نتائج واعدة للعلاج المناعي المركب قبل الجراحة لمرضى سرطان الرأس والرقبة

وجد الباحثون أن المصابين بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة استجابوا بشكل أفضل لمزيج من علاجين مناعيين مقارنة بالمرضى الذين تلقوا دواء واحد فقط من العلاج المناعي.
قام العلماء أيضًا بتحليل الخلايا المناعية في ورم كل شخص بعد شهر من العلاج المناعي لمعرفة نوع الخلايا المناعية التي تم تنشيطها لمحاربة السرطان، مما يشير إلى أن بعض الخلايا والأهداف التي حددوها قد تساعد في تحديد فائدة العلاج لكل مريض.
نُشرت النتائج في مجلة Cancer Cell.

سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة
تظهر سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة (HNSCC) في تجويف الفم، والبلعوم، والبلعوم السفلي، والحنجرة، وتجويف الأنف، والغدد اللعابية، وتُشكل سابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.
يُقدر عدد حالات الإصابة الجديدة بسرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة بنحو 890 ألف حالة، بالإضافة إلى 450 ألف حالة وفاة سنويًا.
تُمثل سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة حوالي 4.5% من تشخيصات السرطان والوفيات الناجمة عنه عالميًا.
قد تكون علاجات سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة الحالية مشوهة وتؤثر سلبًا على جودة حياة المريض.
إن تقليص حجم الورم قبل الجراحة يزيد من فرصة تمكن الجراح من الحفاظ على لسان المريض وحنجرته، وهما عضوان مهمان للكلام والتنفس والبلع.
أجرى فريق بحثي تجارب ما قبل الجراحة على سرطانات الرأس والرقبة لأكثر من 15 عامًا، وكانت القدرة على تقليص حجم الأورام باستخدام الأدوية المتاحة قبل الجراحة مخيبة للآمال نسبيًا.
وبينما أظهرت تجربة حديثة أن العلاج المناعي أحادي الدواء يُقدم فائدة، إلا أنه لم ينجح إلا مع عدد قليل من المرضى، وفقًا للدكتور روبرت ل. فيريس، المدير التنفيذي لمركز UNC Lineberger الشامل للسرطان.
وقال فيريس: "في تجربتنا السريرية، قارنّا بين توليفتين مختلفتين من أدوية العلاج المناعي واستخدام دواء واحد للعلاج المناعي، ووجدنا أن أيًا من النظامين العلاجيين ضاعف أو ضاعف معدل الاستجابة مقارنةً بالعلاج المناعي الفردي، وأدى إلى زيادة في معدلات البقاء على قيد الحياة، وقد شهد ما يصل إلى ثلث المرضى الذين تلقوا دوائين اختفاء أكثر من 50% من أورامهم بعد شهر واحد فقط من العلاج".
وزّعت الدراسة 42 مريضًا عشوائيًا (سحب أحدهم موافقته لاحقًا) على 3 أنواع من العلاج المناعي: نيفولوماب وحده، ونيفولوماب مع إيبيليموماب، ونيفولوماب مع ريلاتليماب، وبدا أن كلا العلاجين المناعيين أديا بنفس الكفاءة.
ويرجع الباحثون ذلك إلى أن الأدوية تعمل على تنشيط الخلايا الليمفاوية التائية الخاصة بالأورام، وهو نوع من الخلايا التائية المناعية التي تتعرف على الخلايا السرطانية وتهاجمها على وجه التحديد.
حتى بعد الإزالة الجراحية للورم الذي انكمش بسبب العلاج، تظل الخلايا الليمفاوية التائية حية وتدور في أجسام المرضى، مما يوفر المراقبة التي يمكن أن تزيد من فوائد البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
في هذه التجربة، تمكنا من تحديد البصمات البيولوجية بدقة، مما ساعدنا في تحديد تركيبة العلاج المناعي الأنسب.
وصرح فيريس قائلاً: "كان بروتين جين تنشيط الخلايا الليمفاوية 3، أو LAG-3، مؤشرًا جيدًا لبعض الأشخاص، بينما كان بروتين CTLA-4 مؤشرًا جيدًا لآخرين".
وأضاف: "إن الحالة المناعية أو العلامات التي قد يحملها المريض عند التشخيص يمكن أن تساعد في تحديد النظام العلاجي الأفضل الذي يجب اختياره، وبسبب وعد هذه العلامة، فقد قدمنا براءة اختراع لنموذج التشخيص الخاص بنا".
بناءً على اكتشافهم أن نتائج تركيبتي العلاج المناعي المختلفتين تبدو متشابهة، قام فيريس وزملاؤه بتوسيع هذه التجربة لتشمل 40 مريضًا إضافيًا، كما يستخدمون جرعة أعلى من ريلاتليماب.
ويأملون في رؤية استجابات أفضل وبقاء أطول في التجربة الموسعة التي لا تزال مستمرة.