الحقن طويل الأمد.. أمل جديد لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية

توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى الذين يجدون صعوبة في تناول حبوب فيروس نقص المناعة البشرية اليومية يمكن أن يستفيدوا من علاجات الحقن طويلة الأمد.
ويمكن أن تساعد هذه الاستراتيجية أيضًا في وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية من خلال منع إصابة المزيد من المرضى بالعدوى.
في عام 2021، وافقت الهيئات التنظيمية الفيدرالية على أول حقنة مضادة للفيروسات القهقرية طويلة المفعول (LA-ART)، وهي عبارة عن مزيج من الكابوتغرافير طويل المفعول والريلبيفيرين، لكنها وافقت عليها فقط لمرضى الإيدز الذين تمكنوا بالفعل من السيطرة على عدوى الفيروس باستخدام الحبوب.
أراد الباحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو معرفة ما إذا كان الدواء سينجح مع المرضى الذين لا يستطيعون السيطرة على عدوى الأدوية، سواء كان ذلك بسبب صعوبة البلع أو التذكر، أو لأنهم لا يملكون مكانًا للعيش ويواجهون تحديات حياتية أخرى، مثل اضطراب تعاطي المخدرات.
لذلك، قاموا بإعطاء هؤلاء المرضى حقن شهرية أو كل شهرين وقارنوا الأحمال الفيروسية لديهم مع المرضى الآخرين الذين تم بالفعل التحكم في الأحمال الفيروسية لديهم باستخدام الأدوية عن طريق الفم قبل بدء العلاج عن طريق الحقن بفيروس نقص المناعة البشرية.

نتائج الدراسة
أظهرت الدراسة أن أكثر من 98% من المشاركين في كلتا المجموعتين أظهروا ما يسمى "قمع الفيروس"، أو مستويات غير قابلة للكشف من فيروس نقص المناعة البشرية، بعد 48 أسبوعًا، وهي أكبر وأطول مقارنة من هذا النوع.
نُشرت نتائج هذه الدراسة في JAMA.
وقد يساعد البحث، الذي دعمه المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية للصحة، في وقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، حيث إن أولئك الذين يتم قمعهم فيروسيًا لا يمكنهم نقل الفيروس.
هذا يمثل تغييرًا جذريًا للمرضى الذين يواجهون صعوبة في الحفاظ على نظام غذائي يتطلب تناول حبوب متعددة كل يوم.
قال ماثيو سبينيلي، أستاذ مساعد في قسم فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المعدية، والمؤلف الأول للدراسة: "من المرجح أن تكون هذه العلاجات طويلة الأمد بمثابة تحول للأشخاص في هذا السكان".
وأضاف: "لقد واجهنا بعض الأشخاص الذين عانوا من هذا المرض لسنوات، وعندما أعطيناهم حقنًا، كان الأمر أشبه بالسحر. ومن المثير أن نرى النجاح في التعامل مع الفئة التي نخشى عليها أكثر من غيرها".
ولإجراء هذا التقييم، اعتمد الباحثون على بيانات المرضى من البرنامج الخاص بمضادات الفيروسات القهقرية طويلة المفعول لوقف فيروس نقص المناعة البشرية.
قاموا بدراسة بيانات 370 مريضًا - 129 منهم كان لديهم مستويات حمولة فيروسية يمكن اكتشافها عندما بدأوا في تناول الحقن، و241 منهم لم يكن لديهم.
وبعد مرور نحو 11 شهرًا، لم تظهر أي آثار لفيروس نقص المناعة البشرية في دم 99% من الأشخاص الذين تم تثبيط نشاطهم الفيروسي عندما بدأوا في تناول الدواء عن طريق الحقن.
كانت النتائج متطابقة بشكل أساسي بالنسبة للمجموعة التي بدأت في تناول الدواء عن طريق الحقن قبل السيطرة على الفيروس: حيث نجح 98% منهم في تثبيط نشاط الفيروس في تلك الفترة.