك.

قام باحثون من قسم الصحة العامة وقسم الأبحاث السريرية في جامعة جنوب الدنمارك، بالتعاون مع جامعة هلسنكي، بالتحقيق فيما إذا كان هذا يمكن أن يكون له عواقب صحية.

باستخدام بيانات من أزواج التوائم الدنماركيين، وجدوا أن الأفراد الذين لديهم وشم يتم تشخيصهم بشكل متكرر بسرطان الجلد والليمفوما مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم وشم.

نُشر البحث في مجلة BMC Public Health.

تأثير جزيئات الحبر على الجهاز المناعي

تشكل الغدد الليمفاوية جزءًا أساسيًا من الجهاز المناعي، حيث تساعد في مكافحة العدوى وتصفية المواد الضارة من الجسم.

عندما يخترق حبر الوشم الجلد، يتم امتصاص بعضه في الغدد الليمفاوية. ويشعر الباحثون بقلق خاص من أن حبر الوشم قد يؤدي إلى التهاب مزمن في الغدد الليمفاوية، مما قد يؤدي بمرور الوقت إلى نمو غير طبيعي للخلايا وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وقال هنريك فريدريكسن، استشاري أمراض الدم في مستشفى جامعة أودنسه: "يمكننا أن نرى أن جزيئات الحبر تتراكم في الغدد الليمفاوية، ونحن نشتبه في أن الجسم يدركها كمواد غريبة".

وأضاف: "قد يعني هذا أن الجهاز المناعي يحاول باستمرار الاستجابة للحبر، ونحن لا نعرف بعد ما إذا كانت هذه السلالة المستمرة يمكن أن تضعف وظيفة الغدد الليمفاوية أو يكون لها عواقب صحية أخرى".

إن دراسة هذه الصلة تشكل تحديًا كبيرًا لأن تطور السرطان قد يستغرق سنوات.

وهذا يعني أن التعرض في مرحلة الشباب قد لا يؤدي إلى المرض إلا بعد عقود من الزمن، مما يجعل من الصعب قياس التأثير المباشر.

حجم الوشم مهم

تظهر النتائج أن العلاقة بين الوشم والسرطان تكون أكثر وضوحا لدى الأشخاص الذين لديهم وشم كبير، والذي يتم تعريفه بأنه أكبر من راحة اليد.

بالنسبة للورم الليمفاوي، فإن المعدل أعلى بنحو ثلاثة أضعاف في مجموعة الأفراد الذين لديهم وشم كبير مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم وشم.

وتقول سيجن بيدستيد كليمنسن، الأستاذة المساعدة للإحصاء الحيوي في جامعة دنفر: "يشير هذا إلى أنه كلما كان الوشم أكبر وكلما طالت مدة بقائه هناك، كلما تراكم المزيد من الحبر في الغدد الليمفاوية، ويجب إجراء المزيد من التحقيقات حول مدى تأثير ذلك على الجهاز المناعي حتى نتمكن من فهم الآليات التي تلعب دورًا بشكل أفضل".

كما تم ملاحظة الارتباط بالورم الليمفاوي في دراسة سويدية مستقلة أجريت عام 2024.

هل بعض ألوان الحبر أسوأ من غيرها؟

أشارت الأبحاث السابقة إلى أن بعض الصبغات الموجودة في حبر الوشم قد تكون أكثر إشكالية من غيرها.

يقول بيدستيد كليمنسن: "في دراستنا، لا نرى رابطًا واضحًا بين حدوث السرطان وألوان الحبر المحددة، ولكن هذا لا يعني أن اللون غير ذي صلة. نعلم من دراسات أخرى أن الحبر يمكن أن يحتوي على مواد ضارة محتملة، على سبيل المثال، غالبًا ما يسبب الحبر الأحمر ردود فعل تحسسية، هذه منطقة نود استكشافها بشكل أكبر".