الجمعة 18 أبريل 2025 الموافق 20 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

البروبيوتيك للصحة النفسية.. هل يمكن للبكتيريا النافعة أن تكون بديلًا لمضادات الاكتئاب؟

السبت 12/أبريل/2025 - 02:47 م
البروبيوتيك لتحسين
البروبيوتيك لتحسين الصحة النفسية.. أرشيفية


أظهرت دراسة أجرتها كاترينا جونسون ولورا ستينبرغن، ونُشرت في مجلة npj Mental Health Research، أن تناول البروبيوتيك يمكن أن يساعد في تقليل المشاعر السلبية، كما بحثتا في الأشخاص الذين يستفيدون أكثر من هذه البكتيريا "النافعة".

ما هو البروبيوتيك؟

البروبيوتيك هي بكتيريا "نافعة" على شكل مشروبات أو أقراص تُباع في المتاجر، وتوجد أيضًا في أطعمة مثل الزبادي والجبن المخمر ومخلل الملفوف، هناك اهتمام متزايد بإمكانية تحسين البروبيوتيك ليس فقط لصحة الأمعاء، بل للصحة النفسية أيضًا.

وفقًا لجونسون، فإن الاتصال بين الأمعاء والدماغ يتيح للبكتيريا التأثير على مشاعرنا وسلوكنا عبر عدة مسارات، مثل العصب المبهم والجهاز المناعي. 

على الرغم من أن الدراسات على الحيوانات أظهرت نتائج واعدة، فإن الدراسات على البشر كانت متباينة. لذا، استخدمت الباحثتان مجموعة متنوعة من الأساليب لتحديد تأثير البروبيوتيك على تنظيم العواطف والمزاج، بما في ذلك استبيانات نفسية وتقارير يومية عن الحالة المزاجية.

تفاصيل الدراسة

شملت الدراسة البالغين الشباب الأصحاء الذين تناولوا بروبيوتيك يحتوي على سلالات مثل اللاكتوباسيلس والبيفيدوباكتيريوم يوميًا لمدة شهر. 

استخدمت الدراسة تقارير الحالة المزاجية اليومية، وهو ما يعتبر أول دراسة من نوعه، وكشفت النتائج أن البروبيوتيك يساعد في تخفيف المشاعر السلبية مقارنة بالعلاج الوهمي. وقد يؤدي هذا إلى تقليل القلق والتوتر والميل للاكتئاب.

البروبيوتيك.. أرشيفية

لاحظت ستينبرغن أن التفهم اليومي لمشاعر المشاركين ساعدها في رصد التأثيرات الإيجابية للبروبيوتيك، في حين كانت الاستبيانات النفسية التقليدية أقل دقة في قياس هذه التغيرات. 

أظهرت النتائج أن البروبيوتيك يستغرق حوالي أسبوعين لتحسين الحالة المزاجية السلبية، وهي فترة مشابهة لتأثير مضادات الاكتئاب، لكن البروبيوتيك يركز فقط على تقليل المشاعر السلبية.

أراد الباحثون استكشاف من يمكن أن يستفيد أكثر من تناول البروبيوتيك، ووجدوا أن بعض السمات الشخصية، مثل تجنب المخاطرة، ترتبط بتحسين أكبر للمزاج، كما أظهر المشاركون الذين تناولوا البروبيوتيك قدرة أفضل على التعرف على تعابير الوجه.

مع ذلك، لا يوجد بديل حقيقي لمضادات الاكتئاب، يؤكد الباحثون أن المستقبل قد يشمل استخدام البروبيوتيك كوسيلة وقائية لتقليل خطر تطور المشاعر السلبية إلى حالات نفسية أكثر خطورة، لكن لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفرضيات.

يأمل جونسون وستينبرغن أن تشجع نتائج دراستهما الباحثين في مجال الصحة النفسية على استخدام مقاييس يومية للمزاج، مؤكدين أهمية طرح الأسئلة البسيطة والمباشرة لفهم تعقيد العواطف البشرية.